يواجه الرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب، 4 لوائح اتهام قبل أكثر من عام بقليل على إجراء الانتخابات الرئاسية لأمريكا 2024، تتعلق بالتآمر والاحتيال على الحكومة لإلغاء نتيجة انتخابات 2020، والاستيلاء على وثائق سرّية من البيت الأبيض، ودفع أموال مقابل الصمت، والتي أصبحت تهدّده بتقويض حريته مستقبلًا، فهل يمكن أن تسبب هذه المشكلات القضائية في خسارته فرصه في العودة للسلطة من جديد؟
تحاول مجموعة من علماء القانون، بينهم القاضي السابق المنتمي لتيار المحافظين، جيه مايكل لوتيج، إقناع السلطة المشرفة على الانتخابات بمنع ترامب من الاقتراع.
يستند هؤلاء القانونيون إلى التعديل الـ 14 من دستور البلاد، والذي يمنع الذين يدعمون التمرد من تولي المناصب العامة.
وسيتعين على مسؤولي الانتخابات في الولايات بدء التلويح بهذا القانون، واتخاذ إجراءات لتطبيقه في حال تمت إدانة “ترامب”، ولكن المحللين السياسيين يرون أن استبعاده من الترشح غير وارد الحدوث.
قال السناتور الجمهوري عن ولاية لويزيانا، بيل كاسيدي: “يجب استبدال جو بايدن، لكننى لا أعتقد أن الأمريكيين سيصوتون لمدان”.
ومن جهته، قال المحلل السياسي، سكوت جينينغز: “من المؤكد أن أي أمريكي لن يوافق على انتخاب رئيس إذا أدين بارتكاب جناية”.
وأشار جينينغز إلى استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك مؤخرًا، نتج عنه أن 68% من الأميركيين، و58% من الجمهوريين قالوا إن الشخص المدان بارتكاب جناية لا ينبغي أن يظل مؤهلاً للترشح لمنصب الرئيس.
وعلى الرغم من هذا، لا يبدو أن هذه الآراء ستغير شيئًا؛ لأنه من المستبعد أن تتم إدانة ترامب قبل بداية الانتخابات في نوفمبر 2024.
لم يتم تحديد مواعيد المحاكمة بعد للتهم المتعلقة بمحاولاته لإلغاء انتخابات 2020، ولن تكون محاكمات قضايا “أموال الصمت” و”الوثائق السرية” قبل الانتخابات التمهيدية.
يعمل حاكم ولاية نيو هامبشاير، كريس سونونو، على إقناع الجمهوريين بدعم مرشح واحد آخر غير “ترامب”، في ظل أن الأصوات متفرّقة بين منافسيه، الذين لم يقتربوا منه حتى في حجم التأييد.
وينفي “سنونو” صحة استطلاعات الرأي التي تظهر أن دعم ترامب بين الجمهوريين يزيد عن 50%، ويقول إن مؤيديه وصلوا إلى 44% أو أقل.
ورغم ذلك، لا يزال دعم “ترامب” أعلى بكثير من كل منافسيه الجمهوريين، فوفقًا لاستطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة “دي موين ريجستر” في ولاية أيوا، يحظى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بدعم 19%، ولا يوجد مرشح آخر يتجاوز 10%، في مقابل 42% للرئيس السابق.
يخشى المعارضين لترشح “ترامب وفكرة وجوده في السلطة من جديد ألا يؤثر تراجعه في استطلاعات الرأي ببعض الولايات على فرصه في الفوز بالانتخابات، حيث فاز بالانتخابات التمهيدية في 2016 بـ 35% فقط من الأصوات، في حين أن 4 مرشحين آخرين حصلوا على أكثر من 10%.
قال المحلل السياسي، هاري إنتن: “العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة التي لا يظهر منها بشكل واضح تفضيل المصوتين ترامب على بايدن أو العكس، لكن فكرة عدم قدرة دونالد ترامب على الفوز في الانتخابات مستبعدة جدًا”.
وأضاف قال إنتن: “دونالد ترامب يحصل على نتائج أفضل من انتخابات 2020 في استطلاعات الرأي”، وهو ما يعني أن لوائح الاتهام الأربعة لم تؤثر على شعبيته.
نائب “ترامب” السابق مستعد للشهادة في قضية الانتخابات.. كيف قد يغيّر سير المحاكمة؟
ترامب عن الديمقراطيين: “إنهم خائفون منّا”
