أجريت أول مكالمة هاتفية عبر الهواتف المحمولة قبل 50 عامًا، ومنذ ذلك الحين قطعت تلك الأجهزة شوطًا طويلًا في رحلتها للتطور، إذ ظلّ الخبراء يضيفون إليها المزيد من التقنيات، ومعها أصبحت مهامها أكثر، واليوم، لديها مهمة جديدة، تتمثل في مراقبة صحة الإنسان.
الهواتف قادرة على اكتشاف الجلطات
تعد مشكلة تخثّر الدم خطيرة، حيث تعرّض الإنسان لخطر الإصابة بتجلط الدم، والذي يمكن أن يؤدي إلى النوبات القلبية والوفاة.
لكي يكتشف الأطباء تخثّر الدم، يحتاجون إلى حقنة مملوءة به قبل أن يتمكنوا من إجراء الفحص، ولكن قد يتمكن البشر قريبًا من إجراء الاختبار في المنزل باستخدام الهاتف الذكي.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، توقع مارتن كوبر، الرجل الذي قاد الفريق الذي طور أول هاتف محمول على الإطلاق، أن الهواتف المحمولة ستصبح أداة حيوية لمراقبة صحتنا.
هذا الوعد قد تحقق بالفعل، ففي مارس 2022، استخدم العلماء في جامعة واشنطن هاتف “iPhone” لاكتشاف التجلط في قطرة دم واحدة، بالاعتماد على جهاز استشعار “Lidar”.
يستخدم المستشعر أشعة نبضية لبناء صور ثلاثية الأبعاد لمحيط الهاتف، وهي تقنية تسمح للجهاز بأخذ قياسات دقيقة للأشياء أو المسافات لدمج العالم الحقيقي والافتراضي مع الواقع المعزز.
اتّضح للعلماء أن المستشعر دقيق بما يكفي لالتقاط التخثر في الدم، حيث ينتج نبضات ليزر بإمكانها تمييز السوائل اعتمادًا على مدى لزوجتها.
وجد الباحثون أنهم كانوا قادرين على التمييز بين الدم المتخثر وغير المتخثر من قطيرة صغيرة موضوعة على شريحة زجاجية.
قياس ضغط الدم باستخدام الهواتف
اخترع باحثون آخرون تقنيات تستخدم الكاميرا في الهاتف لقياس جوانب أخرى من صحة القلب، مثل ضغط الدم.
طوّر باحثون في جامعة تورنتو بكندا، وجامعة هانغتشو نورمال في تشجيانغ بالصين، خوارزميات يمكنها التقاط التغييرات غير المحسوسة في تدفق دم الوجه من مقاطع الفيديو ذاتية التصوير باستخدام الكاميرات الأمامية على الهواتف الذكية .
يمكن أن يكتشف الهاتف حالات أمراض القلب بدقة تصل إلى 80%، ولكنها لا تحدد مقدار الخطر بشكل غير صحيح في 46% من الحالات، مما يعني أنهها قد تسبب بعض القلق غير الضروري بين المرضى إذا لم يسعوا إلى مزيد من التشخيص الطبي المهني.
هناك أيضًا آمال في أن الهواتف الذكية يمكن أن توفر طريقة أرخص وأكثر سهولة في تشخيص أمراض القلب التي يصعب رصدها.
طورت جينيفر ميلر، أخصائية أمراض القلب في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، ومهندسون في جامعة جنوب كاليفورنيا، نموذجًا أوليًا لماسحًا بالموجات فوق الصوتية يمكن ربطه بهاتف ذكي لإنتاج مخططات صدى القلب التي يمكنها مراقبة كيفية تدفق الدم عبر القلب .
على الرغم من أن العديد من هذه التقنيات لا تزال في مراحل البحث والتجربة من التطوير، إلا أن هناك بعض الطرق للتحقق من صحتك بهاتفك بالفعل.
تشير إليزابيث وويكي ، مؤلفة كتاب “الهاتف الذكي: تشريح صناعة”، إلى شركة أمريكية ناشئة تدعى “ريفا” تتعقب ضغط الدم باستخدام كاميرا الهاتف ووميض الكاميرا.
تقول وويكي: “عندما تضع أصابعك على كاميرا الهاتف الذكي يمكنك قياس أشكال الموجات في الأوعية الدموية لتتبع ضغط الدم لديك”.
جوجل في سوق الهواتف الذكية.. الكثير من العمل في الانتظار
