تشهد أجزاء عديدة من قارة أوروبا ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، وتحديدًا في مناطق الجنوب والوسط، إذ تصل درجة الحرارة هناك 40 درجة مئوية.
أين تتمركز موجات الحر؟
تُعتبر اليونان وإسبانيا وإيطاليا من أعلى البلدان في درجات الحرارة، إذ شهدت هذه الدول درجات حرارة مرتفعة لعدة أيام متتالية
وسجلت اليونان حتى الأحد الماضي درجات الحرارة الأعلى بـ 45 درجة مئوية، تلتها قبرص بـ 40 درجة، ثم إٍسبانيا بـ 39 درجة، وأخيرًا إيطاليا بـ 37 درجة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أطلقت وزارة الصحة الإيطالية الإنذارات الحمراء في 16 مدينة، من بينها روما وبولونيا وفلورنسا، بينما سجلت إسبانيا يوم السبت الماضي، أعلى درجات حرارة على الإطلاق بـ 60 درجة مئوية.
وفي وسط أوروبا، كانت درجة الحرارة في بولندا عند 35 درجة مئوية، وهو ما دفع السلطات لتحذير كبار السن من الخروج ونصحت بالبقاء في المنازل.
أما في ألمانيا، فبلغت درجات الحرارة ذروتها عند 37.2 درجة مئوية، في منطقتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ، خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يمكن اعتبارها أشد أيام العام حرارة.
ويوم السبت الماضي، أطلقت الأرصاد الجوية الألمانية تحذيرات للمواطنين من ارتفاع درجات الحرارة في نحو نصف مناطق البلاد، بما فيها برلين وميونيخ.
وفي تشيكيا، أصدر مكتب الأرصاد الجوية الوطني، تحذيرات صحية من ارتفاع درجات الحرارة بعد أن وصلت إللى 38 درجة مئوية في بعض المناطق، وهي ارتفاعات استثنائية بالنسبة لها.
مناطق أخرى خارج أوروبا
لم تكن القارة الأوروبية فقط هي الوحيدة التي تشهد أيامًا أكثر سخونة، فواجهت آسيا وأمريكا الشمالية أيضًا ظروفًا مناخية قياسية.
في اليابان، سجلت العاصمة طوكيو وأماكن أخرى ما يقرب من 40 درجة مئوية، وهو ما اعتبرته طقسًا حارا يهدد حياة الأشخاص.
من ناحية أخرى، امتدت موجة الحر الشديدة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى تكساس، وتجاوزت درجات الحرارة في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا 43 درجة مئوية لمدة 16 يومًا متتاليًا، حتى وصلت إلى 47 درجة يوم السبت الماضي.
وهناك توقعات بأن تتخطى درجات الحرارة في وادي الموت بكاليفورنيا – وهو أحد أكثر الأماكن حرارة على سطح الأرض– إلى 54 درجة مئوية.
مثلث الخطر
وفق التوقعات، من المرجح أن تشهد أوروبا الأسبوع المقبل موجة حر أخرى، لتقفز درجة الحرارة إلى 48 درجة محتملة في جزيرة سردينيا، وهو رقم أقل بقليل من الرقم القياسي الأوروبي البالغ 48.8 درجة مئوية، والذي تم تسجيله في صقلية في أغسطس 2021.
كما حذر مرصد الأرصاد الجوية في إيطاليا الناس مما وصفه بأنه “أشد موجات الحر على الإطلاق” خلال الأيام المقبلة.
بحسب المحاضرة في مجال تغير المناخ في جامعة ساسكس، ميليسا لازنبي، فإن هناك عدة أسباب قد تكون وراء التطرف في درجات الحرارة في أوروبا، ومن بينها التغيرات المناخية وظاهرة النينو ونظام الضغط العالي الثابت المعروف أيضًا باسم الإعصار المضاد.
وتقول أستاذة المراقبة القطبية والنمذجة في جامعة كوليدج لندن، جوليان ستروف، إن هناك قبة حرارية امتدت من شمال غرب أفريقيا باتجاه شمال أوروبا خلال الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تصل من شمال أفريقيا إلى جنوب أوروبا.
وأضافت أن القبة متمركزة في مكانها خلال الوقت الحالي، وهو ما يعني أن موجة الحر مستمرة.
على الجانب الآخر، ترتفع درجة حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط بدرجات تتراوح من 25 إلى 28 درجة مئوية، وهو ما سينعكس على المناطق اليابسة المحيطة بارتفاعات قياسية في درجات الحرارة.
ولكن ما يحدث في القارة الأوروبية ليس بأمر جديد، إذ شهدت بلدان أوروبا خلال العقود الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة المسجلة خلال فصل الصيف.
تحالف “بريكس”.. ما هو وما هي أبرز أهدافه؟