أجريت مؤخرًا دراسة في 11 دولة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الصين والهند، والتي توصلت إلى أن العديد من المضادات الحيوية الشائعة لا تزيد فعاليتها عن 50٪ في علاج العدوى البكتيرية الخطيرة لدى الأطفال والرضع 1. وتشمل هذه العدوى الخطيرة التهاب الرئة والتهاب السحايا والتسمم الدموي. وتشير الدراسة إلى أن المقاومة المضادة للميكروبات (AMR) تزداد بشكل مقلق في العديد من الدول، وخاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تكون الموارد الصحية والوصول إلى الأدوية الجديدة محدودة.
وتحذر الدراسة من أن المقاومة المضادة للميكروبات تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، وخاصة بين المجموعات ذات المخاطر العالية، مثل الأطفال والرضع. وتقترح الدراسة ضرورة وجود حلول جديدة لوقف العدوى المتعددة المقاومة للأدوية والوفيات الناتجة عنها.
ماذا لو توقف تأثير المضاد الحيوي؟
يناقش الباحثون قلقًا متزايدًا بشأن فعالية المضادات الحيوية في معالجة العدوى الشائعة في الأطفال. وفقًا للدراسات الحديثة، تشير النتائج إلى أن المضادات الحيوية تفقد تدريجيًا قوتها في مكافحة العدوى، وهذا يؤثر سلباً على القدرة على علاج الأمراض بنجاح.
ترجع هذه المشكلة إلى استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط وغير ضروري، مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة من البكتيريا المقاومة للعقاقير. وفي الواقع، يعتبر الأطفال هم الأكثر تأثرًا بهذه المشكلة، حيث يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل غير ملائم في العديد من الحالات التي قد لا تكون هناك حاجة حقيقية لها.
هل سيتطور الأمر في المستقبل؟
ومن المتوقع أن يتفاقم تفشي المضادات الحيوية المقاومة للعقاقير في المستقبل، وهذا يعني أن العلاجات التي تعتمد على المضادات الحيوية قد لا تكون فعالة بنفس القدر كما كانت في السابق. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب بحثًا وابتكارًا لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة وفعالة.
من الضروري أن يتعاون الأطباء والمهنيون في مجال الرعاية الصحية لتحقيق توازن في استخدام المضادات الحيوية، والتركيز على تعزيز الوعي العام بأهمية استخدامها بشكل مسؤول وفقًا للتوجيهات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز البحوث العلمية والابتكار لتطوير حلول بديلة لعلاج العدوى، مثل العقاقير البديلة أو العلاجات التي تستهدف الجهاز المناعي للجسم.
باختصار، نشهد زيادة في القلق بشأن فعالية المضادات الحيوية في معالجة العدوى الشائعة في الأطفال، وتتطلب هذه المشكلة جهودًا متعددة للتوعية والبحث والابتكار من أجل الحد من استخدام المضادات الحيوية بشكل غير مسؤول وتطوير حلول بديلة فعالة.
هل يمكنك استخدام الدواء بعد انتهاء تاريخ صلاحيته؟
الغذاء والدواء تحذر من تناول المنتجات الحيوانية أثناء فترة التحريم
هيئة الغذاء والدواء ترد على علاقة الأسبارتام بالسرطان.. هل يسببه حقًا؟
