انضم الممثلون في “هوليوود” إلى كتاب السيناريو، في إضرابهم عن العمل منذ الأسبوع الماضي، ضمن حركة أوسع من الاحتجاجات من بعض عناصر صناعة الأفلام الأمريكية، الذين يخشون أن تحلّ تقنيات الذكاء الاصطناعي محلهم مستقبلًا، حيث يتم استخدام صور وأصوات الممثلين والقصص المؤلفة بالتقنيات التوليدية لتقديم أعمال جديدة، وهو ما يطابق أحداث فيلم تم إنتاجه قبل 10 سنوات.
“The Congress” توقّع مستقبل صناعة الأفلام منذ عقد
في هذا الفيلم تبرز المشكلة الرئيسية التي يناقشها الفيلم في المشهد الذي تحاول فيه شخصية “غرين” إقناع نسخة الذكاء الاصطناعي منها بالتخلي عن حقوق استخدام صورتها.
توقع الفيلم بعض المشكلات التي يخشاها الممثلون الآن، بما في ذلك فقدان الممثلين للسيطرة على صورهم، والثغرات التي يمكن استغلالها ضدهم في العقود التي يوقعونها بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي لأشكالهم وأصواتهم وأدائهم التمثيلي.
ويذهب الفيلم لما هو أبعد من ذلك، فيناقش فكرة استبعاد الممثل تمامًا بعد وصوله لسن معين، حيث يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تجسيده في سن الطفولة والشباب والشيخوخة في عمل واحد.
ومن القضايا اللافتة للنظر التي ظهرت في فيلم “The Congress” تلك التي تتعلق بتحديد كيفية استخدام صورة الممثل عند توقيع العقود، ففي الفيلم، نجحت “غرين” في التفاوض على شرط عدم أداء نسختها بالذكاء الاصطناعي لأدوار إباحية، ولكنها وافقت على الظهور في كل أدوار الخيال العلمي.
نتيجةً لذلك، ظهرت نسختها الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وهي تلعب دور البطولة في سلسلة أفلام مبتذلة، التي تتضمن فيلمًا تظهر فيه خلال مشهد وهي تصرخ فرحة بينما تركب قنبلة.
مستقبل هوليوود في ظل تطوّر الذكاء الاصطناعي
حتى مع تحول فيلم “The Congress” إلى التركيز على القضية الأوسع، التي تسلط الضوء على تأثير النسخ الافتراضية على الواقعية، فإنه يتوقع المزيد حول مستقبل “هوليوود”.
ويمكن مشاهدة هذا في توقع أن الأفلام نفسها على وشك أن يتم التخلص منها، واستبدالها بمادة كيميائية ستسمح للمستخدمين بتجربة الحياة كما لو كانوا ممثلين مفضلين لديهم.
ويتوقع العمل أن مؤلفي السيناريو ورسامي الرسوم المتحركة الذين يصنعون العالم الذي يعيش فيه الممثلون سيفقدون وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي.
والفيلم هذا لا يعد الوحيد الذي يتمتع برؤية مستقبلية حادة حول هذا الموضوع، ففي عام 2015، في سلسلة الرسوم المتحركة “BoJack Horseman” من “Netflix”، أخبر المنتج “ليني بوجاك” أنه يريد استخراج مسح ضوئي له لاستخدام نسخة مطابقة منه معتمدة على الذكاء الاصطناعي في حال أصبح من الصعب لعبه دور البطولة في فيلم ما، وفي النهاية يحب المنتج الأداء الخيالي ويستخدمه دون معرفة “ليني”.
وفي حلقة من “Black Mirror” التي حملت اسم “Joan is Awful”، وعُرضت لأول مرة على “Netflix” الشهر الماضي، تؤدي سلمى حايك دور نسخة من نفسها تبيع حقوقها في مجال الذكاء الاصطناعي وتجد أنها لم تعد تتحكم في صورتها فتحاول تدمير النموذج الذي ينتج الأعمال التي تظهر فيها.