استطاعت أكثر من ألف شركة ناشئة في الولايات المتحدة أن تحقق رأس مال يزيد عن مليار دولار في آخر 25 عامًا، لتُحقق بذلك أسطورة “يونيكورن” أو ما يُطلق عليها الشركات أحادية القرن.
وفي حين أن بعض هذه الشركات الناشئة قد تتطور لتصبح أسماء معروفة، إلا أن البعض الآخر يخضع لعمليات الاستحواذ أو البيع أو الدمج من قبل شركات أخرى.
ومنذ عام 1997، تعرضت أكثر من نصف 1110 شركة أحادية القرن في الولايات المتحدة لشكل من أشكال التغير في ملكيتها، إما من خلال الاكتتاب العام أو الإدراج المباشر أو الاستحواذ.
وقدّم أستاذ التمويل والأسهم الخاصة في كلية الدراسات العليا للأعمال بجامعة ستانفورد، إيليا ستريبولايف، من خلال موقع “visualcapitalist”، تصورًا يعرض الشركات التي استحوذت على معظم الشركات أحادية القرن على مدار ربع قرن.
ووفق التصور، بلغت عمليات الاستحواذ حوالي 177 عملية، قامت بها 137 شركة عامة وخاصة بحسب بيانات ستريبولايف.
أكبر المستحوذين
إجمالًا، استحوذت 27 شركة على اثنين أو أكثر من شركات يونيكورن، وهو ما يمثل ما يقرب من 38٪ من جميع عمليات الاستحواذ، فيما استحوذت 110 شركة على شركة ناشئة واحدة فقط.
وتأتي شركة “Meta” الشركة الأم لفيسبوك، في صدارة الشركات التي حصلت على أكبر عدد من عمليات الاستحواذ على الشركات الناشئة أحادية القرن في الولايات المتحدة.
إذ قامت بشراء 5 شركات يونيكورن منذ تأسيسها في عام 2008، بما فيها Kustomer و WhatsApp و Instagram و CTRL-Labs وOculus VR.
وكانت صفقة الاستحواذ على واتساب هي الأعلى قيمة بالنسبة للشركة، بحوالي 19 مليار دولار، إذ تُعتبر أكثر من 9 أضعاف عمليات الاستحواذ الأكثر تكلفة التي تمت بعد ذلك من قبل الشركة.
في المرتبة الثانية جاءت كلا من شركتي Alphabet الشركة الأم لـ “غوغل”، وCisco، بأربع عمليات استحواذ على شركات يونيكورن في الولايات المتحدة لكل منهما.
واستحوذت ألفابت على: YouTube وActifio وNest Labs وLooker Data Sciences.
فيها استحوذت سيسكو على: Cerent ،Duo Security ،AppDynamics ،Jasper.
وقامت شركة Apple بعملية استحواذ وحيدة على يونيكورن في الولايات المتحدة، وهي شركة الملاحة HopStop، التي ساعدت في تحسين ميزات النقل في خرائط آبل.
هل عمليات الاستحواذ على يونيكورن تتباطأ؟
ترتبط عمليات الاستحواذ على الشركات أحادية القرن بعاملين أساسيين وهما: المعدل الذي تُدشن به شركات يونيكورن جديدة، وكذلك مناخ عمليات الاندماج والاستحواذ.
ويتأثر إنشاء شركات جديدة ببيئة تمويل المشروعات، إذ تزداد فرص التمويل عندما تنخفض أسعار الفائدة، مما يجعل الأفكار ذات المخاطر العالية والمغامرة أكثر إغراءًا.
وخلال العقد الأخير الذي شهد معدلات منخفضة لأسعار الفائدة حتى عام 2022، ازدهرت الشركات أحادية القرن أكثر من أي وقت مضى.
في غضون ذلك، عندما بدأت شركات التكنولوجيا مثل آبل ومايكروسوفت وألفابت وميتا، في تحقيق أرباح ضخمة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان المستثمرون المغامرون يتطلعون إلى الاستحواذ على الشركات الناشئة في مجال التقنية.
وكان هدف شركات التقنية العملاقة من هذه العمليات هو دعم استثماراتهم وسحق المنافسين المحتملين.
ولكن مؤخرًا، شهدت تقييمات الشركات الناشئة المملوكة للقطاع الخاص انخفاضًا خلال السنوات الأخيرة، وهذا يعني أن عمليات الاستحواذ قد تكون أكثر ندرة خلال الفترة المقبلة، على الأقل حتى تتوقف السياسة النقدية عن التشديد.
كما أن التضخم المستمر ومقاومة الحكومة لمكافحة الاحتكار، كانت من بين العوامل الأخرى التي أدت إلى انخفاض عمليات الاستحواذ على الشركات الناشئة المدعومة من رأس المال المغامر إلى أدنى مستوياتها خلال 10 سنوات.
ولا شك في أن التقييم المنخفض لشركات “يونيكورن” يساهم بشكل كبير في صعوبة الحصول على مشتر، مما يعني أن بعض هذه الشركات قد تفقد قيمة المليار دولار الخاصة بها حتى عندما يتم الاستحواذ عليها.
ما هو الاستحواذ المصرفي ومتى يُستخدم؟
بعد عرض ماسك شراء تويتر.. هذه أكبر صفقات الاستحواذ في التاريخ