عالم اقتصاد

هل ستعرقل أزمة الطاقة خطة أوروبا نحو التحول الأخضر؟

تعيش أوروبا حاليًا أزمة طاقة ارتفعت فيها أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية، وانتشرت خلالها مخاوف كثيرة من أن تضطر القارة العجوز إلى إغلاق مصانعها لضمان تزويد المنازل بالغاز للتدفئة، وفي ظل كل هذا يزداد القلق الأوروبي بشأن العواقب الوخيمة لتغير المناخ، فهل ستؤثر أسعار الطاقة الباهظة على خطط أوروبا المناخية؟

عوائق ظهرت مؤخرًا  

بينما تستعد المملكة المتحدة إلى استضافة قمة المناخ العالمي في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في دورته السادسة والعشرين الشهر المقبل، كما بدأ الاتحاد الأوروبي تنفيذ الصفقة الخضراء، شهدت أوروبا خلال الأشهر الأخيرة حقائق تضع خططها المستقبلية نحو التحول الأخضر تحت اختبار صعب، وهي: انخفاض كميات الغاز المنقول عبر الأنابيب من روسيا، وتصدير كميات غاز أقل من النرويج، وترينيداد، ونيجيريا، وتخزين كميات أقل من الغاز بسبب شدة برودة الشتاء السابق، وارتفاع الطلب على الغاز عالميًا مع خروج الاقتصادات من حالات الإغلاق المرتبطة بالجائحة، وأخيرًا انخفاض سرعة الرياح للغاية، لهذا نشرت بعض الصحف البريطانية مقالات في الصفحة الأولى عن “شتاء الويلات” أو عن كيف تتجه فواتير الطاقة نحو “ارتفاع أسعار كارثي”.

تسريع أم إبطاء؟

على الرغم من جهود الصناعة في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لم تصل أبدًا إلى مستويات الانتشار والتمويل والتنسيق التي شهدناها في الولايات المتحدة، فقد كتب كواسي كوارتنغ، وزير الأعمال والمسؤول أيضًا عن قضايا الطاقة على تويتر قائلًا: “إن تعرض المملكة المتحدة لأسعار الغاز العالمية المتقلبة يؤكد على أهمية خطتنا التي ترمي إلى بناء قطاع طاقة متجددة قوي ومحلي الصنع، ومن خلال الابتعاد عن الوقود الأحفوري، فإنه يمكننا عزل أنفسنا”.

ومن جانبه، قال تسافوس من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “إذا كان السياق السياسي مواتيًا لعملية التحول، فسوف يستفيد الناس من هذه الأزمة لمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة، أما في حال كان السياق السياسي ضد التحول، فسيستخدم الناس الأزمة كوسيلة لإبطائه”.

[two-column]

إذا لم يقدر القادة الأوروبيون على إدارة ما قد يكون شتاءً قاسيًا مع ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات تصبح عندها المساعدات المالية غير فعالة، قد يصبح التحول إلى الطاقة النظيفة غير سلس.

[/two-column]

قلق مُتصاعد بسبب تغير المناخ

يرتفع مستوى القلق في أوروبا بشأن ما يمكن أن يحدثه تغير المناخ، وحتى في مواجهة الخوف من ارتفاع فواتير الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي، يبدو أن الناس أكثر تسامحًا مع التغييرات الصعبة عندما وعد السياسيون بأنهم سيقدمون الدعم المالي للأسر الفقيرة، فالألمان الذين يدفعون واحدة من أعلى فواتير الطاقة في أوروبا، قد منحوا حزب الخضر المناصر للمناخ أفضل تفويض له على الإطلاق، ويرى الخبراء أن معارضي العمل المناخي قد يستغلون أزمة طاقة مماثلة في حال حدوثها في الولايات المتحدة.