لم تتوقف أزمة الفيضانات في شمال شرق ليبيا عند سقوط آلاف الضحايا، بل إنها تهدد بخلق كارثة صحية أخرى بسبب إصابة البالغين بالأمراض نتيجة شرب المياه الملوثة.
وأبدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قلقها من تلوث المياه وتداعي منظومة الصرف الصحي نتيجة انهيار سدين في مدينة درنة وهو ما أدى إلى زحف المياه عبرها، بحسب رويترز.
وأدت العاصفة دانيال إلى حصيلة قتلى تتراوح بين 4 آلاف إلى 11 ألف قتيل، بحسب تقديرات المسؤولين الحكوميين ووكالات الإغاثة.
ماذا يحدث؟
وفق تصريحات تليفزيونية لرئيس المركز الليبي لمكافحة الأمراض، حيدر السائح، فإن ما يزيد عن 150 شخصًا أصيبوا بالإسهال نتيجة شرب المياه الملوثة، من بينهم حوالي 55 طفلًا.
وأشارت بعثة الأمم المتحدة إلى أن وكالاتها تعمل بشكل متواصل لمنع تفاقم الأزمة الصحية، من خلال تلقيه ما يقرب من 25 طنًا من المساعدات الطبية من منظمة الصحة العالمية.
وتعمل الحكومتان المتعارضتان في ليبيا (منذ أن تم تقسيمها في أعقاب الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في عام 2011)، على احتواء الأزمة ولكن صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب تدمير البنية التحتية يُعيق هذه الجهود.
هذا الأمر دفع المواطنين في درنة يوم الإثنين الماضي، ليعبروا عن احتجاجهم على أداء السلطات لإدارة الأزمة، مطالبين بتسريع التحقيقات وداعيين الأمم المتحدة إلى إنشاء مكتب في درنة لبحث عملية إعادة الإعمار.
لكن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا، عثمان عبد الجليل، قال إنه تم بدء العمل ببرنامج تطعيم ضد الأمراض التي تعقب الكوارث، دون الإفصاح عن تفاصيل.
بدوره، فتح المدعي العام الليبي، الصديق الصور، تحقيقًا لبحث الأسباب وراء انهيار السدين الذي يبلغ عمرهما نحو 50 عامًا، وبحث تخصيص أموال لإعادة صيانتهم، كما تم وقف عمدة مدينة درنة عن العمل لحين انتهاء التحقيقات.
حصيلة الضحايا
بحسب الهلال الأحمر الليبي، بلغ عدد القتلى جراء الكارثة نحو 11300 قتيل، فيما بلغ عدد المفقودين 10 آلاف شخص.
ولكن هناك تباينًا بين هذه الأرقام وما أعلنه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إذا قال إن عدد القتلى حوالي 4 آلاف شخص ونحو 9 آلاف مفقود.
وحتى يوم الخميس الماضي، تم انتشال ودفن ما لا يقل عن 3338 جثة، وفق التقديرات المُعلنة من قبل وزير الصحة.
وعن النازحين، قدرت المنظمة الدولية للهجرة أعدادهم بنحو 40 ألف شخص، من بينهم 30 ألف من درنة، واستقبلت مدينتا بنغازي وطبرق العديد منهم، فيما لا تزال أعمال البحث قائمة من قبل الفرق الإنسانية والمتطوعين.