صحة

ماذا يحدث عندما تقع حالة طبية طارئة على الطائرة؟

الحوادث الطبية محتملة

الحوادث الطبية محتملة على الطائرات، هذا ما تثبته قصة الدكتور سيج هيمال، في رحلة لن يناساها أبدًا، وقعت في ديسمبر 2017، حين كان هيمال الذي كان يبلغ من العمر 27 عامًا آنذاك طبيبًا مقيمًا في السنة الثانية، عائداً إلى الولايات المتحدة من الهند، حيث كان يحتفل بزفاف أعز أصدقائه.

أقلعت الطائرة، وقام هيمال بتوصيل سماعات رأسه، كان يفكر للتو في طلب مشروب، عندما سمع صوت مضيفة الطيران يرن فوق نظام السماعات:

“هل يوجد طبيب على متن الطائرة؟”

نحن أطبّاء

بالصدفة، كان هيمال جالسًا إلى جانب بطلة أخرة لقصته، الدكتورة سوزان شبرد، وهي طبيبة أطفال عائدة من فترة عمل مع منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية.

وافق الطبيبان، اللذان لم يلتقيا قبل ذلك اليوم، على أن يذهب “هيمال” للتعامل مع الأمر، على أن تأتي “شبرد” إذا لزم الأمر، فأوصلته مضيفة طيران عبر المقصورة لمقابلة الحالة، والتي كانت امرأة في أوائل الأربعينيات من عمرها، تشكو من آلام في الظهر والبطن.

لم يتضح على الفور ما هي المشكلة. كان أول ما فكر به هيمال هو حصوات الكلى أو التهاب الزائدة الدودية، لذا قرر أن يطلب فحص الدكتورة “شبرد” زميلته في طبيب الأطفال.

هنا قالت الراكبة كلمتين غيرتا كل شيء: “أنا حامل” فيما كانوا  على متن طائرة كانت تحلق حاليًا فوق المحيط الأطلسي، ولا يوجد مطار قريب في الأفق، بينما الراكبة على وشك الولادة.

كان هيمال المتخصص في طب المسالك البولية لم يولّد طفلاً منذ أن أكمل الولادات السبع المطلوبة في كلية الطب، يتذكر قائلاً “إذا كنت لن تفعل هذا، فالأمر خطير، عليك أن تعطيها أفضل ما لديك”، لذا بعد ذلك بساعتين، نجح هيمال، بمساعدة شيبرد وطاقم مقصورة الخطوط الجوية الفرنسية، في إنجاب طفل سليم.

هل يوجد طبيب على متن المركب؟”

في الأفلام والتلفزيون، يعتبر إعلان “هل يوجد طبيب على متن الطائرة” مجرد كلام مبتذل، لكن نعم، هذا يحدث بالفعل، رغم أن مضيفات الطيران مُدرّبات على الإسعافات الأولية وقادرات على التعامل مع مجموعة من حالات الطوارئ الطبية على متن الطائرة، لكن في بعض الأحيان يكون الحصول على مساعدة الخبراء أمرًا ضروريًا.

يقول هيمال إن إجراء هذا التحول العقلي من راكب عادي إلى طبيب ليس بهذه الصعوبة، فهي ممارسة طبيعية جدًا، وكطبيب، يسأله الناس باستمرار عن المشورة الطبية عندما يكون خارج الخدمة.

تقييم الحالة على متن الطائرة

تقول الدكتورة لورين فيلد، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، إن أحد أصعب جوانب التعامل مع حالة الطوارئ الطبية على متن الطائرة هو فقدان بوصلتك الطبية، إذ ليس لديك تاريخ طبي للمريض في متناول اليد.

لذا ما يفعله الأطباء هو البدء بإجراء تقييم للحالة، ويستبعدون أخطر الحالات مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، فعلى سبيل المثال، يقول هيمال إن المواقف الأكثر شيوعًا على الطائرات تشمل انخفاض ضغط الدم، والإغماء، ونوبات القلق.

من الصعوبات الأخرى التي يواجهها الأطباء الذين يستجيبون للسيناريوهات الطبية على متن الطائرة هو النقص المحتمل في المعدات الطبية، فرغم أن الطائرات تحتوي على مجموعة أدوات، لكن لا يمكن أن تأخذ في الحسبان كل الاحتمالات.

تفرض بيئة الطائرة أيضًا ظروفًا خاصة بها يجب على الأطباء أخذها في الاعتبار، كما تقول “فيلد” إن فرق الضغط “يمكن أن يؤدي إلى تفاقم بعض المشكلات الطبية ويجعل بعض العلاجات صعبة”، مضيفة أن ضوضاء المحرك تجعل الفحص باستخدام سماعة الطبيب أمرًا صعبًا.

الفرق الآخر هو أنه بينما يتتبع الأطباء عادة المرضى طوال رحلتهم الصحية، فإن الأمر على متن الطائرة هو تفاعل قصير وعابر ومكثف بين الطبيب والمريض.

أما أثناء حالات الطوارئ الطبية، يظل طاقم الطائرة أيضًا على اتصال بالفرق الطبية الأرضية التي تساعد في اتخاذ القرارات ومنح الإذن بتناول بعض الأدوية.

نصيحة للركاب

على الرغم من أن الأطباء عمومًا لا يريدون من الركاب الذين لم يتم تدريبهم طبيًا تقديم المساعدة في المواقف الطبية على متن الطائرات، فإن “فيلد” من كبار المدافعات عن معرفة الإسعافات الأولية.

وتقول “إذا كنت متدربًا على الإسعافات الأولية، فإن قياس نبض الشخص، وكذلك الضغط على الصدر، خطوات أولى رائعة أثناء طلب المساعدة”.

وتقترح الطبيبة على الركاب الذين يعانون من ظروف صحية التحدث إلى طبيبهم قبل السفر بالطائرة، فهي تعمل مع الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة وتساعدهم في عيش حياتهم والاستمتاع بالسفر بأمان.

من أين يأتي صندوق النقد الدولي بأمواله التي يقرضها للدول؟

ما علاقة الكوليسترول بخطر الإصابة بمرض الزهايمر؟

لماذا لا يجب عليك استخدام هذه الجمل عند التعامل مع طفلك؟