يتزايد إقبال الشركات على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالها منذ إصدار “ChatGPT” في 2022، وبالنسبة للمسوقين، لهذه التقنيات القدرة على مساعدتهم في البحث عن الجمهور واستهدافهم بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى كتابة المحتوى الإعلاني وحتى إنشاء الصور المرئية للحملات.
ويجب على المسوقين الذين يرغبون في الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى فهم العواقب السلبية المحتملة للقيام بذلك، ثم اكتشاف طرق أساليب لتجنّب هذه المشكلات.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على 11 مخاطرة يجب مراعاتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، وطرق معالجة المشكلات التي يمكن أن تنتج عنها.
المحتوى المتواضع
أدى ظهور الذكاء الاصطناعي إلى زيادة كمّ المحتوى ضعيف الجودة المنشور عبر الإنترنت، وهو ما يدفع محرك البحث “Google” للتدقيق في المحتوى بشكل أكبر.
يركز محرك البحث الشهير حاليًا على المؤلف نفسه وخبرات الأشخاص الذين ينسب إليهم المحتوى، ومدى جدارة الموقع بالثقة، ويعد أفضل محتوى هو الذي يقدّم تغطية شاملة للموضوع، مع تقييم مرتفع في العوامل المذكورة سلفًا.
أخطاء النماذج اللغوية الكبيرة
لا تزال نماذج معالجة اللغة الكبيرة مثل “ChatGPT” و”Bard” و”Bing” في أشهرها وسنواتها الأولى، ولذلك قد لوحظ أنها تقدم الكثير من الأكاذيب في صياغة لغوية تظهرها على أنها موثوقة.
إذا كنت تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء المحتوى، تحقق من العمل عبر أدوات التدقيق المتعلقة بصحة المعلومات.
المحتوى غير الأصلي
المحتوى الذي يتم إنتاجة بواسطة الذكاء الاصطناعي يتم تقديمه إلى الكثير من الأشخاص بنفس الصيغة، كما أنه يقتبسه من أناس آخرين.
ينصح الخبراء باستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة بحث، وليس كمنشئ محتوى، فهو يساعد في جمع رؤى فريدة وتطوير الأفكار الأصلية، وتقديم قيمة يلزم إضفاء اللمسة الإنسانية عليها.
تصنيف “Google” للمحتوى المُحسّن بالذكاء الاصطناعي
ينطوي استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى لتحسين محركات البحث على خطر كبير؛ لأن “Google” لم موقف “Google”من المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة النماذج اللغوية غامض.
ويحذر الخبراء مالكي مواقع الويب الذين يضخون كميات كبيرة من المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، من الاستمرار في فعل ذلك؛ لأن مالكة أشهر محرك بحث عالمي قد تقرر في المستقبل استبعاد المواقع التي تقدّم هذا المحتوى من نتائج البحث المتقدمة.
المحتوى غير المتوافق مع معايير العلامة التجارية
عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، يعد تنفيذ عملية المراجعة البشرية أمرًا بالغ الأهمية لضمان أن المحتوى الذي يفي بالمعايير اللازمة.
يمكن لمنشئي المحتوى أو المحررين أو محترفي التسويق المهرة مراجعة وتحرير المخرجات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي للتأكد من أنها تتماشى مع رؤية العلامة التجارية وأهدافها.
المدخلات السيئة تؤدي إلى إخراج معيب
للحصول على نتائج جيّدة من نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية، يجب أن نفهم أنها مجرد أدوات لا عقل لها، ولا رأي أو خبرة في الحياة.
تعطي هذه الأدوات معلومات موجودة بالفعل، وإذا كانت المعلومات الحالية معيبة، فسيكون ناتج الذكاء الاصطناعي معيبًا أيضًا.
تؤدي البيانات السيئة إلى نتائج سيئة، لذلك عليك مراجعة وتعديل محتوى الذكاء الاصطناعي، وطلب المعلومات بطريقة دقيقة.
المحتوى الذي لا يجيب على أسئلة الجمهور
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتسم بالسرعة في إنشاء المحتوى، إلا أنه ينتج عنه بسرعة كميات من المحتوى تفتقر إلى البحث المتعمّق والخبرة الشخصية والمعرفة.
من الضروري أن نتأكد أنه لا يتم إخراج أي جزء من المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي دون قضاء وقت كافٍ لتقييم ما إذا كان حقًا يجيب على استفسارات الجمهور.
التركيز على الكمية بدلاً من الجودة
قد يركز المسوقون على حجم المحتوى المكتوب بدلاً من الجودة، وفي حين أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء كميات ضخمة من النصوص، هناك خطر أن تركز المؤسسات على المخرجات بدلاً من النتائج.
ويعد فهم ما إذا كان المحتوى يساعد المسوقين على تحقيق أهدافهم هو أكثر أهمية بكثير من ملء الموقع بكلمات غير فعالة.
أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي
يجب أن نأخذ في الاعتبار الاستخدام السليم للذكاء الاصطناعي، وتحديد المصادر، وحقوق النشر، والتحقق من الحقائق، وملكية منتج العمل.
ينصح الخبراء بإشراك المستشار القانوني في وضع سياسات الاستخدام المناسبة للمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي وإخلاء المسؤولية عنه.
التجاهل المتعمد لتحذيرات خبراء التقنية
لا تتجاهل تحذيرات خبراء التقنية من الاستخدام غير الصحيح للذكاء الاصطناعي، وفي نفي الوقت، لا تلتفت للمطالبات بإيقاف نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مؤقتًا خوفًا من أن تشكل خطرًا على المجتمع والإنسانية.
فقدان الاتصال الحقيقي مع الجمهور
بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط المهام، هناك خطر فقدان الاتصال الحقيقي مع الجمهور.
لمعالجة هذا الأمر، تحتاج الفرق إلى التركيز على تحقيق التوازن من خلال دمج المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بالإبداع البشري.
هل يساعد الذكاء الاصطناعي وتعديل الجينوم في تحقيق الأمن الغذائي للعالم؟