يهتم الأطباء بمستوى الكوليسترول في الدم لدى مرضاهم؛ لأنهم يستطيعون التنبؤ بالمخاطر على صحة القلب من خلاله، حيث تشير مئات الدراسات أن المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة المبكرة.
وبسبب تأثير مستوى الكوليسترول في الدم على صحة الإنسان، يبالغ البعض في كثير من الأحيان، مما أدى لانتشار الكثير من المعتقدات الخاطئة عنه، وفيما يلي مجموعة من أشهرها، وتصحيحها.
الكوليسترول ضار دائمًا
يوصف الكوليسترول غالبًا بأنه مادة شمعية شبيهة بالدهون، وهو ضروري لجسم الإنسان، فهو جزء من أغشية الخلايا، ويحثّ على إنتاج الهرمونات الأساسية.
ومع ذلك، فإن الإفراط في تزويد الجسم بالكوليسترول يمكن أن يسبب مشكلات كبيرة، مثل المساهمة في انسداد الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
عندما يتحدث الأطباء والباحثون عن أضرار الكوليسترول، فإنهم عادةً ما يشيرون إلى البروتين الدهني منخفض الكثافة.
تقول ناتالي بامير، الأستاذة المساعدة بكلية أمراض القلب الوقائية في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند، إن البروتين الدهني منخفض الكثافة ينقل الكوليسترول إلى جميع أنحاء الجسم، ويساعد في استقراره في الأوعية الدموية.
الكوليسترول الجيد هو عامل وقائي دائمًا
توضح الدكتورة ليزلي تشو، رئيسة قسم أمراض القلب الوقائية وإعادة التأهيل في “كليفلاند كلينك” أن تجارب العقاقير لزيادة نسبة الكوليسترول عالي الكثافة لم تقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
نشرت بامير وزملاؤها دراسة في نوفمبر، في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، والتي تابعت ما يقرب من 24 ألف بالغ غير مصاب بأمراض القلب على مدى عقد من الزمان لقياس المؤشرات الحيوية وتتبع النوبات القلبية والوفيات المرتبطة به.
بحسب نتائج الدراسة، ارتبط انخفاض مستويات الكوليسترول عالي الكثافة بزيادة المخاطر عند البالغين البيض فقط، ولم تكن المستويات العالية منه واقية للبالغين البيض أو السود.
لست بحاجة إلى فحص الكوليسترول حتى الوصول لمتوسط عمر النوبات القلبية
تختلف التوصيات بشأن الموعد اللازم لبدء قياس مستويات الكوليسترول فيه، لكن توصي جمعية القلب الأمريكية بأن يتم الفحص لجميع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 وما فوق، كل 4 إلى 6 سنوات.
وينصح بأن يكون البحث خلال فترات زمنية أقل بالنسبة لمن لديهم تاريخ عائلي أو تاريخ شخصي للإصابة بأمراض القلب.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بفحص جميع الأطفال للكشف عن ارتفاع الكوليسترول بين سن 9 و11 عامًا، أو قبل ذلك إذا كانت لديهم عوامل خطر مثل تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب المبكرة.
لا نملك القدرة على السيطرة على مستويات الكوليسترول
في حين يؤكد الأطباء أن بعض التأثيرات على الكوليسترول خارجة عن إرادتنا، هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها للسيطرة على نسبة الكوليسترول، مثل ممارسة الرياضة.
يقول أستاذ طب القلب، سكوت رايت، إن التدريبات المنتظمة عالية الكثافة، بما في ذلك الجري أو ركوب الدراجات بوتيرة جيدة، يمكن أن تخفض نسبة الكوليسترول بنسبة 10% على الأقل.
تساعد التمارين الأشخاص على النوم بشكل أفضل وتقليل التوتر أيضًا، وهو ما يمكن أن يحسّن صحة القلب بشكل عام.
ويساعد إنقاص الوزن على خفض مستويات الكوليسترول، حيث وجد تحيل لدراسات إنقاص الوزن أجري عام 2016، أن فقدان من 5 إلى 10% من الوزن يؤدي إلى انخفاض كبير في كوليسترول الكلي وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة والدهون الثلاثية.
أصحاب الكوليسترول المنخفض لا يصابون بالنوبات القلبية
تقول تشو إن هذا “ليس صحيحًا على الإطلاق”، حيث يعتبر الكوليسترول عامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية، لكنه ليس العامل الوحيد.
تشمل عوامل الخطر الأخرى على القلب العمر، ومرض السكري، وتعاطي التبغ، والسمنة، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية.
يشير سكوت رايت أن ما يقدر بنحو 20% من إجمالي المخاطر التي تسبب إصابة شخص ما بنوبة قلبية غير معروفة.
تناول البيض يساهم في رفع مستويات الكوليسترول
لا يعني تناول المزيد من الكوليسترول في النظام الغذائي بالضرورة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم لمعظم الناس.
يمكن للجسم التكيف إذا أكل الشخص كمية أكثر أو أقل مما ينبغي، ومع ذلك، فإن بعض الناس لديهم حساسية عالية للتغيرات في الكوليسترول الغذائي، وستنخفض مستوياته في الدم لديهم إذا خفضوا استهلاكهم.
يوصي أطباء القلب الآن بنمط أكل صحي يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات، والمزيد من البروتينات الصحية مثل الأسماك، والدهون الأحادية غير المشبعة.
يمكن التحكم في مستوى الكوليسترول دون مساعدة الأدوية
حتى مع فقدان الوزن وممارسة الرياضة، قد ينصح الطبيب بتناول الأدوية للتحكم في مستوى الكوليسترول، وأكثرها شيوعًا تسمى “الستاتين”، والتي تقلل من مستويات الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة.
وجد تقرير لمركز الخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، نُشر في أغسطس 2022، أن استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة.
فيديو| حقيقة المقطع المنتشر لأول مباراة لميسي مع إنتر ميامي
هل يجوز للمستشفيات احتجاز الجثامين والمرضى والأوراق الثبوتية بسبب المطالبات المالية؟.. “الصحة” تجيب