شهدت جلسة إحاطة بمجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، والتي عقدت بناء على طلب تقدم به المبعوث الأممي الخاص لسوريا، غير بيدرسون، استعراض إحصاءات هامة حول الوضع الإنساني في سوريا، بعد 12 عامًا من بدء الصراع، بالإضافة إلى مطالبات بالاستفادة من بعض المواقف الدولية لإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية.
حجم احتياجات الشعب السوري المطلوبة
قالت نائبة مدير قسم العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، غادة مضوي، إن الغالبية العظمى من السوريين لا تزال تواجه تحديات يومية لتلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والصحة والمياه والصرف الصحي والمأوى.
وأشارت مضوي أن 15.3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في جميع أنحاء البلاد، بما يمثّل نحو 70% من سكان سوريا.
وأضافت: “يعاني حوالي 12 مليون شخص، أي أكثر من 50% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي حاليًا، وهناك 2.9 مليون شخص آخر معرض لهذا الخطر”.
وأوضحت مدير قسم العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن سوء التغذية الآخذ في الارتفاع، تسبب في وصول معدلات التقزم وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة.
وذكرت مضوي أن تكلفة التعافي من الأضرار والخسائر الناجمة عن زلزال سوريا تقدّر بنحو 9 مليارات دولار، فيما يبلغ حجم احتياجات التعافي خلال فترة السنوات الثلاث المقبلة حالي 14.8 مليار دولار.
تجدد مساعي إيجاد حل سياسي في سوريا
يرى غير بيدرسون، في النشاط الدبلوماسي المتجدد في منطقة الشرق الأوسط، يمكن أن يشكّل فرصة جديدة لإيجاد حل سياسي في سوريا.
وأشار بيدرسون خلال جلسة الإحاطة، إلى الجهود الدبلوماسية المتسارعة التي حدثت خلال الشهر الماضي، من بينها عقد اجتماع في موسكو بين وزراء خارجية إيران وروسيا وسوريا وتركيا، واجتماع في عمان بين وزراء خارجية مصر والأردن والعراق والسعودية وسوريا، بالإضافة لمشاركة الرئيس السوري في القمة العربية في جدة.
وقال المبعوث الأممي الخاص لسوريا: “من الضروري أن تقترن التحركات الدبلوماسية الأخيرة بأفعال محددة؛ لأن الشعب السوري لا يزال يعاني بشكل كبير ولم يشهد أي تحسن في ظروف حياته اليومية”.
وشدّد غير بيدرسون على أهمية استئناف المسار السياسي السوري، من خلال استئناف عقد اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، مضيفًا: “آن الأوان لرؤية السوريين ينخرطون في الحوار ويعودون لمناقشة مستقبلهم معًا”.
كما أكد بيدرسون على أهمية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بطريقة كريمة وآمنة وطوعية.
وأشار أن آخر استطلاع أجرته مفوضية شؤون اللاجئين، أظهر أن معظم اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق ومصر لا يزالون يأملون في العودة إلى ديارهم يوما مًا.
وقال بيدرسون إن المشاركين في الاستطلاع “يخافون من نقص الخدمات الأساسية والمسكن من ناحية، ومن الخدمة العسكرية والتجنيد الإجباري والتعبئة، والاعتقال والاحتجاز والمضايقات والانتقام من جهة أخرى”.
من ناحية أخرى، شدّد بيدرسون على أهمية معالجة القضايا المتعلقة بمصير المعتقلين والمختفين والمفقودين، قائلًا: “من الصعب تصور أن يكون هناك بناء ثقة بشكل حقيقي دون تحقيق تقدم حول هذه القضية التي تؤثر على كافة السوريين تقريبًا وتعد حيوية للعائلات وللمجتمعات”.
كم يبلغ عدد المدخنين حول العالم؟
صادرات النفط الروسية تسجل أعلى مستوياتها بعد الحرب مع أوكرانيا.. لمن صدّرته؟