تقنية

“تيتان”.. قصة موظف حذر من كارثة الغواصة فتم فصله!

يبدو أن الغواصة “تيتان” تتشابه كثيرًا مع السفينة “تايتنك“، ليس فقط في الاسم ولكن أيضًا في المصير وملابسات الاختفاء.

كانت “تيتان” خرجت في رحلة لمشاهدة حطام تيتانك في المحيط الأطلسي على عمق 3800 متر قبل أيام، وعلى متنها 5 أفراد، قبل أن ينقطع الاتصال بعد أقل من ساعتين على غوصها في الأعماق.

وتواصل قوات البحرية الأمريكية والكندية عمليات البحث في سباق مع الزمن، مع بدء العد التنازلي لنفاد الأكسجين الموجود في الغواصة والذي كان مُقدرًا له أن يكفي لمدة 4 أيام فقط، والآن أمامهم إمدادات من الهواء تكفي لأقل من يوم، وفق تقديرات حفر السواحل الأمريكي.

تحذيرات سابقة

في عام 2018، أعرب أحد الموظفين العاملين في شركة OceanGate المالكة للغواصة، عن مخاوف بشأن عوامل السلامة والأمان في “تيتان”، بحسب ما جاء في مستندات قانونية حصل عليها موقع CBS MoneyWatch.

وكان لوكريدج مكلف بإجراء فحص على بدن الغواصة، ووقتها وجد أنه لم يتم تطبيق أي اختبارات غوص على الهيكل الذي تم صنعه من ألياف الكربون بسماكة 5 بوصات فقط، في حين أنه كان من المتوقع أن يبلغ 7 بوصات.

وعلى أثر ذلك، رفعت الشركة دعوى على الموظف “ديفيد لوكريدج”، زاعمين أنه كشف عن معلومات سرية خاصة بالعمل، في حين أنه قدم شكوته إلى إدارة السلامة والصحة المهنية.

خلال محاكمة لوكريدج، أبدى اعتراضه على فصله بشكل تعسفي، موضحًا أنه كان يعبر فقط عن مخاوفه بشأن سلامة الركاب المستقبليين على متن الغواصة.

في نوفمبر 2018، تمت تسوية الدعوى القضائية ورفضها، ولم يتم الكشف عن شروط التسوية.

ومن المثير للدهشة، أن مخاوف لوكريدج تحققت الآن بعد 5 سنوات من هذه المحاكمة، ومن الغريب أيضًا أن أحد الأشخاص الخمسة المفقودين على متن الغواصة هو الرئيس التنفيذي للشركة نفسه.

وفي تقرير مصور مع لوكريدج، بثته رويترز، قال “لم يكن هناك رقابة خلال التصنيع أو اختبار التصميم، ولم تُجرى التجارب على الغوص بصحبة أشخاص إلى الأسفل”.

وأضاف: “الوضع الآن حرج للغاية، ما كان يجب النزول بهم إلى أعماق المحيط على عمق 4 آلاف متر، وهو رقم لم تصل إليه سوى 10 غواصات في العالم كانوا جميعهم لديهم الصلاحية بالنزول، عدا تيتان”.

على غرار “تيتانك”

يبدو أن الغرور أحيانًا ما يكون سببًا وراء بعض الكوارث، فما حدث مع تيتان يشبه إلى حد كبير ما شهدته كواليس غرق السفينة تيتانك قبل قرن من الزمن.

في عام 1912، غرقت السفينة تيتانك – التي كان يُنظر إليها على أنها لا تُقهر – وقُتل حوالي 1500 شخص في هذا الحادث، بعد أن اصطدمت بجبل جليدي.

أثناء الإبحار، حذر قبطان السفينة وأفراد الطاقم، Bruce Ismay  وهو رئيس شركة White Star Line المالكة للسفينة، من زيادة سرعة تيتانك في ظل وجود جبال من الجليد منتشرة في المحيط.

لكن رئيس الشركة تجاهل هذه التحذيرات، وطالب بزيادة السعرة لأقصى درجة، رغبة في الوصول مبكرًا إلى نيويوك وهي وجهة السفينة.

أدى عدم إنصات رئيس شركة “وايت ستار لاين” لحديث قبطان السفينة إلى غرقها، في حادثة تُعتبر أكثر الكوارث البحرية شهرة على الإطلاق، فيما يُنظر إلى فقدان الغواصة “تيتان” التي دفع كل فرد على متنها 250 ألف دولار ليواجه هذا المصير، على أنه حدث مشابه لغرق تيتانك من حيث الظروف.

من هم العالقون في غواصة استكشاف “تيتانيك” المفقودة؟

كيف تبدو الغواصة المفقودة “تيتان” من الداخل؟

الرواية التي تنبأت بغرق “تيتانيك” قبل الكارثة بـ 14 عامًا