أحداث جارية عالم

هل تستخدم روسيا “السلاح الحارق” في أوكرانيا؟

قنابل الفسفور الأبيض

بعد أكثر من عام على نشوب الحرب الأوكرانية الروسية في فبراير من العام الماضي، تتجدد الاتهامات إلى روسيا باستخدام قنابل الفسفور الأبيض المُحرم دوليًا، وذلك عبر لقطات نشرها الجيش الأوكراني أظهرتها طائرة دون طيار لحرائق في مدينة باخموت يبدو أنها نتيجة فسفور أبيض يتساقط على المدينة.

وفي نفس السياق، برزت مزاعم أيضاً بإطلاق الذخائر العنقودية على أهداف أوكرانية منذ نشوب الحرب، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن الكرملين نفسه اعترف باستخدام الصواريخ الحرارية الضغطية.

ورغم الاتهامات المتتالية للجانب الروسي، إلا أن موسكو لم تٌعلن رسميًا استخدام الفوسفور الأبيض، وفي العام الماضي أصر السكرتير الصحافي في الكرملين دميتري بيسكوف، على أن “روسيا لم تنتهك أبدا الاتفاقيات الدولية” بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم استخدامه.

وبحسب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1980 والتي وقّعت عليها روسيا في العام نفسه، فإن الاتفاقية تقضي صراحة بحظر وتقييد استعمال أسلحة تقليدية معيّنة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر، ونصّت على تطبيق قاعدتين عرفيتين عامتين للقانون الدولي الإنساني على أسلحة معيّنة، وهاتان القاعدتان هما حظر استعمال الأسلحة عشوائية الأثر، وحظر استعمال الأسلحة التي تسبب معاناة لا مبرر لها أو إصابات مفرطة (اللجنة الدولية للصليب الأحمر).

ماهية “الفسفور الأبيض”

الفوسفور الأبيض هو مادة شمعية مائلة إلى الصفرة أو غير ملونة، شفافة ولها رائحة تشبه الثوم إلى حد ما، وهي تشتعل فور احتكاكها بالأكسجين في الهواء مسببةً عمود دخان أبيض كثيف.

السلاح الحارق وآثاره المميتة

ويُسمى الفسفور الأبيض بـ”السلاح الحارق” نظرًا لعدم إمكانية إطفاء الحريق الناجم عنه بالمياه التي تستمر في الاحتراق حتى 1300 درجة مئوية.

ومع ذلك، فمن المؤكد أنه يمكن استخدامه كسلاح حارق للتشويه أو التسميم أو القتل العشوائي، ومن المعروف أنه يسبب جروحاً فورية للرئتين والقلب والكبد والكليتين، وهو قادر على اختراق وحرق العضلات والوصول للعظم، وغالباً ما يسبب حروقاً شديدة من الدرجة الثانية والثالثة تتطلب عادة عملية زرع للجلد.

لماذا لا يُصنّف سلاحًا كيماويًا؟

يستخدم الحامض عادة في الحرب لتكوين ستار دخاني وإخفاء تحركات القوات، وإنارة ساحة المعركة في الليل أو تحديد الأهداف، ونظراً لهذه الاستخدامات العملية التي لا يقصد منها صراحةً استهداف أجهزة جسم الإنسان، فإنه لا يُعد حالياً سلاحاً كيمياوياً تسري عليه مواصفات مثل الأسلحة المحددة في اتفاقية الأسلحة الكيماوية لعام 1993.

وعلى الرغم من عدم تصنيف “الفسفور الأبيض” سلاحًا كيماويًا إلا أن استخدامه في المناطق المدنية يعتبر جريمة حرب، حيث تتسبب الأسلحة التي يدخل في مكوناتها في حرائق سريعة الانتشار يصعب إخمادها.

لماذا يتواجد الناتو في كوسوفو؟

كيف تستفيد الدول عسكريًا من الأقمار الصناعية؟

الوضع الإنساني في السودان.. أزمة الصحة والنزوح

المصادر :

/ / /