تقنية

تعرف على تاريخ اختراع الكاميرا

بدأ التصوير الفوتوغرافي منذ ما يقرب من 200 عام عندما تم تطوير أول نموذج أولي للكاميرا، وكان عبارة عن صندوق عادي يلتقط صورًا ضبابية، ثم تطور التصوير الفوتوغرافي من الصور الخام إلى أجهزة الكمبيوتر المصغرة عالية التقنية الموجودة في كاميرات DSLR والهواتف الذكية اليوم، و فيما يلي نظرة سريعة على التاريخ الرائع للتصوير الفوتوغرافي، بما في ذلك محطاته وتطوراته.

من اخترع الكاميرا الأولى؟

يعد المخترع الفرنسي “نيسفور نيبس” أول من أنتج صورة فوتوغرافية في عام 1816، وإن كان له العديد من التجارب مع كاميرا أوبسكورا، والتي تعد التقنية القديمة لالتقاط الصورة باستخدام فتحة صغيرة في جدار غرفة مظلمة أو صندوق. 

كان نيبس قد ترك نيبس منصبه كمديرشركة عام 1795 للبدء في البحوث العلمية مع شقيقه كلود، إذ كان مفتونًا بشكل خاص بمفهوم الضوء، فبعد قراءته لأعمال كارل فيلهلم شيله ويوهان هاينريش شولتزي، كان يعلم أن أملاح الفضة تظلم عند تعرضها للضوء و تتغير خصائصها، ولكنه لم يجد طريقة لجعل هذه التغييرات دائمة، وحينما كان يجري تجاربه على مجموعة متنوعة من المواد وجد أن “القار”، عند مزجه مع قصدير، فإنه كان المادة المثالية التي يمكن لنيبس استخدامها في عمله،  فباستخدام صندوق الكاميرا أوبسكورا الخشبي الذي كان يمتلكه، يمكنه إنشاء صورة دائمة على هذه السطح، على الرغم من أنها كانت غامضة إلى حد كبير، والتي أسماها باسم “الهيليوغرافيا”.

بدأ نيبس في مراسلة صديقه وزميله لويس داجير، واستمرا في التجارب باستخدام مركبات أخرى وكان واثقًا بأن الإجابة تكمن بطريقة ما في الفضة، ولكنه للأسف، توفي في عام 1833، وإن كان إرثه العلمي قد استمر من جانب صديقه داجير، مما أنتج في النهاية أول كاميرا تم إنتاجها بكميات كبيرة لتصبح هي أول كاميرا بالمعنى الحديث.

متى ظهرت أول كاميرا سينمائية؟

أما أول كاميرا سينمائية فقد ظهرت بسبب المخترع الفرنسي إتيان جول ماري، والذي أطلق عليها في البداية اسم “مسدس الكرونوفوتوجرافيك”، والتي كانت تأخذ 12 صورة في الثانية لتعرضها على لوح منحني واحد، وتعد كاميرا الفيلم شبيهة بكاميرا التصوير العادية، إذ يمكنها التقاط صورًا متكررة بمعدل مرتفع. عند استخدامها في الأفلام، كان يشار إلى هذه الصور باسم “الإطارات”. كانت أشهر كاميرات الأفلام المبكرة هي ” Kinetograph “، والتي كانت تعمل  بمحرك كهربائي، وتستخدم فيلم السيلولويد، وتعمل بسرعة 20 إلى 40 إطارًا في الثانية، ويعد هذا الاختراع الذي ظهر عام 1891 هو بداية التصوير السينمائي ، ولا تزال الأوراق الأولى من الفيلم من الكاميرا موجودة.

التصوير الفوتوغرافي الملون الأول

تم صناعة أول صورة ملونة في عام 1961 من قبل توماس ساتون (مخترع الكاميرا ذات العدسة الواحدة)، والذي قام بصناعة الصورة عبر استخدام ثلاث لوحات مونوكروم منفصلة. وقد قام ساتون بهذه الصورة خصيصًا لاستخدامها في محاضرات جيمس ماكسويل، وهو الرجل الذي اكتشف أنه يمكننا تكوين أي لون عبر مزج ثلاثة ألوان أساسية وهي الأحمر والأخضر والأزرق.

كانت الكاميرا الفوتوغرافية الأولى تعرض صورها بالأبيض والأسود، ولكن منذ البداية، كان المخترعون يرغبون في إيجاد طريقة لإنتاج صور بالألوان التي نراها كبشر، وبينما حاول البعض النجاح عبر استخدام عدة ألواح، حاول آخرون العثور على مادة كيميائية جديدة يمكنهم طلاؤها على لوحة الفوتوغراف، أما الطريقة التي كانت ناجحة نسبيًا هي عبر استخدام مرشحات الألوان بين العدسة واللوحة.

