تنقل الحافلات المدرسية ملايين الأطفال حول العالم يوميًا، ووفقًا للمجلس الوطني لسلامة النقل بالولايات المتحدة، فهي أكثر المركبات أمانًا على الطريق.
ويرجع الفضل في ذلك إلى التطوير المستمر في صناعة الحافلات المدرسية ومعايير التعامل معها في مجال السلامة طوال عقود، مما ساهم في إنقاذ الأرواح ومنع وقوع الحوادث.
أجرت الشركات المصنعة لتلك الحافلات والمشغّلة لها هذه التحسينات، بناء على نتائج التحقيقات في أسباب وقوع مجموعة من الحواث المأسوية للحافلات المدرسية، وهذه أشهرها:
تعامل خاطئ مع ممر القطار
في صباح يوم 1 ديسمبر 1938، اجتاحت عاصفة ثلجية وادي سولت ليك، في ولاية يوتا الأمريكية، وبينما كانت حافلة مدرسية تقلّ 39 راكبًا في طريقها إلى مدرسة ثانوية، توقّف السائق أمام معبر للسكك الحديدة، ونظر يمينًا ويسارًا للتأكد من خلو المعبر.
فور أن تابع السائق سيره فوق القضبان، اصطدم قطار شحن بالحافلة، ودفعها أمامه مسافة 800 متر قبل أن يتمكن من التوقف، مما أسفر عن مقتل 24 راكبًا والسائق.
أفادت التحقيقات أن العاصفة الثلجية أعاقت قدرة سائق الحافلة على رؤية القطار القادم، واليوم، يطلب من السائقين التوقف عند ممرات القطارات وفتح الأبواب والنوافذ للاستماع لأصوات القطارات خلال الظروف الجوية السيئة.
عيوب تصنيع تم تفاديها لاحقًا
ظهرت الحافلات المدرسية لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، ولكنها لم تكن بنفس القوة التي هي عليها الآن طوال عقود طويلة مضت.
سجل القرن الماضي الكثير من الوفيات خلال حوادث الحافلات المدرسية بسبب انهيار أسقفها وتعرض جسمها المعدني للضغط عند السقوط من المنحدرات، ولذلك السبب هناك لوائح حالية تقضي بأن تكون أكثر متانة، ويمكنها تحمل الانقلابات والصدمات العنيفة.
مخارج الطوارئ
تسبب حادث وقع في الولايات المتحدة مساء يوم 14 مايو 1988، في تعديل تصميم الحافلات المدرسية بما يحافظ على سلامة ركابها في حالات الطوارئ.
كان العديد من الأطفال ومرافقيهم عائدين من رحلة، وفي الطريق، اصطدمت الحافلة وجهًا لوجه بشاحنة صغيرة كانت تسير عكس اتجاه الطريق الصحيح.
أدى اصطدام الشاحنة بالحافلة إلى ثقب خزان الوقود، فاشتعلت بها النيران، مما أجبر الطلاب على الاندفاع إلى الخلف تجاه مخرج الطوارئ الوحيد.
فقد 27 شخصًا حياتهم، وبناء على نتائج التحقيقات التي ادعت أن الحافلة لو كانت مجهزة بمخارج طوارئ أكثر لكان من الممكن إنقاذ المزيد من الأرواح، صدر تشريع بزيادة عددها.
فحص إجباري بعد انتهاء العمل
في صباح يوم 11 سبتمبر 2015، بدأ سائق حافلة مدرسية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عمله بإيصال الطلاب إلى المدرسة، وبعد أن أنزلهم، عاد لساحة الحافلات وترك المركبة هناك ثم ذهب إلى منزله.
بعد ساعات، تم العثور على جثة أحد الأطفال ملقاة في الحافلة، واتضح أن الطفل قد اختنق بالقيء ولم يلاحظه السائق.
يلزم بروتوكول قيادة الحافلات المدرسية حاليًا السائقين بفحصها بعد انتهاء العمل للتأكد من عدم وجود أطفال فيها، ويعاقب بالقانون من لا ينفذ هذه التعليمات.
نظام إخماد الحرائق
في ديسمبر 2017، لقى سائق يبلغ من العمر 74 عامًا، وطالبة بالمرحلة الثانوية تبلغ 16 عامًا مصرعهما، في حادث احتراق حافلة مدرسية، حيث سقط الجزء الخلفي من المركبة في حفرة، وبسبب محاولات إخراجها عن طريق زيادة السرعة اشتعلت فيها النيران.
أوضحت التحقيقات أن الحريق نشأ بسبب اشتعال الوقود في الشاحن التوربيني للمحرك بعد ارتفاع درجة حرارته، ولذلك صدرت توصية بتجهيز جميع الحافلات المدرسية بنظام إخماد الحرائق.
دليل الغذاء الصحي للأطفال في المدارس.. المجموعات الغذائية الخمس
بـ 4 أهداف.. إطلاق عمليات تقويم مستوى أداء المدارس
التنمر بين طلاب المدارس.. أبرز ما جاء في دليل “الصحة”