يؤثر الهجر على الأشخاص لفترة طويلة في مرحلة البلوغ على وجه الخصوص، ويؤدي إلى صدمة قد تتطور لإكساب الشخص سمات غير مرغوب بها.
في السطور التالية، ننستعرض أبرز السمات المشتركة بين الفتيات اللاتي هُجرن من قبل آبائهن، والتي لاحظتها الطبيبة النفسية، كاتي جيليس، على بعض الحالات التي أشرفت على علاجها.
انخفاض احترام الذات
عندما يفقد الأطفال الدعم والتشجيع من الأبوين خلال سنوات نموهم، فإنهم يبذلون جهودا مضاعفة خلال فترة المراهقة للحصول على الاحترام الذاتي للنفس.
تقول “جيليس”: “لا شيء يخبر طفلاً صغيراً بأنه غير محبوب أكثر من رحيل أحد الوالدين طوعاً.
اليقظة المفرطة
عندما يفتقد الطفل الدعم العاطفي، كما هو الحال عندما يتخلى عنه والديه فإنه غالبًا ما يصاب بمخاوف وقلق أكثر من اللزم.
في كثير من الأحيان يعبر هؤلاء الأطفال عن شعور قوي بالخوف من حدوث شيء سيء، ويكونون دائمًا متوترين، فيصبحون يقظين دومًا، تحسبًا لحدوث أمور غير جيدة.
السلوك الجنسي المبكر أو المتزايد
عندما يحتاج الشباب الذين تركهم آبائهم إلى الحب من الآخرين، قد لا يعرفون كيفية تلبية هذه الحاجة، فيبدأ بعضهم في إظهار سلوك جنسي مبكر بحثًا عن هذا الارتباط العاطفي والجسدي الذي يفتقرون إليه مع مقدمي الرعاية لهم.
مخاوف الهجر
يمكن أن تظهر المخاوف على شكل يأس في العلاقات، مثل التشبث أو الاحتياج.
يلاحظ الأطباء أن الشباب الذين تم هجرهم في سن صغيرة يظهرون مخاوف كبيرة من الهجر، ويأخذون الأمر على محمل شخصي للغاية عندما يكون للأصدقاء اهتمامات أخرى، أو عندما لا يبادلهم الآخرون الإعجاب، أو عندما لا تتم دعوتهم إلى التجمعات.
العدوانية
يعتقد الأطفال الذين تم هجرهم من قبل الآباء أنهم لا يستحقون الحب والدعم، ويعوض بعضهم عن هذا الشعور السلبي من خلال العدوانية، كوسيلة لمنع الآخرين من إيذائهم مرة أخرى.
السلوكيات الإدمانية
عندما لا يتعلم الأطفال سلوكيات التهدئة الذاتية للتعامل مع المشاعر السلبية وغير المريحة التي تأتي من الهجر أو التجارب المؤلمة الأخرى، فقد يلجأون إلى الطعام أو المواد الأخرى كمصدر للراحة عند ظهور مثل هذه المشاعر.
نقلت الدكتورة كاتي جيليس عن دراسة نشرت عام 2004 أن البنات اللاتي تعرضن للهجر كنّ أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل، أو السمنة، أو الانخراط في المواد المسببة للإدمان.
المخاوف من “خسارة كل شيء”
يشعر الذين تم التخلي عنهم خلال فترة مهمة من حياتهم بشكل دائم بأنهم على وشك “خسارة كل شيء”، وأنهم على بعد يوم سيء فقط من فقدان منازلهم، أو ممتلكاتهم، أو حتى عائلاتهم أو علاقاتهم.
المحاولات المستمرة للتغلب على الصدمة
يواجه من تم التخلي عنهم مبكرًا أزمة أخرى خلال فترة المراهقة تتمثل في رغبتهم المستمرة في التغلب على الصدمة التي تعرضوا لها.
قد يظهر ذلك في رفض هؤلاء الأشخاص في عدم إنجاب أطفال طوال حياتهم، أو الرغبة في الإنجاب مبكرًا؛ لإثبات أنهم قادرين على تكوين أسرة عادية ومحبة.