استمرارًا لسلسلة الخسائر بسبب الحرب في أوكرانيا، حذرت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، من التداعيات السلبية لتدمير سد “نوفا كاخوفكا” في جنوبي البلاد.
ووفق ما قاله وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، خلال كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، فإن الأيام المقبلة ستكشف عن حجم الكارثة.
تأثيراته
تسبب تدمير السد في فيضانات قوية، وزحفت المياه إلى أكثر من 80 بلدة على ضفاف نهر دنيبرو، مما أدى إلى تدمير المباني والأراضي الزراعية.
ووصفت الأمم المتحدة هذا التدمير بأنه “أحد أشد الخسائر” التي أصابت البنية التحتية المدنية منذ بداية الغزو الروسي قبل عام ونصف.
وفي أعقاب التدمير، تزايدت التخوفات من تأثر محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تعتمد على مياه خزان السد في عملية التبريد، ولكن في وقت لاحق، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأمور مستقرة.
وعلى أثر الحادث، تعرض 2700 منزل إلى الغرق، كما تم إجلاء 1300 شخص من المناطق المتضررة، وفق ما أعلنته سلطات خيرسون، بعد أن أعلنت حالة طوارئ في أعقاب ارتفاع منسوب المياه.
ومن المتوقع أن تبلغ ذروة تسرب المياه من خزان السد، الأربعاء المقبل، وهو ما دفع إدارة محطات الطاقة الكهرومائية الحكومية في أوكرانيا “أوكرهيدرونرغو” للتحذير.
وتأتي أهمية السد كونه مصدر المياه لعدة منشآت حيوية مثل محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وكذلك للمزارعين والسكان في المنطقة.
كما يمد خزان السد شبه جزيرة القرم في الجنوب – التي تقع تحت السيطرة الروسية – بالمياه.
مسؤولية تدمير السد
تلقي كلًا من موسكو وكييف بمسؤولية تدمير السد على بعضهما البعض، فمن ناحية يرى الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن القوات الروسية وراء الأمر، فيما تتهم موسكو مخربين أوكرانيين بالتسبب في هدم السد.
ومن ناحيتها، تعتبر قوات الطوارئ في خيرسون – الموالية لروسيا – أن تدمير السد حدث بفعل القوات الأوكرانية التي استهدفت المدينة بحوالي 60 قذيفة مدفعية.
كما اتهمت كييف بإطلاق 34 قذيفة مدفعية في اتجاه كاخوفكا، وعدد من المدن المجاورة.
وشكّل السد هاجسًا للقوات الروسية التي كانت تخشى استخدامه من قبل القوات الأوكرانية في الوصول إلى الأراضي التي تسيطر عليها في جنوب أوكرانيا، عبر المرور من خلال الطرق فوقه، وهو ما يزيد الشكوك حول دور موسكو في تدميره.
بينما تذهب الرواية الروسية إلى أن كييف تعمدت تدمير السد بهدف تشتيت الانتباه عن فشلها في تحقيق انتصارات من خلال هجماتها المضادة، ولمنع إمدادات المياه العذبة عن شبه جزيرة القرم، بحسب مسؤول روسي.
الأمم المتحدة: العالم ينحرف عن مسار توفير الطاقة المستدامة ومئات الملايين في خطر