ربما كان مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك، وهما اثنان من أكبر أقطاب التكنولوجيا في العالم، يمزحان بشأن مواجهتهما في نزال داخل قفص، ولكن في الواقع الافتراضي المعركة قائمة بالفعل.
المواجهة اشتدت بإعلان زوكربيرغ تطبيق Threads، والذي نجح في جذب نحو 30 مليون مستخدم في أقل من 24 ساعة فقط، وهو ما دفع الكثيرين للنظر له على أنه المنافس الأول لمنصة Twitter.
وفي حين أن هذا الرقم هو نقطة في بحر مئات الملايين من المستخدمين على تويتر، إلا أن تقييمات المحللين تُشير إلى أن ثريدز يمتلك الفرص لضم أكثر من 3 مليارات مستخدم على كل من فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
ولكن هذه التوقعات تنطوي على أكثر من مجرد مستخدمين ستجذبهم المنصة الجديدة، إذ إن هذا العدد سيدفع المعلنين للسعي وراء المنصة الأكثر شهرة واستخدامًا.
سياسة الإعلانات
بالنظر إلى تاريخ كلا من رجلي الأعمال، يتضح أن شركة ميتا حصدت مبيعات تُقدر بـ 117 مليار دولار خلال العام الماضي، خصوصًا وأن زوكربرغ لديه أرقام كبيرة تتعلق ببيع الإعلانات.
في المقابل، لم يكن ماسك من المفضلين للإعلانات، ولم يسمح بها في شركته للسيارات الكهربائية “تسلا”، كما أنه كان في عملية بحث دائمة عن ممول آخر لـ تويتر بدلًا من الإعلانات.
ولكن بالنسبة لـ ثريدز، قرر مارك أن تخلو المنصة من أي إعلانات في بدايتها، حتى يتسنى لهم العمل على تطوير التطبيق، بما يضمن تجربة أفضل للمستخدمين.
واتبع زوكربرغ هذه السياسة مع جميع التطبيقات السابقة، فكان يمنحها فرصة للعمل بشكل جيد وجذب المستخدمين، ثم تأتي مرحلة التفكير في جني عائدات منها.
وبحسب التوقعات الأكثر تفاؤلًا لمحلل أبحاث الأسهم في KeyBanc Capital Markets، جاستن باترسون، فإن ثريدز يمكن أن يضيف من عائدات الإعلانات ما يترواح بين 1% إلى 5% إلى إجمالي إيرادات ميتا.
هذا الأرقام ليست ضخمة ولكنها ليست ضعيفة أيضًا، خصوصًا وأن الشركة لا زالت تستكشف الطرق الجديدة لمواجهة الخسائر التي نتجت عن قواعد الخصوصية الصارمة من شركة آبل.
وهذه التوقعات المتوقعة لمولود ميتا الجديد، ليست يعبدة عن العائدات التي حققها تويتر من الإعلانت في عام 2021 والتي بلغت 4.5 مليارات دولار، قبل أن تتسبب قرارات ماسك المتتالية في تراجع شعبية المنصة.
ولاء المستخدمين.. هل يبقى!
المؤشرات الأولية تقول إن المستخدمين سئموا من تويتر في أعقاب قرارت ماسك الأخيرة بشأن المحتوى وعلامات التحقق من الحسابات، وكذلك فصل العديد من الموظفين في الشركة.
هذه الاضطرابات دفعت المستخدمين للبحث عن بديل آخر، واستطاع ثريدز أن يملأ هذا الفراغ، خصوصًا بعد أن وصفه زوكربيرغ بأنه مساحة “أكثر ودًا” من منافسه تويتر.
ويبدو أن الإقبال الكبير على إنشاء حسابات عبر ثريدز، دفع ماسك للتلويح بمقاضاة ميتا لسرقة أسرارها التجارية.
وسيتوقف نجاح التطبيق الجديد على محاولة استقطاب مستخدمي تويتر البارزين، أو الأشخاص الذين لم يسبق لهم التسجيل على تويتر، وفق محللين.
كما سيتوقف على طبيعة المحتوى المقدم من خلاله، والذي يتطلب أن يكون مختلفًا عما يقدم في إنستغرام والذي يتعلق بالموضة ونمط الحياة.
وهذا الأمر يبرز مشكلة أخرى وهي علاقة زوكربيرغ المضطربة مع المحتوى الإخباري، وهو أساس موقه تويتر المنافي لـ ثريدز، والذي تحاول شركة ميتا تقليله في المنصات التابعة لها.
بيئة إعلانية نظيفة
من الطبيعي أن يسعى المعلنون إلى منصات لديها بيئة تنظيمية جيدة، بعيدة عن المشكلات المتعلقة بتسريب البيانات والخصوصية، لضمان توظيف جيد لأموالهم.
وخلال الفترة التي حارب فيها ماسك من أجل تحقيق أرباح بعيدًا عن المعلنين، استطاعت ميتا أن تجني المكاسب مستفيدة من تلك الخسارة في تويتر.
ولكن هذه المكاسب لم تكن نظيفة تمامًا، إذ إن ميتا واجهت انتقادات عديدة بشأن تسريبها لبيانات المستخدمين، وعدم شفافية ودقة بياناتها التي مدت بها جهات التسويق.
ولذلك سيفضل المعلن أن يستثمر في بيئة نظيفة تحظى بإشراف جيد، في ظل الفوضى التي تشهدها وسائل التواصل الحالية.
وقبل إطلاق ثريدز، شهدت ميتار اتفاعًا في أسهمها بنسبة 4%، وهو ما كان مؤشر أولى على ثقة المستثمرين في قدرة المنصة على تحقيق فارق ونجاح أمام منافسها.
آخرها Threads.. تاريخ طويل لـ مارك زوكربيرغ مع تقليد التطبيقات
“Threads”.. رحلة الـ 10 ملايين مستخدم في 7 ساعات
لماذا يرى الخبراء أن هناك صعوبة في تفوّق “Threads” على “Twitter”؟