يبدو أن أضرار تغير المناخ وتأثيره على حياة البشر مستمرة في التصاعد والزيادة، فمن الأضرار المعروفة لزيادة درجات حرارة الأرض هو الجفاف وتدهور المحاصيل الزراعية، وزيادة الكوارث الطبيعية، وارتفاع مستوى سطح البحر وما يترتب عليه من غرق المدن الساحلية وتضرر الحياة البحرية، إلا أن العلماء حذروا مؤخرًا من خطر انتشار بعض الحشرات الناقلة للفيروسات في أماكن لم تكن تتواجد بها من قبل، مثل أوروبا التي كانت تمتاز بأجواء باردة لا تناسب البعوض، لكن الأمور تبدلت في السنوات الماضية وأصبحت أجواء القارة العجوز أكثر دفئًا، وزادت فترة فصل الصيف لتصبح الأمور ملاءمة لأنواع البعوض الغازية.
مركز الوقاية من الأمراض يحذر
أكد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، أن القارة تشهد زيادة ملحوظة وسريعة في موجات الحر، كما أصبحت الفيضانات أكثر تواترًا وشدة، وهو ما تسبب في استقدام أنواع البعوض الناقلة لفيروسات الشيكونغونيا وحمى الضنك، وقد استقرت في مناطق شمال وغرب أوروبا.
وأوضح المركز أن بعوض الزاعجة المصرية المعروف بنقل حمى الضنك، والحمى الصفراء، وداء شيكونغونيا، وزيكا، وفيروسات غرب النيل، قد استوطن في قبرص في العام 2022 وسيستمر في الانتشار إلى دول أوروبية أخرى.
زيادة الدول المتضررة من 8 إلى 13
قالت أندريا أمون، مديرة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إنه منذ 10 سنوات كانت أنواع البعوض المذكورة تظهر بنسب قليلة في 8 دول أوروبية، لكن في العام الحالي ظهرت أكثر كثافة في 13 دولة وتضرر منها 337 منطقة.
وأكدت “أمون” أنه في حال استمرار الوضع في التطور بنفس الوتيرة ستظهر المزيد من الحالات وربما الوفيات بسبب أمراض مثل حمى الضنك والشيكونغونيا وحمى غرب النيل، مشددة على ضرورة تركيز الجهود على طرق السيطرة على تجمعات البعوض، وتعزيز وعي المواطنين بسبل وتدابير الحماية الشخصية من البعوض.
إجراءات مكافحة الخطر
يقول المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن الطرق المستدامة للسيطرة على انتشار البعوض تشمل القضاء على مصادر المياه الراكدة حيث يتكاثر البعوض، واستخدام مبيدات اليرقات الصديقة للبيئة وتعزيز وعي المجتمع حول مكافحة البعوض.
وأشار المركز إلى أن هناك بعض الإجراءات التي ينبغي على الناس تطبيقها لحماية أنفسهم من الخطر مثل استخدام الناموسيات، والنوم أو الراحة في غرف مغطاة أو مكيفة الهواء، وارتداء الملابس التي تغطي معظم الجسم واستخدام طارد البعوض.
إلى أي مدى يضر انتشار البعوض؟
أكد المركز الأوروبي أنه لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك حتى الآن، وأن 80٪ من الإصابات تكون خفيفة، إلا أن الحالات الشديدة وكثرة التعرض للبعوض الملوث يمكن أن يؤدي إلى نزيف داخلي وتلف الأعضاء والوفاة.
أما حمى الشيكونغونيا فهو فيروس موهن ينقله البعوض، وظهر أول مرة في أفريقيا في عام 1953، وتسبب تلك الحمى ألماً شديداً في المفاصل ولكنها نادراً ما تكون قاتلة، ولا يوجد لقاح لها ويعتمد الأطباء على المسكنات لتهدئة وتخفيف أعراضها.
وحول حمى غرب النيل أشار المركز إلى أن أعراضها تشمل الصداع والحمى وآلام العضلات والمفاصل والغثيان والتعب، ويتعافى غالبية المصابين بها من تلقاء أنفسهم، لكن ذلك لا يعني أنها حمى بسيطة فقد تستمر أعراضها لأسابيع وتصل إلى عدة أشهر في بعض الحالات.
لماذا انفجرت الغواصة تيتان؟ وكيف كانت اللحظات الأخيرة في حياة ركابها؟