مع تحسن الذكاء الاصطناعي (AI)، يجد الفنانون أنفسهم في موقف جديد وغير مسبوق، إذ تصنع الصورة في مجرد ثوان قليلة، بل وتشارك في المسابقات الفنية لذا تحدثت البي بي سي إلى أحمد الجمال ، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة روتجرز ، لمعرفة المزيد عن مستقبل فن الذكاء الاصطناعي وما مدى تأثيره على الإبداع البشري في العصر الرقمي، إليكم هذه الترجمة للحوار.
كيف تعمل مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي؟
منذ خمس سنوات مضت، كان الذكاء الاصطناعي المعروف باسم شبكات الخصومة التوليدية ( GANs ) قد أنتج صوراً وحاولت الحصول على نتائج مماثلة، الأمر الذي كان ثوريًا آنذاك وفتح الباب لكي يستخدمه العديد من الفنانين.
ثم جاء جيل جديد سعى لمزيد من التحكم فيما يتم إنشاؤه، الأمر الذي نجح نتيجة تدريب النموذج على الكثير من الصور والتعليقات النصية المصاحبة لها لفهم طبيعة ارتباط الكلمات بالصور.
لماذا تفشل نماذج الذكاء الاصطناعي هذه مع الأشكال المعقدة؟
لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي فهم التفاصيل الصغيرة، والتي هي ميزة لدينا نحن البشر، فعلى سبيل المثال يقدم الذكاء الاصطناعي يد بأربعة أصابع أو شخص بثلاث أرجل، وتتطلب عملية التدريب الكثير من الطاقة، حيث نحتاج لتخطي هذه المشكلة للعمل على وحدات المعالجة الرسومية (GPU) لأسابيع أثناء معالجة مليارات الصور، ومن ثم إعادة كتابتها عدة مرات من أجل تحسين العملية.
ولكن حتى بعد هذه العملية، يجب أن تعمل باستمرار على وحدة معالجة الرسومات (GPU) مع الملايين من المعالجات، وهذه الأجهزة تستهلك الكثير من الطاقة وهذا خطر على البيئة.
طلبنا من روبوت الموسيقى الجديد AI من Google أن يكتب لنا أغنية، لذا قد ندمنا على الفور لأن هذه النماذج تحاكي الإنترنت وتعاني من التحيز وبعض المعلومات الخاطئة به، مما جعلنا نفكر هل يجب أن تكون هناك قائمة محددة من المعلومات، أم هل يجب أن يكون لدى الذكاء الاصطناعي حق الوصول إلى كل شيء؟ والأهم هو كيفية التحكم في البيانات التي يتم إعطائها له.
يجب أن يعكس الذكاء الاصطناعي بشكل طبيعي جميع الآراء ووجهات النظر في العالم، مما سيجعلها معلومات متباينة، وغير صحيحة.
وحاليًا ليس لدى الذكاء الاصطناعي قدرة على التفرقة بين الواعي والمتخيل، بجانب عدم وجود الكثير من القوانين في هذا المجال، بجانب قضية حقوق النشر في حالة استخدام ملايين الصور المأخوذة من الإنترنت دون موافقة الفنان، رغم أنها في الفعل لا تنتهك بالضرورة أي قوانين لحقوق النشر، لأنها تصنع نسخًا محولة من الصورة الأصلية، وبموجب قانون النشر فهذه ليست مشكلة.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي تعلم الإبداع والعاطفة اللازمين لصنع فن عظيم؟
حاليًا لا يقوم الذكاء الاصطناعي بأكثر من محاكاة الأعمال البشرية، حيث يجب أن يتحكم فيه الأشخاص لصناعة شىء ما، لذا فرغم أهمية هذه الأداة إلا أنها ليست مبدعة بذاتها، لذا فيجب أن ندرك ما يحدث حولنا في العالم، ونتبنى آراءً حقيقية لكي يكون لنا فننا الخاص، فالذكاء الاصطناعي ببساطة لا يمتلك هذا، وهذا ما يمكن أن يمزينا عنه، ويجعلنا نتفوق عليه مهما تتطور وتحدثت أساليبه.
قبل عامين، استخدمنا الذكاء الاصطناعي في مشروع لإنشاء السيمفونية العاشرة لبيتهوفن، فدربناه على الموسيقى الكلاسيكية، ومن ثم وضعنا سيمفونيات بيتهوفن، والتي حاكى شبيهًا لها، فهو قد قام بوظيفته، ولكن في الحقيقة لم يكن مبدعًا، وهو ما يعطي مثالًا لما يحدث في الواقع، فعملية الإبداع بشرية في المقام الأول، وكل ما يفعله الذكاء الاصطناعي هو اتباع هذه القواعد.
ما هي بطاقة الحاج؟ وما هي أهميتها؟
لماذا انفجرت الغواصة تيتان؟ وكيف كانت اللحظات الأخيرة في حياة ركابها؟