تقنية

هل قرار إيلون ماسك بشأن تغيير شعار تويتر الشهير صائب؟

شعار الطائر الأزرق

في خطوة كانت مفاجأة بالنسبة للكثيرين، بات شعار الطائر الأزرق الذي يتميز به تطبيق تويتر، ذكرى من الماضي بعد أن قرر الملياردير إيلون ماسك استبدال العلامة “X” باللونين الأبيض والأسود به.

حتى الآن، ليس من المعروف التأثير الذي يمكن أن تخلقه هذه الخطوة على المستخدمين وكذلك العلامة التجارية المعروفة للشركة، وهل هي نقطة لصالحها أم ضدها.

يقول أستاذ التسويق، جان بيير دوبي، إنه توقع أن الأمر مجرد مزحة، عندما طالع الأخبار التي تتحدث عن قرار ماسك.

وتسائل دوبي وهو محاضر في كلية الأعمال بجامعة شيكاغو بوث قائلًا: “لماذا تستبدل علامة تجارية مشهورة وناجحة وذات رأس مال قوي، بأخرى جديدة لتبدأ من الصفر!”، مضيفًا أن الأمر يبدو غريبًا على المدى القصير.

أسباب تغيير العلامة التجارية

منذ أن استحوذ ماسك على تويتر العام الماضي، وتواجه المنصة عدة عقبات وإشكاليات، كان من بينها تراجع عائدات الإعلانات بمقدار النصف هذا الشهر، وفق ماسك.

وكان من بين التغييرات التي أجراها ماسك هي طريقة تعامل الشركة مع الحسابات التي تم التحقق منها، وتعديل المحتوى، إلى جانب التسريحات المفاجئة للعاملين والفواتير غير المسددة، التي جعلت الشركة في مواجهة مع القضاء.

هذه القرارات تسببت في تراجع قيمة العلامة التجارية، وكذلك شعبيتها بين المستخدمين وهو ما اتضح بظهور منافسها من ميتا “ثريدز”.

وبحسب تقديرات فيديلتي التي تمتلك حصة في الشركة، فإن قيمة تويتر الآن تبلغ ثلث مبلغ 44 مليار دولار التي دفعها ماسك مقابل صفقة الاستحواذ على الشركة في أكتوبر الماضي.

وقدرت شركة Consultancy Brand Finance مؤخرًا أن قيمة العلامة التجارية لـ تويتر، بلغت 3.9 مليارات دولار، بانخفاض 32٪ عن العام الماضي، وهو انخفاض نسبته إلى “مناهج العمل العدوانية” التي يتبعها ماسك.

ولكن ماذا عن المدى الطويل.. هل يؤتي قرار ماسك ثماره؟

بحسب أستاذ التسويق في جامعة نبراسكا أوماها يانهوي تشاو، فإن الأبحاث تشير إلى أن تغيير العلامات التجارية يمكن أن تؤتي ثمارها، خصوصًا إذا كانت الشركة تعاني مشكلة أو تريد تغيير اتجاهها.

ووجد تشاو من خلال مراجعة لـ 215 إعلانًا بشأن تغيير العلامة التجارية من قبل الشركات المدرجة في البورصة، أن أكثر من نصف هذه الشركات شهدت عوائد إيجابية بعد تغيير علامتها التجارية.

وهذه الأرقام تُشير إلى أن خطوة ماسك قد تكون في وقتها، خصوصًا في ظل طموح ماسك بتحويل تويتر إلى تطبيق لكل شيء على غرار تطبيق WeChat الصيني، بحسب تشاو.

ويستهدف التطبيق توفير خدمات المراسلة الاجتماعية وإرسال الأموال، وحجز سيارات الأجرة والفنادق وممارسة الألعاب، وخدمات أخرى.

وأوضح أستاذ التسويق أن إعادة تعيين علامة تجارية جديدة أمر مطلوب، ومرتبط بإعادة التوجيه الاستراتيجي للشركة.

ولكن من ناحية أخرى، ترى أستاذة التسويق في كلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، شوبا سرينيفاسان، أن احتمالات النجاح تقل عندما تعاني الشركة أزمات واضطراب.

ووصفت خطوة ماسك بتغيير العلامة التجارية بأنها “محفوفة بالمخاطر”، خصوصًا في ظل المنافسين الجُدد مثل ثريدز الذي يسعى إلى ملأ فراغ تويتر.

وأشارت إلى أن إعادة التسمية قد تُثير مخاوف العديد من مستخدمي المنصة، في ظل الصورة الذهنية التي تربط بين استحواذ ماسك على الشركة ونهاية الموقع.

ويقول دوبي: “ليس من الواضح أن تغيير العلامة التجارية يعالج مشاكل تويتر، التي يتعلق العديد منها بشخصية ماسك نفسه وقيادته للشركة”.

ووفق الأستاذ بكلية هارفارد للأعمال، آندي وو، فإنه حتى لو ظل المستخدمون الأساسيون لـ تويتر من العاملين في وسائل الإعلام والسياسة مخلصين له، يتطلب نجاح العلامة التجارية الجديدة “ْX” مشاركة من قاعدة مستخدمين أوسع بكثير، وهو تحدٍ ليس بسيطًا.

لماذا ترتفع أسعار هواتف iPhone مقارنة بغيرها؟

لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة مواكبة الصين في سباق الذكاء الاصطناعي؟

هل يصبح الذكاء الاصطناعي بديلًا للأطباء؟