سياسة

رغم انتهاء دور “فاغنر” في الحرب.. لماذا تتكاثر الجيوش السرية لروسيا؟

سلط الجدل الذي أحاط بمجموعة “فاغنر الروسية” خلال الفترة الماضية، وتحديدًا في أعقاب تمردها الفاشل الذي استهدف السيطرة على موسكو، الضوء على القوات الخاصة التي تعمل في روسيا وخارجها.

ومجموعة المرتزقة التي يقودها يفغيني بريغوزين، ليست الجيش الخاص الوحيد الذي يعمل في روسيا، إذ إن هناك مجموعة من القوات لا يوجد منها سوى جيش واحد يتبع الكرملين مباشرة.

ما هي أبرز القوات الخاصة؟

قاديروفيستي

تُعرف أيضًا باسم “الفوج 141” وهي قوات شبه نظامية تابعة للرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، ويبلغ عددها حوالي 12 ألف جندي.

وكانت مجموعة فاغنر التي يبلغ قوامها 25 ألف فرد، أبدت استعدادها ورغبتها في اتباع قديروف خلال تمردها في يونيو الماضي.

فيلق حرية روسيا والمتطوعون الروس

هما مجموعتان من المقاتلين الروس المتمردين الذين يحاربون في الصفوف الأوكرانية، والتي ساعدت في الاستيلاء على على قرى في مقاطعة بيلغورود الروسية وسيطرت عليها في سلسلة من التوغلات عبر الحدود.

قوات شركة “غازبروم”

شكلت شركة الطاقة المملوكة للدولة “غازبروم” ما لا يقل عن خمسة جيوش خاصة، بتمويل من شخصيات بارزة ورجال أعمال ومنها مجموعتين باسم فاكيل (تورتش) وبلاميا (فليم).

ووفق من نقلته وسائل إعلام، فإن هؤلاء المليارديرات على علاقة وثيقة بالكرملين مثل: قطب السكك الحديدية أندريه بوكاريف، وتاجر النفط الدولي جينادي تيمشينكو، وملياردير المعادن أوليغ ديريباسكا.

قوات القافلة أو Convoy

هي مجموعة شكلها ويديرها الزعيم المحلي الروسي، سيرجي أكسيونوف، في شبه جزيرة القرم.

وساعدت مجموعة الأوليغارش وبعض الإعلاميين والأرثوذكسيين في بناء قوات احتياطية للبلاد باسم BARS، وهي قوة من المقاتلين غير النظاميين ومقرها دونباس وجنوب روسيا.

وكان ألكسندر برودواي، الذي أصبح فيما بعد زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، يرأس اتحاد متطوعي دونباس والذي كان يقاتل في دونيتسك.

متى تم إنشاء هذه المجموعات؟

تمتلك روسيا 27 شركة عسكرية خاصة نشطة، وتم إنشاء أكثر من 70٪ منها بعد عام 2014، وفقًا لموقع مولفار، وهو موقع استقصائي وتقصي الحقائق الأوكراني.

وكانت بعض هذه الجيوش الخاصة موجودة بالفعل قبل غزو أوكرانيا، إذ تم تشكيل فاغنر في عام 2014 من قبل المقدم السابق في القوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي، ديمتري أوتكين.

وكان الهدف من تشكيل فاغنر هو توفير قوة قتالية، يمكن للكرملين أن يتنصل من تبعيتها له خلال قيامه بإثارة انتفاضة في منطقة دونيتسك بأوكرانيا.

والبعض الآخر من هذه المجموعات له جذور في شركات الأمن التي تحمي المنشآت النفطية، ومنها كمثال  PMC Redut، والتي تم تأسيسها كقوة أمنية لمشاريع البنية التحتية في سوريا التي تديرها شركة Stroytransgaz، وهي شركة نفطية.

ولكن غالبية الجيوش الروسية الخاصة ظهرت منذ بداية الحرب، ومنها مجموعة تشكيل قوة أمنية خاصة تابعة لشركة “غازبروم” كانت بناءً على تصريح رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين .

ولا توجد معلومات واضحة عن هيكل هذه القوات الخاصة، ولكن يتم تمويلها وتزويدها جميعًا من قبل الجيش الروسي.

واتضح ذلك في حديث سابق نهاية يونيو الماضي، قال فيه إن مجموع فاغنر تلقت أكثر من 86 مليار روبل بما يعادل 740 مليون جنيه إسترليني من التمويل الحكومي.

وتًعتبر مجموعة قاديروفتسي أيضًا جزءًا من الحرس الوطني الروسي، والتي تتلقى رواتب من الكرملين.

لماذا يسمح الكرملين بعمل هذه الجيوش؟

كان السبب الرئيسي وراء دعم الكرملين لهذه المجموعات، هو معالجة النقص الحاد في القوات الموجودة في الخطوط الأمامية، وكذلك هروب الروس ممن هم في سن التجنيد، من الامتثال لعمليات التعبئة الإجبارية.

وتمنح بعض هذه الجيوش رواتب مغرية قد تصل إلى 2400 جنيه إسترليني شهريًا، وهو عرض جذاب في بلد يقل فيه متوسط ​​الأجر في المقاطعات عن 600 جنيه إسترليني.

واستمر عدد الشركات العسكرية الخاصة النشطة في روسيا في النمو في السنوات الأخيرة، مدعومًا بضرورة تجنيد الجنود لخوض الحرب في أوكرانيا وكذلك استعداد الكرملين لجعل جيوش الظل هذه أداة للسياسة الخارجية الروسية.

وتمنح هذه الشركات العسكرية الخاصة مزايا متعددة لروسيا، منها التكلفة الأقل من القوات النظامية، كما أنها غير موجودة من الناحية القانونية، وهو ما يسمح لموسكو إنكار أي علاقة بها خلال الحروب الهجينة التي تشنها في مناطق بعيدة.

إلى جانب ذلك، يعمل المرتزقة على إخفاء ما تتكبده روسيا من خسائر خلال حربها الدائرة مع أوكرانيا، إذ إن أعداد الضحايا من هذه المجموعات لا يتم تضمينها في الإحصاءات الرسمية للحرب.

تقنين الأوضاع

قبل أيام، قال الكرملين إنه قد يمنح بعض الشركات العسكرية الخاصة النشطة داخل روسيا من بين 20 شركة عاملة في روسيا، وضعًا قانونيًا، وفي القلب منها مجموعة فاغنر.

وقد يشمل القرار بعض الميليشيات الأقل شهرة مثل Convoy و Patriot و Moran Security Group و Shchit (Shield).

وحتى الآن تعمل فاغنر بشكل غير رسمي، وليس لها وجود من الناحية القانونية، بحسب ما قاله المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، وهو ما يجعل وضع المجموعة معقدًا فهي “موجودة وغير موجودة”.

ويبدو أن الكرملين شعر بضرورة إعادة فرض سيطرته على هذه المجموعات، في أعقاب التمرد الفاشل الذي قامت به فاغنر في يونيو الماضي.

وأجبر الجيش الروسي مجموعة المرتزقة على تسليم عتادها خلال الأسبوع الماضي، والذي تضمن أكثر من 2000 قطعة من العتاد العسكري و2500 طن من الذخيرة وحوالي 20 ألف قطعة سلاح صغير.

500 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية.. أرقام من خسائر المدنيين

بالأرقام.. فاغنر تسلم أسلحتها للجيش الروسي