كشف استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور أحمد باهمام، أن سكان المملكة تصنف بين أعلى دول العالم في نسبة السكان الذين يسهرن حتى وقت متأخر من الليل، فما هي أضرار هذا السلوك؟
تصنيف المملكة في معدلات السهر
أشار الدكتور أحمد باهمام، خلال مقابلة بالفيديو مع برنامج “الراصد” على قناة الإخبارية، أنه تم إجراء مسح وطني عام 1999، حول معدلات السهر، على طلاب المدارس الابتدائية.
وقال “باهمام”: “مقارنة بما نشر من دراسات في الدول الأخرى في نفس العام، وجدنا أن طلابنا كانوا أكثر من يسهرون وأقل من يحصلون على ساعات نوم على مستوى العالم”.
وأضاف استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم: “التصنيفات الحديثة التي صدرت عن المنظمات الصحية العالمة، وضعت السعودية في المراتب الخمس الأولى في السهر”.
وتابع: “لم تكن هذه من عادات المجتمع السعودي القديم، لكن في الـ 30 أو الـ 35 سنة الماضية، بدأت معدلات السهر في الازدياد سنويًا، وأصبحت ظاهرة تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية”.
فيديو | استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم أ.د أحمد باهمام: السعودية من أعلى دول العالم في السهر.. وآثار نقص النوم خطرة جدا على الأطفال #الراصد pic.twitter.com/PtDfz9miSo
— الراصد (@alraasd) August 20, 2023
أضرار السهر
يعد النوم ضروريًا للجسم لإراحته وتمكينه من أداء بعض المهام اللازمة لاستمرار عمل أنظمته بكفاءة، وقد يتسبب عدم الحصول على قسط كاف منه كل ليلة في مشكلات للصحة البدنية والعقلية، وأبرزها:
أمراض القلب
نظرًا لانخفاض ضغط الدم أثناء النوم، فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من الراحة ليلاً يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، والذي قد يؤدي لاضطرابات القلب، مثل السكتة الدماغية.
وجدت دراسة نشرتها “المجلة الدولية لأمراض الغدد الصماء، في عام 2011، أن النوم في وقت متأخر مرتبط أيضًا بالأمراض القلبية الوعائية، مثل السكري والسمنة.
يتسبب السهر في فقدان الجسم سيطرته على التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، كما يؤدي إلى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وبالتالي الإصابة بالسمنة.
أمراض الكبد
في دراسة أجرتها جامعة جنيف بسويسرا عام 2017، اكتشف العلماء أن الكبد يتكيف مع دورة النوم والاستيقاظ ويعمل وفقًا لها.
يتعرف الكبد على نمط الساعة البيولوجية للجسم، فيعمل بكامل طاقته أثناء النهار وينكمش إلى حجمه الأصلي ليلا، وعند السهر لوقت متأخر يرتبك هذا العضو ويتأثر عمله، مما يزيد من خطر الإصابة بالتليّف.
خلل في عمل الأمعاء
يحتوي الجسم على بروتينات صغيرة تنظم نمو ونشاط الخلايا الأخرى تسمى السيتوكينات.
يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى تنشيط السيتوكينات الالتهابية، التي تتسبب بمعظم اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي، وسرطان القولون والمستقيم.
بالإضافة إلى ذلك، يأكل الأشخاص الذين يسهرون لوقت متأخر خلال ساعات النوم الموصى بها عادة، وهذا سلوك غير صحي يحذّر منه الأطباء باستمرار.
أمراض الجلد
يمكن أن تظهر آثار عدم الحصول على قسط كاف من النوم على هيئة مشكلات صحية متعلقة بالجلد، مثل العلامات حول العينين والفم، وقد يكون هذا بسبب الإرهاق الذي يؤدي إلى تدلي الجفون وزوايا الفم.
يقول الأطباء إن الأشخاص الذين ينامون لمدة 7 إلى 9 ساعات يوميًا يتمتعون بجلد صحي أكثر، يمكنه مقاومة العوامل التي يتعرض لها طوال اليوم بكفاءة، على عكس الذين ينامون أقل من 5 ساعات في اليوم.
أمراض الكلى
في دراسة أجراها معهد “Kangbuk Samsung Health” بكوريا الجنوبية في 2017، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون ساعات أقل من الموصى به، ازداد لديهم “الترشيح الكبيبي”، وهي حالة ترتبط بالمراحل المبكرة لأمراض الكلى.
كما توصلت دراسة أخرى أجرتها مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى إلى نتيجة مماثلة، وكشفت النتائج أن اضطراب النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة البروتين في البول، مما يسبب أمراض الكلى.
الصحة العقلية
يعتبر قلة النوم المزمن وما يرتبط به من النعاس والتعب خلال النهار في مرحلة المراهقة عائقًا أمام تحقيق النجاح الدراسي.
كما تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بالاكتئاب، فضلًا عن المشكلات السلوكية، التي قد تؤدي إلى صراع أسري بسبب تعارض جداول نوم أفراد الأسرة.
وبسبب غياب التركيز طوال اليوم، بالنسبة للأشخاص الذين لا يحصلون على عدد ساعات نوم كافية، تزداد احتمالية تسببهم في وقوع الحوادث أثناء النهار، وارتكاب الأخطاء الكبيرة في العمل.
ويمثل هذا السلوك مشكلة للمجتمع ككل؛ لأن ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المذكورة يعني صحة عامة أقل، وبالتالي تتأثر بقية جوانب الحياة الأخرى، فعلى سبيل المثال، تعد قلة ساعات النوم والاستيقاظ في وقت متأخر من أسباب تراجع الإنتاجية.
ماذا لو ارتدى الطالب حقيبة ظهر ثقيلة باستمرار؟.. مشكلة خطيرة في الانتظار
دليل الغذاء الصحي للأطفال في المدارس.. المجموعات الغذائية الخمس
أبحاث علمية تؤكد: لحم الخنزير مسبب رئيسي لهذه الأمراض الخطيرة