يزداد الترقب في الداخل والخارج التركي للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية والمقرر أن تنطلق في 28 مايو الجاري، والتي ستحسم نتائج المعركة بإعلان الفائز بمقعد الرئاسة.
وخلال الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو، لم يستطع الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان اقتناص الفوز، إذا حصل على نسبة 49.5% من الأصوات بفارق ضئيل عن نسبة النجاح.
فيما حصل منافسه كمال كيليجدار أوغلو، والذي حظي بدعم من 6 أحزاب معارضة من بينهما اثنين من حلفاء أردوغان السابقين، على حوالي 45٪ من الأصوات، أي أقل بنحو 2.5 مليون صوت من منافسه.
وبناءًا على هذه النتائج، فإن كفة أردوغان – الذي يتولى السلطة منذ أكثر من 20 عامًا – هي الراجحة للفوز بخمسة أعوام أخرى من قيادة تركيا، الدولة البالغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.
ويعود الاهتمام العالمي بالانتخابات – الذي يصفها البعض بأنها الأكثر أهمية في تاريخ تركيا – إلى كونها عضوًا في حزب شمال الأطلسي “الناتو”، ولذلك فإن الغرب والشركاء الآخرين مثل روسيا، يترقبون أيضًا مسار الجولة المقبلة.
مميزات أردوغان
شهدت الفترة الأخيرة من حكم أردوغان عدة ضربات كان من بينها أزمة الاقتصاد التركي الناتجة عن ارتفاع معدلات التضخم إلى 44%، إلى جانب الزلازل المدمرة التي نتج عنها أكثر من 50 ألف قتيل، وكذلك اتجاه الدولة للسلطوية بشكل كبير.
وتعرض أردوغان وحزبه لانتقادات واسعة من الشعب ردًا على هذه التغيرات، وكانت الانتخابات هي أمل المعارضة – الذين تعرضوا لحملات قمع واعتقال واسعة ردًا على محاولات الانقلاب الفاشلة في 2016 – في الإطاحة بحكمه.
ولكن في نفس الوقت فأردوغان البالغ من العمر 69 عامًا، يحظى بعدة مميزات عن خصمه ومنها أن حزبه “العدالة والتنمية”، والمحسوب على جماعات الإسلام السياسي، يحكم تركيا منذ عام 2003.
وعلى الرغم من أن ناخبي تركيا البالغ عددهم 64 مليون نسمة مستقطبون بشدة، إلا أن أردوغان لا يزال يحظى بأصوات 60% من سكان المدن التي تُعتبر معاقله، كما كان له الفرصة في التواجد لساعات على شاشات التليفزيون لتسويق حملته في أبريل الماضي.
وظهر عبر الشاشات لمدة 32 ساعة و42 دقيقة من البث، ويرجع ذلك لسيطرة حلفائه على معظم وسائل الإعلام، وهو ما جعل المراقبون الدوليون يقرون بأن هناك تغطية منحازة للانتخابات.
المنافس الأبرز
يُنظر إلى كمال كيليجدار أوغلو، البالغ من العمر 74 عامًا، على أنه المنافس الطيب لأردوغان ولكنه اختيار غير مرجح للفوز على أردوغان.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن أوغلو – الذي تعرض إلى سلسلة من الهزائم الانتخابية على رأس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي – قد يتفوق على منافسه، وفي حين أن ذلك لم يحدث، إلا أنه نجح في الدفع بأردوغان إلى جولة ثانية.
ويُعلق أوغلو آمالًا على دعم الناخبين القوميين والأكراد، لتحقيق تقدم في الجولة الثانية، ولكنه أمر ليس سهلًا خصوصًا وأن القوميين يريدون أن يتخذ الرئيس المقبل موقفًا أكثر صرامة تجاه المسلحين الأكراد.
كما أن موقف أوغلو من اللاجئين السوريين واضح، إذ تعهد في الفترة التي سبقت الجولة الثانية بإعادة 3.5 مليون لاجئ سوري إلى الوطن.
كما أن اختيار أوغلو لم يلق شعبية عالمية لأن رؤساء بلديات إسطنبول وأنقرة من المحتمل أن يكونوا مرشحين أقوى، وعندما لفت مرشح المعارضة النظر إلى أصوله التي تمتد للأقلية العلوية في تركيا، اتهمه أردوغان بالسعي لاستغلالها.
ويسعى تحالف الأمة الذي ينتمي إليه أوغلو، إلى إعادة تركيا من النظام الرئاسي الذي تم إنشاؤه في عهد أردوغان إلى نظام يقوده البرلمان.
انتزاع الأصوات
بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 89٪ تقريبًا بين الناخبين في تركيا، ويتطلب فوز أوغلو على أردوغان في الجولة الثانية حوالي 2.8 مليون صوت، وخصوصًا بعد أن أعلن المنافس صاحب المركز الثالث سنان أوغان دعمه لأردوغان.
وتتوقع أبحاث مركز “أريا” لاستطلاعات الرأي أن ترتفع نسبة التصويت لأوغلو إلى 48%، فيما توقعت دراسة لمركز “أوبتيمار” لأبحاث واستطلاعات الرأي أن تذهب 25% من أصوات أوغان إلى أردوغان، و25% آخرين إلى أوغلو.
وبحسب الاستطلاعات، أكد 19% أن لن يشاركوا في الاقتراع خلال الجولة الثانية، بينما 28% لم يقرروا بعد.
نيويورك تايمز: تركيا ستكون في ورطة أيًّا كانت نتيجة الانتخابات!
هل تنهي الانتخابات التركية حكم “أردوغان” الذي استمر 20 عامًا؟
الجولة الثانية للانتخابات التركية.. لمن سيصوّت من لم يؤيدوا “أردوغان” أو “أوغلو” سابقًا؟