علق الجيش السوداني مشاركته في المفاوضات التي ترعاها المملكة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في جدة، للتوصل إلى حل بشأن الصراع العسكري المسلح.
ووفق ما نقلته شبكة “بي بي سي” عن مصادر عسكرية لم تسمها، فإن هذه الخطوة من قبل الجيش جاءت اعتراضًا على استمرار تواجد قوات الدعم السريع في المرافق العامة والخاصة.
واعتبر الجيش أن قوات الدعم السريع أخلت بأحد بنود الاتفاق الذي وافق عليه الطرفان في وقت سابق، والذي نص على انسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين، إلى جانب خرق الهدنة التي وافق الطرفان على تمديدها مؤخرًا لخمسة أيام أخرى.
عدم الالتزام بالمحادثات
كان الجيش السوداني اتهم قوات الدعم السريع في بداية مايو الجاري بعدم الالتزام بالمحادثات التي ترعاها المملكة، وتعمدها إرسال تعزيزات إلى الخرطوم، واستمرارها في الهجوم على مواقع خاصة بالجيش، كم نهبت بنوك.
وعلى أثر ذلك تجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وفي غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بدء مفاوضات مباشرة في جدة بين الجانبين من خلال مبعوثين عن كل طرف في الصراع.
وبدا أن هناك ترحيبًا من الجانبين للتوصل إلى هدنة تسمح بدعم الوضع الإنساني في السودان، ولكن لم يتطرقا إلى حل نهائي بشأن الأزمة.
وتهدف هذه المباحثات التي جاءت بناءً على مبادرة سعودية – أمريكية، إلى إنهاء الصراع الحالي المسلح بين الطرفين، في ظل التخوفات من طول أمد الاشتباكات الذي يُنذر بتدمير السودان بعد تسببه في مئات القتلى وعشرات اللاجئين والنازحين.
اتهامات متبادلة
كان البرهان هدد يوم الثلاثاء الماضي، بأن الجيش سيستخدم “القوة المميتة” لردع العدو، بينما قال دقلو إن قواته لن تتوانى في الدفاع عن نفسها.
واتهم الجيش بخرق الهدنة وقصف مواقع لقوات الدعم السريع في أم درمان والخرطوم، مؤكدًا أن قواته ملتزمة ببنود الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة اندلعت جنوب الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما دفع لجنة الاتصال الدولية للمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار وإيجاد حل جذري للأزمة السودانية.
كانت الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت منذ منتصف أبريل الماضي، والتي أسفرت عن قتلى بالمئات، ونزوح نحو 1.4 مليون شخص، عبر ما يزيد عن 350 ألفا منهم الحدود إلى دول أخرى.
لماذا رفضت الصين طلب أمريكا لعقد اجتماع بين وزيري الدفاع؟