سياسة

مع مصير زعيمهم المجهول.. من سيسيطر على قوات “فاغنر” في إفريقيا؟

ضم روسيا

عملت مجموعة فاغنر في ما لا يقل عن 6 بلدان إفريقية، منذ ظهورها لأول مرة في عام 2014 أثناء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتنشر حاليًا حوالي 5 آلاف مقاتل في جميع أنحاء القارة،

ظهر قائد المجموعة، يفغيني بريغوزين، يوم الأربعاء، في مقطع فيديو وهو يحيي مقاتليه في بيلاروسيا، في أول ظهور علني له منذ أن قاد تمردًا مسلحًا في روسيا الشهر الماضي.

وفي ظل تواجد قوات “فاغنر” في إفريقيا، والتي يُعتمد عليها في فرض الأمن وتقديم مساعدات شبه عسكرية في بعض المناطق، بدون يقين حول مصيرهم ومصر قائهم، وحالة القلق التي سيطرت على بعض القادة الأفارقة الذين يستعينون بأفرادها، يبقى السؤال: من سيقود هؤلاء المقاتلين؟

هل تقود الإدارة الروسية “فاغنر” بنفسها؟

كتب جويس دافيس، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس الشؤون العالمية بمدينة هاريسبرغ في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة، في مقال نشرته شبكة “cnn”، أنه أيًا كان مصير “بريغوزين” النهائي، لن تسلم البلدان الإفريقية التي تشهد نزاعات مسلحة من الاضطرابات الكبيرة وإراقة الدماء، طالما أن قوات “فاغنر” لا تزال هناك.

وأشار جويس، أن “قادة بعض الدول الإفريقية الذين دفعوا لقوات فاغنر الملايين من الذهب والماس والعملات الأجنبية، وتحالفوا مع روسيا لإحكام قبضتهم على السلطة، بدوا قلقين للغاية بعد رؤية الشقاق الذي حدث بين بوتين وبريغوزين”.

ونقل كاتب المقال عن صحيفة “الغارديان” أنه بعد أربعة أيام من زحف مرتزقة مجموعة “فاغنر” إلى موسكو، سافر مبعوث روسي إلى العاصمة الليبية بنغازي لطمأنة خليفة حفتر، بأن أكثر من 2000 مقاتل وفني وناشط سياسي من “فاغنر” سيبقون في البلاد، وإبلاغه أنه حتى مع احتمال إجراء تغييرات على مستوى القيادة، فستظل القيادة الروسية تساند مقاتلي المجموعة في إفريقيا.

وقارن كاتب المقال بين هذا الرأي ورأي معارض لسيرجي كوستليانييتس، من معهد الدراسات الإفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية لمجلة “نيوزويك”، والذي يرى أن وزارة الدفاع ووكالات الأمن الروسية الأخرى ليس لديها القدرة ولا الإرادة لتحل محل فاغنر، التي أصبحت تمتلك بنية تحتية مادية واسعة النطاق في إفريقيا.”

قال كوستليانييتس: “قد نشهد إعادة تسمية فاغنر ككيان أكثر استقلالية، والذي سيستمر في خدمة مصالح الحركة العالمية المعادية للغرب”.

زعماء أفارقة في حيرة بين “بوتين” و”بريغوزين”

أشار جويس دافيس أن هناك قضية أخرى تشغل أذهان العديد من القادة الأفارقة، حيث هم ​​بحاجة إلى “بريغوزين” للحفاظ على تماسك قوات “فاغنر” في بلدانهم؛ لضمان استمرارهم في السلطة.

وفي نفس الوقت، يحتاج هؤلاء الزعماء إلى “بوتين” لمواصلة إرسال السلاح لهم لأنهم يمتنعون عن الانضمام إلى الإدانة الدولية لحرب روسيا على أوكرانيا.

يقول كاتب المقال: “آخر شيء يحتاجه رعاة فاغنر الأفارقة هو حدوث معركة بين الرئيس الروسي والرجل الذي يسيطر على المرتزقة الذين يبقونهم في السلطة”.

ونوّه دافيس: “من المهم أن نضع في الاعتبار أن فاغنر وروسيا دعمتا كل من يدفع أكثر ويسمح لهم باتنام كنوز إفريقيا، ففي السودان مثلا، هم لا يدعمون زعيم البلاد، عبد الفتاح البرهان، ولكن محمد حمدان دقلو، زعيم قوات الدعم السريع السودانية”.

وواصل دافيس: “تؤدي جميع النتائج المحتملة للفوضى في روسيا إلى حدوث اضطرابات خطيرة في معظم أنحاء إفريقيا، حيث يمكن إجبار الناس على الفرار من بلدانهم المضطربة إذا نشب صراع جديد على السلطة بين فاغنر وموسكو”.

ما هو شعور المواطنين الصينيين تجاه البلدان الأخرى؟

الشطرنج كيف جاء للوجود؟

أبرز الاختلافات بين “Threads” و”Instagram” و”Twitter”