العملية الأساسية لإنتاج الصلب لم تتغير كثيرًا على مدى القرون الماضية، حيث يتم وضع خام الحديد وفحم الكوك في أعلى فرن صهر ضخم بشكل يشبه مصباح الحمم البركانية، ليخرج منه النفايات الصهرية والحديد الخام (الذي يتم تكريره لاحقًا للحصول على الصلب) وكمية كبيرة جدًا من ثاني أكسيد الكربون، مقابل كل طن من الفولاذ، إذ ينبعث ما يقرب من طنين من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، وفي المحصلة، فإن هذا القطاع مسؤول عن نسبة هائلة تتراوح بين 7% إلى 9% من انبعاثات الكربون العالمية، في الوقت ذاته لا يوجد بديل أخضر واضح قادر على تحقيق إزالة الكربون.
تغيير سياسة الشركات
يعد الجزء الأهم في تغيير تلك المشكلة، هو السياسة العامة،فهناك بعض الخيارات المطروحة على الطاولة، على الرغم من أنه لم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن على نطاق واسع، إذ يقترح تعديل أنظمة احتجاز الكربون في مصانع الصلب القائمة – على الرغم من أن التكلفة مرتفعة- كما يمكن بناء خطوط أنابيب واسعة لنقل ثاني أكسيد الكربون إلى أماكن مناسبة لتخزينها تحت الأرض، ويمكن للشركات أيضًا أن تتخلى عن أفرانها التقليدية وتبدأ في استخدام عملية بديلة لصناعة الصلب عن طريق الهيدروجين الأخضر لتحويل الخام إلى حديد قابل للاستخدام، وتعد التقنية الأخيرة قيد التجربة بالفعل في بعض الشركات الأوروبية، وعلى الرغم من أن العملية تقتصر في الغالب على خامات الحديد عالية الجودة، والتي لا تمثل سوى جزء صغير من الإمدادت العالمية.
طريقة جديدة
هناك عمليات جديدة حقًا مثل ما تحاول القيام به شركة Boston Metal والتي تعمل على تطوير طريقة جديدة لإنتاج الصلب خالي من الانبعاثات باستخدام الطاقة الكهربائية المتجددة وبعض التفاعلات الكيميائية، وتتضمن العملية المعروفة باسم تحليل الأكسيد المنصهر، إذ يتم تمرير كميات هائلة من الكهرباء عبر خام الحديد، مما يذيبه في مزيج معدني، ويقوم التيار الكهربائي أيضًا بتقسيم خام الحديد إلى “حديد عنصري” و”أكسجين”، ويغوص الحديد إلى قاع الفرن، تاركًا جميع الشوائب – السليكا والكالسيوم والمغنيسيوم – في الجزء العلوي.
تعمل الشركة منذ حوالي 10 أعوام، وقامت الأسبوع الماضي بتجميع 262 مليون دولار لتمويل رأس المال الاستثماري، ووفقًا للرئيس التنفيذي للشركة “تاديو كارنيرو”، يمكن أن يكون هذا المبلغ الضخم هو آخر قسط من رأس المال الاستثماري الذي تحتاجه الشركة قبل أن تكون قادرة على بدء ترخيص التقنية للإنتاج الضخم للصلب في السنوات القليلة المقبلة.
الحياد الكربوني
قدمت جميع الشركات الكبيرة تعهدًا بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ولأن الجميع يدرك أن لا شىء سيتغير بين ليلة وضحاها، فسيتم تجريب أشياء مختلفة لمعرفة ما الذي سيكون أكثر كفاءة، ومن جانبها ستقوم الشركة بالعمل في جهتين الأولى هي تمويل وتوسيع فكرتها للاستفادة من نفايات المعادن، والذي سيستهلك حوالي 100 مليون دولار من التمويل، كما سيتم توليد إيرادات للمساعدة في تمويل باقي البرنامج، وهو توسيع التكنولوجيا لإنتاج الفولاذ الأخضر. أما الخطوة التالية فستكون إنتاج أول وحدة تجريبية صناعية في عام 2025.
الكائنات الأطول عمرًا على كوكب الأرض
“جيمس ويب” يكتشف مادة كيميائية في الفضاء لا تنتجها إلا الكائنات الحية!
فيضانات ليبيا.. هذا هو المتهم الرئيسي وراء إعصار دانيال