في عام 2021، تم بيع براءات اختراع شركة ZGlue الناشئة في مصرف وادي السيليكون المتعثر، وهو ما كان عاديًا في هذا التوقيت.
ولكن ما لفت النظر هو ظهور التكنولوجيا التي تمتلكها الشركة والمصممة لتقليل الوقت والتكلفة لصنع الرقائق بعد ما يزيد عن عام في محفظة براءات الاختراع الخاصة بشركة Silicon Valley. Chipuller، وهي شركة ناشئة في “شنتشن”، مركز التكنولوجيا جنوب الصين.
ويُطلق على التقنية التي اشترتها الشركة اسم chiplet، وهي مصممة لتعمل بتكلفة أقل في تجميع مجموعات من أشباه الموصلات الصغيرة، لتكوين نظام قوي واحد قادر على تشغيل كل شيء من مراكز البيانات إلى الأدوات في المنزل.
ما أهمية هذه التقنية؟
من خلال تحليل لمئات براءات الاختراع في الولايات المتحدة والصين ومستندات مشتريات للحكومة الصينية وأوراق بحثية ومنح دولية ومحلية، أجرته “رويترز”، يتضح أن نقل هذه التكنولوجيا غير المبلغ عنه تزامن مع بدء الاهتمام بتقنية chiplet قبل نحو عامين.
وتأتي أهمية تقنية الشرائح الإلكترونية بالنسبة للصين، في الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة حظرًا عليها للوصول إلى الآلات والمواد المتقدمة اللازمة لصنع معظم الرقائق المتطورة اليوم.
وتعتمد الصين على هذه التقنية في محاولة الاكتفاء الذاتي والاعتماد على نفسها في تصنيع أشباه الموصلات، وفق خبراء.
وتستخدم بكين التقنية في صناعات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة، ومع الشركات التكنولوجية الكبرى مثل هواوي، وصولًا إلى المؤسسات العسكرية التي تستكشف استخدامها.
مميزات تقنية شيبليت
تعتمد صناعات الرقائق العالمية مؤخرًا بنسبة كبيرة على تقنية chiplet، في ظل ارتفاع تكاليف تصنيع الرقائق، نظرًا لصغر حجمها.
ويمكن أن تكون الشرائح المستخدمة في حجم حبة الرمل، ويتم جمعها معًا لإنشاء أنظمة أكثر قوة دون تقليص حجم الترانزستور حيث يمكن أن تعمل الرقائق المتعددة مثل دماغ واحد.
وتستخدم شركات تكنولوجية كبرى التقنية مثل خطوط الكمبيوتر المتطورة من آبل، كما تفعل معالجات Intel وAMD الأكثر قوة.
وفي حين أن بيانات شركة Dongguan Securities تقول إن نحو 25% من سوق تغليف واختبار الرقائق العالمية في الصين يقع في الصين، وهو في نظر البعض ميزة للاستفادة من التقنية، إلا أن رئيس شركة تشيبولر يانغ، حذر من أن نسبة صناعة التعبئة والتغليف في الصين التي يمكن اعتبارها متقدمة ليست كبيرة لهذه الدرجة.
ولكنه أشار إلى أن الميزة التي تكتسبها الصين هي إمكانية إكمال وحدات chiplets التي يتم تخصيصها وفقًا لاحتياجات العميل في وقت أسرع، ما بين 3 إلى 4 أشهر.
وخلال عام 2021، ارتفعت حجم شراء الصين لمعدات تغليف الرقائق إلى 3.3 مليار دولار، من أعلى مستوياته السابقة البالغ 1.7 مليار دولار في عام 2018.
وكان الشراء انخفض العام الماضي إلى 2.3 مليار دولار مع تراجع سوق الرقائق، بحسب بيانات والة الجمارك الصينية.
تطوير التقنية
ومنذ أوائل عام 2021، تتزايد الجهود باتجاه استخدام رقائق مصنوعة باستخدام تقنية الشرائح الإلكترونية المحلية، منها تقديم الحكومة لمنح بالملايين للباحثين المتخصصين في تقنية الشرائح.
إلى جانب اتجاه عشرات الشركات الناشئة في الصين لتلبية الطلب المحلي خلال السنوات الأخيرة على حلول التعبئة والتغليف المتقدمة مثل chiplets.
وفي خضم الحرب الإلكترونية الدائرة بين بكين وواشنطن، حصلت الشركة الصينية Chipuller على 28 براءة اختراع إما مملوكة لشركة zGlue أو اخترعها أشخاص مسجلين أسمائهم على براءات اختراع الشركة.
وشركة Chipuller ليست الوحيدة التي تمتلك تقنية شيبليت، ولكن شركة هواوي كمثال وهي أحد عمالقة التكنولوجيا واتي تقع ضمن الشركات المقيدة في الولايات المتحدة، تعمل على تقديم براءات اختراع حول شيبليت.
ووفقًا لمدير حلول التحليلات في Anaqua، شاين فيليبس، نشرت هواوي أكثر من 900 طلب براءة اختراع ومنح متعلقة بشرائح في العام الماضي في الصين، بارتفاع من 30 خلال عام 2017.
الإكراه الاقتصادي.. ماذا يعني وكيف تمارسه الصين ضد خصومها؟
الصين تطلق أول نظام تشغيل حاسوب مفتوح المصدر.. ماذا نعرف عنه
من هم المرشحون لرئاسة “تايوان”؟ وكيف ينظرون للصراع مع الصين؟