تقنية

لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة مواكبة الصين في سباق الذكاء الاصطناعي؟

تخوض الصين سباق الذكاء الاصطناعي بقوة أمام الولايات المتحدة التي تعاني نقص التمويل المخصص في هذا القطاع، إلى جانب إحجامها عن دمج شركات جديدة في هذا المجال، وهو ما يمنح بكين نقطة قوة في المنافسة.

كانت وزارة الدفاع الأمريكية قالت في وقت سابق خلال هذا الشهر، إن التحرك بسرعة في مجال الذكاء الاصطناعي بات ضروريًا، في محاولة للحاق بالركب الصيني ذي التمويل الجيد، وفق تقرير جديد صادر عن شركة بيانات حكومية.

مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي

بحسب موقع Defense One، فإن الصين تخصص المزيد من جهود الذكاء الاصطناعي للتطبيقات الدفاعية، بينما تركز الولايات المتحدة على قطاع المستهلك.

وتختلف كلا من الصين والولايات المتحدة في حجم مخصصات الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، ففي حين تخصص بكين من 1 – 2% من ميزانيتها لتطوير الذكاء الاصطناعي، تخصص وزارة الدفاع الأمريكية من 0.1 – 0.2٪.

ويُشير الموقع أيضًا إلى أن الحجم الأكبر من الاستثمارات الصينية في هذا المجال يوجه إلى البحث والتطوير النقدي للذكاء الاصطناعي، فيما توجد فجوة بين أكبر 100 شركة دفاعية وكبرى شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية.

وعلى الناحية الأخرى، ذكر الموقع أن هناك نقطة ضعف صينية تتعلق بالهشاشة السياسية للحكومة هناك، وما يرتبط بها من ضوابط صارمة على المحتوى يمكن أن يضر بجودة الذكاء الاصطناعي الصيني.

كفة الصين الراجحة

هناك العديد من العوامل التي تصب في مصلحة تنافس الصين مع الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل نظامها السياسي الاستبدادي، والتنفيذ الفعال لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والإرادة الوطنية في التغلب على الولايات المتحدة.

وقد يعمل النظام السياسي الأوتوقراطي في الصين لصالحها لتسريع وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي، من منطلق أن الأنظمة الاستبدادية ترغب في التنبؤ بأفكار مواطنيها وسلوكهم، وهو ما يتفق مع طبيعة عمل الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بالأساس على التنبؤ.

ولذلك فإن أفضل ما يمكن للجيش الأمريكي فعله الآن هو تقييم بياناته، واستخدامها لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي جديدة متخصصة في التصنيع والنقل والخدمات اللوجستية.

كما تساهم الكثافة السكانية المرتفعة في الصين في توفير كميات أكبر من المعلومات والبيانات التي يمكن تحليلها، ما يسمح للشركات التي لديها عقود حكومية باستخدام بيانات الدولة بتعزيز مشروعاتها التجارية.

وتكتسب الصين الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي من عدة مميزات في تنفيذ البرامج والخدمات في هذا المجال ومنها: السرعة والتنفيذ وجودة المنتج والدعم الحكومي، الذي يدفع شركات الذكاء الاصطناعي الصينية إلى أن تكون مساوية أو متقدمة على نظيراتها الأمريكية في هذه المجالات.

كما أن الرؤساء التنفيذيين في الشركات الصينية يتمتعون بسلطة مطلقة ما يُطلق عليها “ثقافة الشركات الاستبداية”، والتي لا تخشى المخاطرة ما يدفعها لتنفيذ أكثر فعالية.

وفي ظل المنافسة الشرسة، يسعى رواد الأعمال الصينيون لتحسين منتجاتهم بسرعة، وجعل نماذج الأعمال أكثر حداثة وقوة.

هل تلحق الولايات المتحدة بالركب؟

في حين أن العديد من العوامل تصب في مصلحة الصين، إلا أن الفرصة لا زالت سانحة أمام الولايات المتحدة للحاق بركب التطوير، والذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة  لصالحها.

ويُعد الابتكار أحد نقاط القوة الدائمة للولايات المتحدة في السباق، للحفاظ على ريادتها على الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذه الميزة من الصعب نسخها في أي مكان آخر، وفق خبراء.

وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاستفادة من العمالة ورأس المال، وخلق مفاهيم جديدة ومبتكرة، والاستفادة من جامعاتها وشركاتها المتفوقة، إلى جانب مستويات المعيشة المرفهة، والتزامها الإنسان والمبادئ الديمقراطية.

الولايات المتحدة هي أيضًا موطن للعديد من الشركات الأكثر قيمة في العالم التي تشارك في أبحاث الذكاء الاصطناعي المتطورة، مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت، وهي نقطة لصالحها خصوصًا وأن القطاع الخاص هو الذي يقود عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.

ويمكن للحكومة الأمريكية أن تقوم بدور المشتري للتقنيات التي تنتجها الشركات الخاصة، إلى جانب تيسير البنية التحتية لتعزيز بيئة عمل مواتية للنجاح لشركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصغيرة والناشئة.

هل يساعد الذكاء الاصطناعي وتعديل الجينوم في تحقيق الأمن الغذائي للعالم؟

هل يصبح الذكاء الاصطناعي بديلًا للأطباء؟

بدء علاج مرضى بأول دواء ينتجه الذكاء الاصطناعي التوليدي!