علوم

تعمل أدمغتها بطريقة مشابهة للبشر أثناء نومها.. هل تحلم الحيوانات مثلنا؟

يلاحظ الكثير ممن يقتنون حيوانات في منازلهم أنها تنتهج سلوكًا شبيهًا بالبشر خلال نومها، فلا تبقى ساكنة طوال الليل عادة، بل قد ترتعش أو تحرّك جفونها بصورة عشوائية وسريعة، أو تصدر أصواتًا بدون نمط متّسق، فهل يعني هذا أنها تحلم مثلنا؟

الحيوانات تمر بمرحلة نوم حركة العين السريعة

أجرى فريق بحثي بجامعة “كونستانتس” بألمانيا، في عام 2022، دراسة على العناكب؛ لتبيّن إن كانت تحلم مثل البشر، بعد ملاحظتهم أن أقدامها تلتوي، ومغازلها ترتعش، وشبكيات أعينها تتحرك، خلال فترات نومها.

وضع الباحثون كاميرات في مختبر يضم 34 عنكبوتًا لمراقبتها أثناء نومها، فوجدوا أنها تمر بمراحل نوم تشبه مرحلة حركة العين السريعة.

حركة النوم السريعة هي إحدى مراحل النوم لدى البشر، والتي يرون خلالها الأحلام عادة، خاصة تلك التي تحتوي على تفاصيل تشبه الواقع.

أوضحت عالمة البيئة السلوكية المشاركة في الدراسة، الدكتورة دانيلا روسلر، أن العناكب كانت ساكنة في الفترة التي سبقت النوبات الشبيهة بنوم حركة النوم السريعة.

وقالت “روسلر” إنه إذا تم إثبات أن هذه النوبات هي نوم حركة عين سريعة بالفعل، فمن المرجح أن العناكب تحلم.

للتأكد من ذلك، تم الاستناد إلى دراسات أخرى راقبت سلوك الحيوانات أثناء النوم، بما يشمل حركات الجسم والإشارات العصبية التي يطلقها الدماغ.

في البشر، تتسم مرحلة نوم حركة النوم السريعة بشلل مؤقت في عضلات الهيكل العظمي وارتعاش متكرر لاجزاء الجسم، وزيادة في نشاط الدماغ ومعدلات التنفس ونبضات القلب.

في عام 2012، رصدت الباحثة المتخصصة في علم الأحياء السلوكي، تيريزا إغليسياس، حالة تشبه النوم لدى سمك الحبار.

راقبت “إغليسياس” 6 اسماك في مختبر الأحياء البحرية بـ “وودز هول” في ولاية ماساشوستس الأمريكية، ووجدت أنها أبدت نشاطًا يشبه حركة النوم السريعة كل حوالي 30 دقيقة.

اتسمت تلك النوبات بحركة العين بسرعة مع الأذرع، كما أنها أصدرت إشارات للتمويه ولفت الانتباه، وقالت “إغليسياس” إنه دليل على أن هذه الأسماك كانت تحلم.

ما الذي تحلم به الحيوانات؟

قال باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية، في دراسة نشرت في يناير من عام 2001 بمجلة “نيورون”، إن أحلام الحيوانات عبارة عن ذكريات لسلسلة الأحداث التي جرت خلال اليوم، أو أحداث قائمة على ما شاهدوه وسمعوه ومرّوا به من تجارب.

أوضح الباحث ماثيو ويلسون من مركز التعلم والذاكرة التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “لم نكن نعرف على وجه اليقين أن الحيوانات تحلم بالطريقة التي نحلم بها، والتي يمكن أن تنطوي على إعادة الأحداث التي حدثت بينما كنا مستيقظين”.

وقال “ويلسون”: “راقبنا إطلاق دماغ الفئران لمجموعة من المواد خلال النوم لتحديد محتوى أحلامها، واتّضح انها تحلم بأشياء مرتبطة بتجارب فعلية.”

درّب “ويلسون”، مجموعة من الفئران على الجري في مسار دائري للحصول على مكافأة غذائية.

وبينما كانت الفئران تركض، أنشأت أدمغتها نمطًا مميزًا من الخلايا العصبية التي تنطلق في منطقة الحصين، وهي جزء من الدماغ معروف بارتباطه بالذاكرة.

بفحص أكثر من 40 حلقة من حركة العين السريعة المسجلة أثناء نوم الفئران، كرّر حوالي نصف الحيوانات الخاضعة للتجربة النمط الفريد لنشاط الدماغ الذي تم إنشاؤه أثناء الجري.

هل يجب أن تبقى الحيوانات في حدائق الحيوان؟

أشهر الحروب التي شنّها البشر على الحيوانات تاريخيًا

ماذا لو تسابق الرياضيون مع الحيوانات؟ لمن ستكون الغلبة؟