تعتمد المؤسسات غير الربحية، مثل الجامعات والجمعيات الخيرية، على صناديق الوقف لاستثمار أصولها؛ لدعم العمليات المستقبلية والمشاريع الهامة، فأين توجد أكبرها حول العالم؟
أنواع أموال الوقف
بشكل عام، هناك أربعة أنواع رئيسية من هياكل الوقف، على النحو التالي:
– الهبات غير المقيدة: يتم استخدام الأصول وفقًا لتقدير المؤسسة الكامل.
– الوقف لأجل: هيكل صندوق ذو فترة زمنية محددة قبل أن يتم إنفاق رأس المال.
– شبه الوقف: تبرع للوقف لغرض معين لاستخدام رأس المال.
– الهبات المقيدة: يتم الاحتفاظ بالقيمة الرئيسية من التبرعات إلى الأبد ويمكن فقط استخدام العوائد الناتجة عن رأس المال.
بالإضافة إلى ذلك، لكل صندوق هبات نظام مختلفة فيما يتعلق بعمليات السحب، واستخدام الأموال، وفلسفة الاستثمار العامة.
أكبر صناديق الوقف حول العالم
تمثّل أكبر 50 صندوق هبات أكثر من تريليون دولار من الأصول، فمثلًا صندوق جامعة “هارفارد”، يمتلك أوقافًا أكبر من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لدول مثل صربيا أو بوليفيا أو سلوفينيا.
يقع مقر أكبر صندوق هبات، في مدينة سولت ليك بولاية يوتا الأمريكية، ويدير أصول كنيسة “مورمون”، والتي تضم أكثر من 16 مليون عضو في جميع أنحاء العالم.
ولدى الوكالة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا أكثر من 80 مليار دولار من الأصول والمكاتب في باريس وواشنطن وسنغافورة وبكين.
ويأتي صندوقان فقط من الشرق الأوسط، يتبعان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والهيئة العامة للأوقاف.
تحتل جامعة الملك عبدالله المرتبة 95 بين جامعات العالم، ويبلغ إجمالي قيمة صندوق الاستثمارات الخاص بها 23.5 مليار دولار.
وتبلغ أصول الهيئة العامة للأوقاف 11 مليار دولار، وقد تم تأسيسها كهيئة عامة لإدارة الأوقاف وتعزيز أهداف المملكة العربية السعودية المختلفة للتنمية المجتمعية.
تترجم “الأوقاف” باللغة العربية بشكل فضفاض إلى الأصول التي يتم التبرع بها أو شراؤها لأسباب خيرية عامة أو محددة تعود بالنفع على المجتمع.
وعلى الجانب البيئي، توجد منظمة “Nature Conservancy”، التي تمتلك أصولًا تبلغ 7.8 مليار دولار، وتشير التقديرات إلى أن المؤسسة الخيرية هذه قامت بحماية أكثر من 100 مليون فدان من الأراضي.
هيمنة للجامعات الأمريكية
الجامعات هي إحدى الفئات الرائدة في عالم صناديق الأوقاف، وخاصة تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حيث تشكّل 39 من أفضل 50 صندوقًا، 35 منها مقرها في أمريكا.
تاريخيًا، كانت جامعة “هارفارد” هي الأكبر، لكن ستانفورد تقدمت في السنوات الأخيرة، إذ تمتلك جامعة الأخيرة 75 مليار دولار من الأصول مقارنة بـ 73 مليار دولار في الأولى.
لم تمر هذه المبالغ الطائلة دون أن يلاحظها أحد، وتواجه جامعات النخبة انتقادات متزايدة في بعض الدوائر.
قال رائد الأعمال الأمريكي، البروفيسور سكوت جالاوي: “عندما يبلغ إجمالي عدد الطلاب الجدد المعترف بهم في جامعة هارفارد 1400 شخص، ولديهم منحة تمثل الناتج المحلي الإجمالي للسلفادور، فهم ليسوا مؤسسة غير ربحية، إنهم صندوق تحوّط يقوم بتعليم أطفال مستثمريهم”.
ومع ارتفاع ديون الطلاب إلى 1.6 تريليون دولار، من المحتمل أن تواجه هذه الجامعات انتقادات أكبر حول كيفية استخدامها للثروة المتاحة لها في صناديق الهبات.
مكافأة كبرى للإبلاغ عن الأوقاف المجهولة في السعودية.. فما هي شروطها؟