وفي نهاية المطاف، ومن خلال التجارب الكثيرة، تمكن المخترعون من تطوير فيلم يمكنه التقاط الألوان. بحلول عام 1935، تمكنت شركة كوداك من إنتاج فيلم “كوداكروم”والذي كان ينتج صورًا ملونة، كان حينها إنشاء الفيلم، وكذلك معالجته، مهمة مكلفة ولذلك كانت خارج متناول المستخدمين من الطبقة المتوسطة الذين بدأوا في ممارسة التصوير الفوتوغرافي كهواية.

ولم يكن حتى منتصف الستينيات من القرن العشرين حتى أصبح فيلم الألوان متاحًا ماديًا للجميع بنفس مدى سهولة  توفر أفلام الأبيض والأسود. أما في الوقت الحاضر، فإن بعض المصورين يفضلون التقاط الصور بالأبيض والأسود بسبب إصرارهم على أن الفيلم ينتج صورة أكثر وضوحًا حتى الآن. 

ما هي الكاميرات الرقمية الأولى؟

كان التصوير الرقمي هو فكرة نظرية  في وقت مبكر من عام 1961، ولكن أول نموذج عملي بالفعل ظهر على يد مهندس كوداك ستيفن ساسون عام 1975، والتي كانت تزن أنذاك  أربعة كيلوغرامات وتلتقط صورا بالأبيض والأسود على شريط كاسيت، وإن كانت تتطلب شاشة فريدة للنظر إليها ولا يمكنها طباعة الصور.

وقد أصبحت هذه الفكرة واقعًا بفضل ” الجهاز المشحون المزدوج “، والذي يستخدم أقطابًا كهربائية من شأنها تغيير الجهد عند تعرضها للضوء، والذي تم تطويره في عام 1969 من قبل Willard S. Boyle و George E. Smith ، اللذان نال فيما بعد جائزة نوبل في الفيزياء لاختراعهما، وللمفارقة فإن الهواتف الذكية اليوم تعد أكثر وضوحًا بأكثر من عشرة آلاف مرة من هذه الكاميرا، ويمكنها التقاط الصور في أصغر أجزاء من الثانية.

الابتكارات في الكاميرات الأكثر ذكاءً

في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ظهرت الكاميرات المدمجة عالية الجودة التي تعتمد على “نقطة والتقاط”. تتحكم هذه الكاميرات في الصور بسرعة، مما يترك للمصورين حرية التركيز على اللقطة، وقد أصبحت الكاميرات الأوتوماتيكية شائعة للغاية بين المصورين العاديين، لأنها سمحت لهم بإجراء تعديلات مخصصة ويدوية لمزيد من التحكم في الصورة.

في نفس الفترة تقريبًا من عام 1975 ، طور إيستمان كوداك أول كاميرا رقمية كانت كبيرة وضخمة وتجريبية بحتة، ثم في عام 1989 أصدرت Fujifilm كاميرا FUJIX DS-1P ، والتي تعد أول كاميرا رقمية متوفرة تجاريًا بالكامل للجمهور (بمعنى أنها تحتوي على بطاقة تخزين ذاكرة وليس محرك أقراص ثابت منفصل)، ليبدأ فصلًا جديًا في دخول الهواة إلى مجال التصوير، وليس فقط المحترفون أو الشركات العملاقة.

التصوير الحديث

بينما يمتلك معظمنا اليوم كاميرات رقمية في جيوبنا، إلا أن الكاميرات ذات العدسة الأحادية العاكسة عالية الجودة لا تزال تلعب دورًا في حياتنا، بدءًا من مصوري حفلات الزفاف المحترفين إلى المصورين السينمائيين الذين يبحثون عن كاميرات أفلام خفيفة الوزن، وتعد أجهزة مثل Canon 5D أداة ضرورية لالتقاط الصور المحترفة، بينما يعود البعض في موجة من الحنين إلى الماضي إلى الأفلام بحجم 35 ملم ، مدعين أنها “تتمتع بروح أكثر” من نظرائه الرقميين.

ويعد تاريخ الكاميرا طويل، سواء عبر الاكتشافات والتغيرات إلى الأمام، والتي شهدت تطورًا بدءًا من الكاميرا الأولى إلى الهاتف الذكي الحديث، إذ قطعت البشرية شوطًا طويلاً في البحث عن الصورة المثالية، وما تزل!