تقنية

هل تلعب مكيفات الهواء دورًا في تغير المناخ؟

يعد تغير المناخ من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في الوقت الحاضر، فقد أدى الارتفاع المستمر في درجات الحرارة على سطح الأرض إلى تغيرات جوهرية في البيئة والطقس، مثل زيادة التصحر وارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة عدد الكوارث الطبيعية، ويعد الاحتباس الحراري من أبرز الظواهر التي يسعى العالم للتخلص منها، لكن من بين التحديات التي تواجهنا في ذلك أن ارتفاع درجات يدفع الناس لزيادة استخدام أجهزة تكييف وتبريد الهواء التي اتضح أنها تؤثر سلبًا على الاحتباس الحراري وتزيد منه فالبتالي نحن نهرب من النتائج لكن في الوقت ذاته نضاعف المسببات.

تأثير المكيفات على البيئة

قد تركز غالبية الدراسات والتغطيات الإعلامية على تأثير السيارات والمصانع وغيرها على ظاهرة الاحتباس الحراري، ولا تحظى المكيفات والمبردات بالاهتمام نفسه، رغم أن المنتدى الاقتصادي العالمي قدر أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بتكييف الهواء إذا استمرت على وضعها الحالي يمكن أن تسبب ارتفاعًا يصل إلى 0.5 درجة مئوية في درجات الحرارة العالمية بحلول نهاية القرن.

ينقسم تأثير المكيفات على البيئة إلى شقين الأول أنها تستخدم في عملها ما يسمى بمركبات الكربون الهيدروفلورية، وهي غازات دفيئة ضارة، أما الشق الثاني والذي يعد أشد تأثيرًا أنها تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، حيث تؤكد بيانات وكالة الطاقة الدولية، أن مكيفات الهواء والمراوح الكهربائية تمثل حوالي 10٪ من إجمالي استهلاك الكهرباء في العالم، وكلما زادت درجات الحرارة زاد الاعتماد على المكيفات خاصة في الدول المتقدمة حيث يستخدم 90 % من المواطنين في الولايات المتحدة واليابان مكيفات الهواء.

درجة مئوية أو اثنتان

يشير العلماء إلى أن من الصعب تحديد حجم مساهمة أجهزة التكييف في الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري، لكن بالمراقبة وإجراء الأبحاث اتضح أن المناطق التجارية المزدحمة بالبشر وحركة المرور، والتي تضم المباني الشاهقة متعددة الطوابق مع استخدام مكيفات الهواء يمكن أن يساهم ذلك في زيادة درجة الحرارة من 1 إلى 2 درجة مئوية عن درجة الحرارة لطبيعية.

كما حذر الخبراء من أجهزة التكييف ذات الكفاءة المنخفضة في استهلاك الطاقة – الأجهزة التي لا تعمل بالأنظمة الحديثة الموفرة للطاقة – تكون بأسعار منخفضة ويميل الناس لاقتنائها يكون لها تأثير أكبر وأكثر تدميرًا للبيئة.

خطوات للحد من تأثير المكيفات

تحث المنظمات البيئية الدولية على حظر استيراد واستخدام المكيفات ذات القدرة العالية على إحداث الاحترار العالمي، بالإضافة إلى تشجيع الأسر على استخدام المراوح عوضا عن تكييف الهواء بقدر الإمكان، وفي حال استخدام أجهزة التكييف يتم ضبط درجة الحرارة على 25 مئوية، في محاولة لتقليل الأضرار.

كما نصحت المنظمات البيئية أيضًا بزيادة المسطحات الخضراء والأشجار بين المنازل للتقليل من حدة الحرارة وترطيب الجو، لافتة إلى ضرورة العودة لتصميم المباني مثلما كان يفعل القدماء، حيث كان يتم بناؤها بأشكال واتجاهات معينة مع وجود فتحات تهوية في أماكن محددة لتسمح بحدوث تيار من الهواء يساعد على تلطيف الجو ويحد من الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء.

القطب الشمالي بلا جليد؟ خطر التغير المناخي يقترب

لماذا المدن هي مفتاح حل أزمة المناخ والاحتباس الحراري؟

الغبار القمري حل مقترح لمواجهة الاحتباس الحراري.. ما القصة؟