عالم سياسة

التنافس الجمهوري.. هل ينتزع ديسانتيس الترشح لمقعد الرئاسة من ترامب؟

ترامب ديسانتيس

يبدو أن سباق الجمهوريين على الانتخابات الرئاسية سيحتدم خلال الفترة المقبلة، خصوصًا بعد أطلق رون ديسانتيس حملته الانتخابية للتنافس في انتخابات 2024.

ويُنظر إلى ديسانتيس على أنه المنافس الرئيسي للرئيس االسابق دونالد ترامب، باعتبار أن الاثنين محسوبان على الحزب الجمهوري.

وفي حين أن ترامب يتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب الجمهوري، إلا أن ديسانتيس يعوّل على سمعته الخالية من أي شائبة وكذلك إنجازاته التي حققها منذ بداية عمله في السياسية المتعلق معظمها بالقيم المحافظة.

في المقابل، لم تشهد السنوات الأربع من حكم ترامب سوى بعض الإنجازات التشريعية البسيطة، بالإضافة إلى بعض الاتهامات والقضايا التي نالت من سمعته.

معركة القيم

كانت الفترة التي شغل فيها ديسانتيس منصب حاكم فلوريدا زاخرة بالمواجهات، من أجل إقرار قوانين تدعم مبادئه وكذلك معتقدات أغلب الناخبين الجمهوريين في وجهة نظره.

وكان من بين القضايا التي حارب من أجل إصدار قوانين تنظمها هي: تسهيل حمل السلاح، وتقنين تدريس الهوية الجنسية في المدارس، بالإضافة إلى تقنين عمليات الإجهاض.

وكانت هذه القوانين هي العامل الأكبر في الخلاف الذي نشأ بينه وشركة ديزني -إحدى الشركات التي يرى أنها تتبنى أجندة ليبرالية – إذ انتقدت قوانين فلوريدا التي تقيد المدرسين في تدريس الجنس والهوية الجنسية.

وبحسب كاتبة العمود والمحللة السياسية في فلوريدا، ميرا آدامز، فإنه على الرغم من أن ديسانتيس يتبنى حقًا مجموعة من القيم المحافظة، إلا أنه يسوّق لذلك من أجل الحصول على أصوات ناخبي ترامب.

كما يدعم حديثه بقدرته الدائمة على الفوز والتي شهدتها مسيرته السياسة، سواء كان ذلك في انتخابات الكونغرس أو كحاكم لولاية فلوريدا.

وما يؤكد ذلك هو ما قاله في زيارة لولاية أيوا منذ أسبوعين: “يجب أن نرفض ثقافة الخسارة التي أثرت على حزبنا في السنوات الأخيرة”، في إشارة منه إلى رفض ترامب قبول خسارته في انتخابات الرئاسة 2020، والتي كان لها تأثير سيئ على نتائج الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس العام الماضي.

قوة المنافس الجمهوري

بالنظر إلى المميزات السابقة، فإن ديسانتيس يبدو وأنه الأوفر حظًا من منافسه الجمهوري ترامب، ولكن الأمر مختلف تمامًا على أرض الواقع.

بمقياس الناخبين والقدرة على على فرض الشخصية من خلال وسائل الإعلام، فإن ترامب لا يزال متقدمًا بنسبة واضحة، وهو ما أظهرته استطلاعات الرأي خلال العام الماضي.

وتُشير نتائج الاستطلاعات إلى أن شعبية المرشحين الجمهوريين ربما تكون متساوية، بل إن ديسانتيس متقدم على ترامب أحيانًا، ولكن ترامب حصل على أكثر من 50% من أصوات الناخبين وفق استطلاعات أخرى، وجاء بعده مباشرة حاكم فلوريدا.

ولذلك فإن ديسانتيس أمامه تحد بأن يحصل على أصوات ناخبي ترامب المترددين، لأن حتى وإن نجح في إقناع الناخبين الذين لا ينوون التصويت لترامب، بانتخابه، فإن فرصته في التقدم على منافسه الجمهوري ستظل ضئيلة.

نقاط ضعف ديسانتيس

في حين أن حاكم فلوريدا يبدو واثقًا من قدراته إلى حد كبير، إلا أنه لم يسلم من الانتقادات اللاذعة لشخصيته ومبادئه السياسية.

وفي رأي حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية، نيكي هيلي، فإن ديسانتيس ليس سوى “صدى صوت” لترامب، كما أنه يفتقد مقومات الخيار الحقيقي كرئيس للبلاد.

ويرى معظم المؤدين للرئيس السابق أن المنافس الجمهوري الجديد يتمتع برغبة أقل في المشاركة في السياسة الشخصية، كما أن نشاطه محدود.

فيما وصفه مدير حملة نيكي هايلي، بحسب ما نشرته بوليتكو عن تسريب حصلت عليه، بأنه “ترامب بلا سحر”، أي أنه لا يتمتع بنفس مقومات الشخصية الجاذبة.

وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأمور لا تحسم السباق الرئاسي، خصوصًا وأن ديسانتيس يملك شخصية ليست سهلة، كما أن الأرقام التي لا يبدو أنها تنصفه حاليًا قد تتغير في المستقبل القريب، بحسب آدامز.

ويمكن أن تتغير قواعد اللعبة بالنسبة لديسانتيس في ظل القضايا والاتهامات التي يواجهها ترامب، والتي ربما تتسبب في تراجع شعبيته.

وتقول آدامر إن ديسانتيس أمامه فرصة ليكون بديلًا لترامب ولكن بنسخة أصغر وأسرع وأكثر ذكاءًا، وقد يكون ذلك هو السبب وراء نظر حملة الرئيس السابق لحاكم فلوريدا على أنه التهديد الأكبر لهم.

الخطوات المقبلة

ومن المقرر أن يبدأ المرشحان الجمهوريان في سلسلة من المناظرات التليفزيونية خلال الأشهر المقبلة، ومن ثم إجراء انتخابات في كل ولاية منفردة في فبراير المقبل، والمعروفة باسم “الانتخابات التمهيدية”.

ستحسم نتائج الانتخابات التمهيدية الفائز بالنسبة الأكبر من الأصوات، وسيتم الإعلان عنه خلال الصيف القادم، على أن يواجه هذا المرشح منافسه الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن، في الانتخابات العامة في نوفمبر 2024.

ماذا يحدث لرواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض؟

ارتفاع في مبيعات الشاحنات الكهربائية

مع بدء العد التنازلي للجولة الثانية.. دليلك لمعركة الانتخابات التركية