فتح الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 باب الجحيم أمام العديد من أصحاب الثروة الروسيين، بعد أن تأثرت ثرواتهم بفعل الحرب.
وكانت دول الغرب تعمدت فرض عقوبات على المليارديرات الروس المعروفين بـ “الأوليغارش” والسياسيين بشكل مباشر، كنوع من الرد على قرار العمليات العسكرية الروسية.
وبمرور الوقت، تصاعدت العقوبات مع اشتداد الصراع، وطالت العقوبات أقارب هؤلاء الأثرياء وشركاتهم، إذ تُعتبر مجموعة الأوليغارش من أشد المقربين للحكومة الروسية وتدعمها بالمال علنًا في مقابل الحصول على صفقات ومساندة حكومية.
والأوليغارش هو اسم تم إطلاقه على مجموعة الأثرياء الذين صعدوا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
وفي الرسم البياني التالي الذي أعده موقع visualcapitalist، يظهر كيف تغيرت الثروة الصافية المقدرة لأغنى 22 مليارديرُا روسيًا على مؤشر بلومبيرج للمليارديرات في أبريل 2023، منذ يناير 2022 أي قبل بدء الصراع.
ثروات كبار الملياديرات
بلغت الخسارة التي لحقت بثروات أغنى 22 مليارديرًا روسيًا في 20 أبريل 2023، نحو 90.4 مليار دولار من صافي ثروتهم منذ 5 يناير 2022.
ووقع الضرر الأكبر على الملياردير، فيكتور فيكسيلبيرج، الذي يمتلك حصة في يو سي روسال، ثالث أكبر منتج للألمنيوم في العالم.
وتُقدر خسارة فيكسيلبيرج منذ بداية الحرب، ما قيمته 11.3 مليار دولار أو 61٪ من صافي ثروته اعتبارًا من يناير 2022.
وكان رومان أبراموفيتش، الذي بدأ بدايته في الأوليغارشية الأولى من خلال تكتلات النفط، من بين المتضررين بشدة من العقوبات.
وخسر أبراموفيتش 10.5 مليارات دولار أو 58٪ من صافي ثروته منذ يناير 2022، واضطر إلى بيع نادي تشيلسي لكرة القدم في واحدة من أكبر صفقات الفرق الرياضية في التاريخ.
استعادة التوازن
ومن الملاحظ أن الفئة الأغنى من الأوليغارش، لم تتضرر كثيرًا بفعل العقوبات، إذ انخفضت ثروة فلاديمير بوتانين، وهو أكبر مساهم في شركة التعدين العملاقة نوريلسك نيكل، بنسبة 4.8٪ فقط.
وفي حين أنه تضرر بشدة في بداية الحرب، إلا أن ثروته استعادت توازنها مرة أخرى والتي وصلت إلى 35.6 مليار دولار في يونيو 2022.
وزادت ثروات عدد قليل من أثرياء مجموعة الأوليغارش منذ يناير 2022، وكان من بينهم الرئيس التنفيذي السابق لشرك Norilsk Nickel، وبارون الأسمدة القائمة على الفوسفات ميخائيل بروخوروف.
وارتفع صافي ثروة أندري جوريف بمقدار 2 مليار دولار أو 26٪، فيما نمت ثروة بروخوروف بمقدار 0.3 مليار دولار أو 2٪.
الأوليغارش والحرب
أدى استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد العقوبات الغربية على روسيا إلى ضبابية في المشهد من حيث التأثيرات المحتملة للغزو.
وخلال هذه الفترة فقد بعضهم نسبة كبيرة من صافي ثرواتهم، وتخلوا عن بعض أعمالهم الأجنبية.
وعلى الرغم من ضعف الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات، إلا أن تعزيز التجارة مع دول مثل الصين والهند والمملكة العربية السعودية جعلها أقوى مما كان متوقعًا.
وخلال هذه الفترة أعرب العديد من الأوليغارش عن تخوفاتهم من استمرار أمد الحرب، وتم العثور على عدد من كبار المليارديرات والسياسيين المنتقدين للحرب ميتين ما بين حالات انتحار وحوادث ونوبات قلبية وكان من بينهم رئيس شركة لوك أويل، رافيل ماجانوف.
ومؤخرًا شارك الأوليغارش في تمر قادة زعيم مجموعة “فاغنر” الروسية المرتزقة في يونيو 2023، قبل أن يتراجع بعد أن خذله ما اعتقد أنهم حلفاء له داخل الجيش الروسي.
مليونيرات يقلقهم التقاعد.. 35% من أغنياء أمريكا يحتاجون إلى “معجزة”