أعمال

لماذا أصبحت تجارة الملابس المستعملة أكثر رواجًا من أي وقت مضى؟

اعتاد الناس في السابق على التخلص من الملابس التي لا يحتاجونها أو التبرع بها للمؤسسات الخيرية، ولكن ظهر اتجاه جديد في السوق العالمي مؤخرًا لشراء وبيع الثياب المستخدمة مسبقًا، فما هي الدوافع وراء هذا السلوك؟

تجارة مُربحة

حقّقت الإنجليزية صاحبة الـ 26 عامًا، إيزابيلا فرانا، مبيعات بقيمة تتخطى حاجز المليون دولار أمريكي، من خلال عمل تجاري يخصّ الملابس المستعملة مسبقًا.

قالت فرانا إن اهتمامها ببيع الملابس المستعملة بدأ منذ أن اكتشفت أنها تتسوّق فوق حاجتها.

وأوضحت: “كنت أشتري الكثير من الملابس المستعملة لنفسي بأسعار جيدة، ولأنها كانت زائدة عن حاجتي، بدأت بيع بعض القطع، وأدركت أنها تدرّ ربحًا جيّدًا”.

كانت “إيزابيلا” مثل معظم الناس، فتقول “كنت أريد مديرًا لتكليفي بالمهام والتخطيط للعمل، وراتبًا ثابتًا، وإجازات أسبوعية، وإجازات مرضية”، والآن، توظّف 3 أشخاص ولديها مستودع شحن، بالإضافة إلى مقرّين يتم فيهما شحن الملابس وفرزها وتصويرها وإرسالها إلى العملاء.

تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية والتوجه للاستدامة

قال الرئيس التنفيذي لتطبيق “فينتد” لبيع الملابس المستعملة، آدم جاي، إن “هناك أسبابًا واضحة تجعل الناس ينجذبون إلى القطع المستعملة، حيث شراء الثياب والأحذية الجديدة قد يكون مكلّفًا، في وقت يعاني الكثير من الناس من ارتفاع تكاليف المعيشة”.

من الجدير بالذكر، أن معدّل ارتفاع أسعار الملابس والأحذية وصل إلى 6.5% في أبريل 2022 بالمملكة المتحدة، بحسب مكتب الإحصاء الوطني هناك.

وقد ارتفعت مبيعات المحلات الخيرية لبيع الملابس المستعملة في المملكة المتحدة، بنسبة 15.1% بين يناير ومارس 2023، مقارنة بنفس الأشهر الثلاثة من العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، فإن صناعة الأزياء مسؤولة عن توليد ما بين 8 إلى 10% من الانبعاثات العالمية، وفقًا للأمم المتحدة، نتيجة لزراعة القطن واستخدام الزيت لإنتاج مواد تركيبية مثل “البوليستر”، لذا ظهر الاتجاه لشراء الملابس المستعملة للحد من تأثيرها على المناخ.

تطبيقات التواصل الاجتماعي تغيّر توجّه المستهلكين

تنسب مدوّنة الفيديوهات، روزي أكوتشا، الفضل إلى تطبيقي “TikTok” و”Instagram” في تغيير النظرة تجاه الملابس المستعملة، خاصة المتسوقين من “الجيل Z”، وهم الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1995 و2000.

يشير تطبيق “Depop” للتجارة الإلكترونية أن “موضة عام 2000” هي الاتجاه الشائع لدى مستخدميه في الفترة الحالية”، ويوضّح أنها تشمل “الكروشيه الملون والقمصان القديمة، بالإضافة إلى الملابس المصنوعة يدويًا أو المعاد تشكيلها من القطع المستعملة”.

قالت أكوتشا، التي تعمل في مجال الموضة والاستدامة: “الموضة الكلاسيكية والملابس المستعملة أصبحت رائعة الآن؛ لأنها تناسب ذوقي الشخصي، ولا يمكن لأي شخص آخر الحصول عليها”.

وأضافت: “جزء من مهمتي يتمثل في محاولة كسر وصمة العار بأن هناك شيئا خاطئًا في شراء الملابس المستعملة؛ لأنه حقًا ممتع ومفيد لكوكب الأرض”.

ما هي إنزيمات أكل البلاستيك المستخدمة في إعادة تدوير الملابس؟

تدوير الملابس.. لماذا تُعتبر عملية مُعقدة؟

كيف يمكن أن تساعد الملابس الافتراضية في تقليل البصمة الكربونية؟