يعيد موقف المملكة الداعم للسودان في الأزمة التي تعيشها الأخيرة؛ بسبب الصراع بين الجيش وقوات الجعم السريع، إلى الأذهان تاريخ طويل من حرص حكام السعودية على مصالح الأشقاء هناك، وتقديم يد العون لهم مهما تطلّب الأمر، ومن هذا ما قدّمه الملك فهد بن عبدالعزيز، في بداية حكم رئيس السودان السابق، عبدالرحمن سوار الذهب.
حكى عبدالرحمن سوار الذهب، في مقابلة تعود لسنة 2016، مع برنامج “قهوة تركية” على قناة “TRT” أنه “حينما تسلّم السلطة بعد حل الحكومة اجتمع بوكلاء الدوائر مساءً؛ للتعرف على الأوضاع في السودان، لأنه كان على علم بأوضاع وزارة الدفاع فقط باعتباره الوزير”.
وأضاف سوار الذهب: “لما استدعيت الوكلاء وبدأت أستمع إلى أحوالهم لم يذكر أحد فيهم وزارته بخير، وأخذوا يشيرون إلى ما ينقصهم، وكانت أشياء مزعجة للغاية”.
وواصل: “أسوأ من ذلك، أن مسؤول البترول أخبرني أن المتوفر لدينا يكفي لـ 7 أيام فقط، ولا نمتلك عملة صعبة لشراء بديل، والقطاع الزراعي لم يكن لديه مدخلات للزراعة، على الرغم من أنه كان مقبل على موسم طيب بعد سنوات من الجفاف، كما أن وزارة المالية اشتكت من حلول موعد سداد أقساط الديون، مع عدم توفر الأموال لتغطيتها”.
وقال رئيس السودان السابق: “في اليوم الثاني، عندما جاء السفير السعودي، نقل لي تهاني جلالة الملك فهد الله يرحمه، وأبلغني تحياته وأنه يبارك الأوضاع الجديدة ويدعو لنا بالتوفيق، ثم طلب منا أن نرسل مندوب بمطالبنا”.
وتابع: “جمعت بعض وكلاء الوزارات وأرسلناهم بطائرة، فاستقبلهم الملك فهد ليلًا، على الرغم من أنه لم يكن يستقبل الوفود في المساء، وحينما شرح له الوفد طبيعة الأوضاع، أمر بصرف 60 مليون دولار للسودان، وبكميات وفيرة من البترول”.
وختم: “وصلتنا العبارات في اليوم التالي تحمل البترول لتفرّغه في ميناء بور السودان، وفي نفس الوقت وصل التحويل النقدي بقيمة 60 مليون دولار، وكانت المساعدات كافية لحل مشاكل السودان”.
https://twitter.com/alekhbariyatv/status/1658827413575602177
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وجّه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم مساعدات إنسانسة متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، إلى جانب تنظيم حملة شعبية عبر منصة ساهم لتخفيف أثر الأوضاع التي يمر بها الشعب السوداني خلال الأزمة التي بدأت يوم 14 أبريل 2023.
وتنفرد المملكة بأنها أول من صنع ممرًا آمن لنقل الرعايا من السودان، وأول من أرسل بعثة طبية تطوعية، والبادر باستضافة محادثات السلام.
على مدار أكثر من 7 عقود.. أهم قرارات قمم جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية.. تاريخ طويل من محاولات لم شمل العرب وتوحيدهم
من الخشب إلى النحاس.. الجدار القبلي وحاجز المقصورة الشريفة بالمسجد النبوي في حُلّة جديدة
