في سابقة عالمية، تمكّن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من إجراء أول عملية زراعة كبد كاملة ناجحة باستخدام الروبوت على مستوى العالم.
وتم إجراء العملية لمريض سعودي في العقد السادس من العمر، كان يعاني من الكبد الدهني غير الكحولي وسرطان الخلايا الكبدية (HCC).
دلائل الإنجاز
يعكس هذا الإنجاز مدى الابتكار الطبي الذي تتميز به المستشفى وكذلك جودة خدمات الرعاية الصحية التي تثٌدمها للمرضى في جميع أنحاء العالم، وفق تصريحات وأوضح قائد الفريق الطبي المنفذ للعملية والمدير التنفيذي لمركز التميز لزراعة الأعضاء البروفيسور ديتر برورينج.
وأشار إلى أن نجاح المملكة في عمليات زراعة الكبد الروبوتية بالكامل يمثّل نقلة محورية في تاريخ زراعة الأعضاء، وترسخ لريادة “التخصصي” العالمية في هذا المجال.
وكانت تلك العملية المرة الأولى التي يتفرد التخصصي فيها بتنفيذ العملية في مرحلتي الاستئصال والزراعة من خلال الروبوت، بعد أن كانت تتم من خلال نهج يجمع بين الجراحتين التقليدية والروبوتية.
ويدخل المستشفى التخصصي مرحلة جديدة من الخدمات التي يقدمها للمرضى في زراعة الأعضاء، إذ يُعد المستشفى مركزًا تدريبيًا متخصصاً في جراحة زراعة الأعضاء الروبوتية.
ويتعاون المستشفى من خلاله مع المؤسسات الطبية الأخرى؛ لتبادل المعرفة وتعزيز الفهم العالمي لإجراءات زراعة الأعضاء طفيفة التوغل.
ويبرز هذا التقدم مساعي “التخصصي” الدائمة للستفادة من الإمكانات، وجلب أحدث التقنيات، لتحسين النتائج، وكفاءة التشغيل، ليكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية، ولإتاحة خدماته لشريحة أوسع من المستفيدين.
ويحتل المستشفى المركز الـ20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، فيما يأتي في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا على تصنيف براند فاينانس (Brand Finance).
لماذا يلجأ الأطباء إلى زراعة الكبد الروبوتية؟
تُعد الميزة الأبرز في زراعة الكبد باستخدام الروبوت هي الشفاء في مدة أقل، ويرجع ذلك لأن الشقوق التي يتم إحداثها في جسد المريض تكون أًصغر، وهو ما يقلل أيضًا من المضاعفات ما بعد العملية.
في حين أن زراعة الكبد التقليدية أو النهج الهجين الذي يجمع بين الطريقتين، يتطلب إحداث شق بطول 15 سم وهو ما يترتب عليه مضاعفات في 50% من الحالات، كما أنها تستوجب إقامة أطول في المستشفى.
ويوفر الروبوت أيضًا دقة أكبر في عملية تعتبر واحدة من أكثر عمليات البطن صعوبة وتعقيدًا، كما أنه يمنح الأطباء أقل تدخل في الإجراءات من خلال التحكم في جميع الإجراءات عن بُعد باستخدام الآلات.
ويكون الأطباء على مسافة أبعد من المريض، ويستخدم أجهزة متطورة تعرض مكان الجراحة بشكل ثلاثي الأبعاد عبر شاشة كبيرة، وهو ما يوفر معالجة بدقة شديدة يصعب تحقيقها في الجراحة التقليدية.
وتكمن صعوبة العملية في استئصال الكبد التالف وزراعة العضو الجديد بنجاح، ولذلك فالعملية من خلال الروبوت تحتاج إلى مزيد من الخبرة والدراسة للتحكم في الأجهزة باحترافية.