أحداث جارية علوم

العلماء يكشفون عن وجود علاقة بين تغير المناخ والفيضانات المدمرة في ليبيا

تغير المناخ والفيضانات المدمرة في ليبيا

ارتفع عدد ضحايا الفيضانات المُمدرة التي ضربة مدينة درنة الليبية إلى أكثر من 5300 شخص، بحسب تصريحات مسؤولين رسميين، بينما لا يزال حوالي 10 آلاف في عداد المفقودين، وشرد نحو 30 ألفًا آخرين.

وفي ظل الاعتراف بهذه الفيضانات التي نتجت عن هطول كميات كبيرة من الأمطار وانهيار بعض السدود بفعل عاصفة “دانيال” كإحدى أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ ليبيا، أخذ العلماء يبحثون عن سبب حدوثها، وتوافقوا حول أن تغير المناخ كان عاملًا مهما لوقوع هذه الكارثة.

كيف ساهم تغير المناخ في حدوث الفيضانات المدمرة في ليبيا؟

يصف العلماء عاصفة البحر الأبيض المتوسط ​​التي تسببت في هطول أمطار غزيرة على الساحل الليبي، وتسببت في الفيضانات، بأنها “أحدث حدث مناخي متطرف يحمل بعض السمات المميزة لتغير المناخ”.

أوضحت كريستين كوربوسييرو، عالمة الغلاف الجوي في جامعة ألباني في ولاية نيويورك الأمريكية: “استمدت العاصفة دانيال طاقتها  الهائلة من مياه البحر الدافئة للغاية، حيث أن الجو الأكثر دفئًا يحمل المزيد من بخار الماء الذي يمكن أن يسقط على شكل أمطار”.

وقال سايمون ماسون، كبير علماء المناخ في المعهد الدولي لأبحاث المناخ والمجتمع التابع لكلية كولومبيا للمناخ بأمريكا: “الظاهرة المتسببة بالكارثة لم تكن إعصارًا، ولكن قوتها وصلت إلى حد الإعصار، وهو حدث نادر”.

وأضاف “ماسون”: “تشكّل دانيال كنظام مناخي منخفض الضغط منذ أكثر من أسبوع، مما أدى إلى هطول كميات هائلة من الأمطار على اليونان والمناطق المحيطة بها، قبل إغراق مناطق من ليبيا”.

وقال راغو مورتوجودي، الأستاذ في المعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي، إن “المياه الدافئة تتسبب أيضًا في تحرك الأعاصير بشكل أبطأ، مما يسمح لها بإسقاط كميات أكبر من الأمطار”.

وواصل: “النشاط البشري وتغير المناخ معًا، ينتجان تأثيرات مركّبة للعواصف”، مشيرًا أن تفاقم تأثير الفيضانات في اليونان يرجع إلى حرائق الغابات، وفقدان الغطاء النباتي، وتفكك التربة.

وقال إن الفيضانات الكارثية في ليبيا ازدادت حدةً بسبب سوء صيانة البنية التحتية.

وفي المقابل، قالت جينيفر فرانسيس، وهي عالمة في مركز وودويل لأبحاث المناخ، إن “المياه الدافئة  التي سمحت لدانيال بتكثيف المياه، مما نتج عنه هطول أمطار غزيرة بشكل استثنائي هي ظاهرة يمكن أن تحدث في جميع أنحاء العالم”.

وأضافت “فرانسيس”: “لا يوجد مكان على وجه الأرض مُحصّن ضد العواصف المدمرة مثل دانيال، كما أظهرت الفيضانات الأخيرة في ماساتشوستس الأمريكية، واليونان، وهونغ كونغ، وأماكن أخرى”.

ومن جانبه، حذّر كارستن هوستين، عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيغ في ألمانيا، من أن العلماء لم يتح لهم الوقت بعد لدراسة “دانيال”، وأشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط ​​كان أكثر دفئا بمقدار 2 إلى 3 درجات مئوية هذا العام عما كان عليه في الماضي.

وقال “هوستين”: “وعلى الرغم من أن أنماط الطقس التي شكّلت دانيال كانت ستحدث حتى بدون تغير المناخ، إلا أن العواقب ربما لم تكن لتصبح بهذه الشدة”.

كائنات حية بعلامة “ممنوع الصيد” في المملكة

أحدث صور تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي تحيّر العلماء

لماذا تؤثر الأكواب الخزفية على طعم وفوائد الشاي؟