يتوقع محللون سياسيون أن يشهد سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، تراجعًا غير مسبوق في عدد المناظرات التي تجرى بين المرشحين، إذ فقدت الكثير من أهميتها لدى الأكثر حظوظًا في الفوز بمقعد رئيس الولايات المتحدة 2024، فما السبب؟
رؤية “ترامب” و”بايدن” تفسّر الأمر
أشار المحلل السياسي وأستاذ التاريخ والشؤون العامة في جامعة برينستون بولاية نيو جيرسي الأمريكية، جوليان زيليزر، أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، يفكّر في إلغاء كلتا المناظرتين التمهيديتين للجمهوريين، أو واحدة منهما على الأقل.
وقال زيليزر، في مقال رأي نشرته “CNN”، إن “ترامب راقب استطلاعات الرأي الأخيرة، والتي أظهرت تقدمه على مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين، ورأى أنه لا حاجة لمشاركته في تلك المناقشات”.
وفيما يخص الرئيس الحالي، جو بايدن، قال زيليزر إن “اللجنة الوطنية الديمقراطية ليس لديها أي جدول لإجراء مناقشات أولية”، معتبرًا أنها “خطوة تساعد ايدن وتؤذي منافسيه روبرت إف كينيدي جونيور وماريان ويليامسون”.
وأضاف المحلل السياسي أن “الديمقراطيين لا يرون كيندي أو يليامسون كمنافسين جيدين، وهو ما يسمح لبايدن بالتركيز في حملته الانتخابية على إظهار كيف أنه يؤدي مهمته كرئيس للبلاد بنجاح”.
وأشار أستاذ التاريخ والشؤون العامة أن “عدد المناظرات لكل حزب عرضة للتغيير، حيث ترامب، على سبيل المثال، يمكن أن يكون مخادعًا، ويمكن لمنافسي بايدن أن يكونوا أكثر جدية، مما سيدفع اللجنة الوطنية الديمقراطية لتحديد موعد لبدء النقاشات”.
وواصل: “من الممكن أن تلعب المناظرات دورًا أصغر بكثير في عام 2024 مما كان عليه الأمر في عام 2016 أو في عام 2020، وإذا اختار الجمهوريون والديمقراطيون ترشيح بايدن وترامب، فقد يختار العديد من الأمريكيين أيضًا إلغاء أي مناظرات؛ لأنهما على دراية بكلا المرشحين”.
كيف كانت المناظرات مؤثرة تاريخيًا؟
يعتبر الوضع الحالي خروجًا عن القاعدة، لأن المناظرات كانت جزءًا كبيرًا من السياسة الرئاسية منذ الحرب العالمية الثانية.
حصل ريتشارد نيكسون على الكثير من شهرته بمواجهة جون إف كينيدي في عام 1960، حيث شاهد حوالي 70 مليون أمركي أول سلسلة مناظرات متلفزة الحية بين المرشحين الرئاسيين الرئيسيين، وبينما بدا نيكسون متوترًا ومريضًا، ظهر السناتور الشاب واثقًا في نفسه، مما حقق له الكثر من الرواج حينها.
لعبت المناظرات أيضًا دورًا كبيرًا في حملة عام 2016، حيث شارك المرشحان الديمقراطيان هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز في عدد من المواجهات من هذا النوع حول مبادئ الحزب.
وفي هذه الأثناء، بدت مناظرات الجمهوريين وكأنها نزالات قتال حقيقية، حيث أخذ “ترامب” يتفوّق على خصومه واحدًا تلك الآخر، إما بالأسلوب الحاد أو المزاج.
وعلى النقيض من هذا، لم تكن نقاشات عام 2020 قوية إلى هذا الحد، على الرغم من استمرارها في لعب دور رئيسي في الانتخابات.
في تلك المناظرات، كان على “بايدن” أن يواجه عددًا من اللحظات الصعبة، على سبيل المثال، عندما انتقدته كامالا هاريس؛ لمعارضته الحافلات المدرسية كوسيلة لإلغاء الفصل العنصري في السبعينيات.
قال “بايدن” لاحقًا إنه “يدعم الاندماج في المدرسة، لكنه عارض الدمج في الحافلات فقط؛ لأنه يعتقد أن لها تأثيرًا سلبيًا”.
على الجانب الجمهوري، رفض “ترامب” مناقشة خصومه الأساسيين، وعندما حان وقت المناظرة ضد “بايدن”، أظهر الأخير أنه أكثر حدة مما توقعه الكثيرون، بينما استمر “ترامب” في قول أي شيء بطريقة فوضوية.