توقفت شبكات الهاتف المحمول الفلسطينية في غزة مع حلول ليل 27 أكتوبر، وسرعان ما انتشرت أنباء مفادها أن إسرائيل بدأت غزوًا بريًا للقطاع.
وأكد بيان مقتضب من الجيش أن العمليات البرية “تتوسع” لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.. في الوقت الذي التقطت فيه الكاميرات القليلة التي توفر رؤية لغزة بعضًا من أعنف عمليات القصف حتى الآن خلال الهجمات التي تستمر لأسبوعها الثالث.
الهجوم البري على قطاع غزة
دخلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة بالفعل من نقطتين: حول بيت حانون، وهي بلدة في الشمال، والبريج، بالقرب من نقطة المنتصف الضيقة للقطاع الذي يبلغ طوله 45 كيلومتراً.
ووفرت الغارات الجوية والمدفعية المتواصلة غطاءً لعشرات الدبابات وغيرها من المركبات المدرعة التي تحمل قوات المشاة القتالية.
وبدا التوغل أكبر من الغارات التي تمت في الليلتين السابقتين، والتي كانت صغيرة واستمرت بضع ساعات فقط قبل عودة القوات إلى الأراضي المحتلة.
أهداف الهجمات على قطاع غزة
في المقابلات التي أُجريت على مدى الأيام القليلة الماضية، قال مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن أهداف “الحرب” لم تتغير، وهي عزل وتدمير البنية التحتية العسكرية لحماس، خاصة شبكة الأنفاق تحت الأرض، وإخراجها من السيطرة على قطاع غزة.
لكن تكتيكات جيش الاحتلال لم تعد كما كان يفترض أن تكون في الأيام التي تلت هجوم حماس في الأراضي المحتلة، ويشير الموقعان اللذان دخلتهما إسرائيل في 27 أكتوبر -شمال وجنوب مدينة غزة، وهي أكبر منطقة حضرية في القطاع – إلى خطة تدريجية لتطويق القطاع، ويصف أحد كبار الضباط الهجوم البري بأنه حملة ستستغرق شهورًا.. وربما سنة.
هل الهجوم البري الإسرائيلي سيكون في مصلحة حماس؟
بدأ بعض السياسيين الإسرائيليين يجادلون بأن شن هجوم بري كبير من شأنه أن يصب في مصلحة حماس، حيث سيجر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى القتال في المناطق الحضرية الذي أعدت فيها حماس بالتأكيد الكمائن والفخاخ المتفجرة.
ومن شأنه أيضًا أن يتسبب في وفيات كبيرة بين المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية في غزة، الأمر الذي من شأنه أن يخلق ضغوطًا دولية لوقف إطلاق النار، وفقًا لما قالته مجلة الإيكونوميست البريطانية.
تكتيكات حصار قطاع غزة
من شأن الحملة الأبطأ أن تعتمد في الواقع على تكتيكات الحصار، قامت حماس بتخزين الوقود والغذاء وغيرها من الضروريات في متاهة الأنفاق، ولكن عند مرحلة ما ستنفد الإمدادات: فنقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات يعني عدم وجود هواء نقي أو أضواء تحت الأرض، وهو ما من شأنه أن يجبر حماس على الظهور على السطح.. في الوقت الذي لا تتوقع فيه حماس ذلك.
عقبة الرهائن والهجوم البري على قطاع غزة
التكتيكات الإسرائيلية مقيدة بالفعل بسبب أكثر من 220 رهينة لدى حماس منذ 7 أكتوبر، وقد مارست أسرهم ضغوطًا على حكومة الاحتلال لإعطاء الأولوية لإطلاق سراحهم، وكذلك فعلت الحكومات الأجنبية: هناك ما لا يقل عن 41 دولة لديها مواطنون محتجزون
ويقول مسؤول إسرائيلي إن الحجم المحدود للحملة البرية هو محاولة لتحقيق التوازن بين الأولويات المتنافسة، لإظهار أن إسرائيل مستعدة للهجوم، مع ترك المجال لصفقة الرهائن.
ومع ذلك، حتى التوغل في 27 أكتوبر كان كافيًا لإثارة غضب العائلات، ووصفوها بأنها “أسوأ الليالي” في بيان صدر في صباح اليوم التالي، تحسروا فيه على “الغموض التام بشأن مصير المختطفين المحتجزين هناك والذين يتعرضون أيضًا للقصف العنيف”.
حصار قوي ورفض دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
تواصل إسرائيل قصفها في جنوب غزة، حتى بعدما أمرت بإخلاء الشمال من نحو مليون شخص والفرار إلى الجنوب، ولم تسمح لأي إمدادات بدخول غزة عبر حدودها.
بدأت المساعدات تتدفق عبر مصر في 21 أكتوبر بعد أن رفعت إسرائيل حق النقض (الفيتو) على المساعدات، لكنها غير كافية على الإطلاق.
ولم تدخل سوى 84 شاحنة محملة بالأغذية والمياه والأدوية خلال الأسبوع الماضي، وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 100 شاحنة يوميًا.
ضغط أممي للتوصل إلى هدنة إنسانية
وفي 27 أكتوبر وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على قرار يدعو إلى “هدنة إنسانية” فورية، وجاء التصويت بأغلبية 120 صوتا مقابل 14 وامتناع 45 عضوا عن التصويت.
وكانت أمريكا التي ترفض أي حديث عن وقف إطلاق النار، من بين الدول التي صوتت بـ«لا»، وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض: “نحن لا نرسم خطوطًا حمراء لإسرائيل”.
ومع ذلك، فقد بدأت في الضغط على إسرائيل من أجل “هدنة إنسانية”، وهي هدنة مؤقتة من شأنها أن تسمح بدخول المزيد من المساعدات والسماح للأشخاص الذين يحملون جنسية أجنبية بمغادرة غزة عبر مصر. كما أيد جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، هذه الفكرة.
خطة إسرائيل الجديدة لتطويق حماس.. هذه أبرز تفاصيلها
هل تدخل إيران على خط الحرب بين حماس وإسرائيل خلال الساعات القادمة؟