جنى قطاع البناء ثمار الاستثمارات في تقنيات التشييد الحديثة، والتي نتج عنها ابتكارات جديدة وأفضل للقيام بكل شيء، بما في ذلك بناء الهياكل الكبيرة والعقارات الصغيرة بكفاءة أعلى من ذي قبل، وبتكلفة أقل، فما أبرزها؟ وكيف تخدم تلك الصناعة؟
اكتشاف مواد بناء جديدة
تسيطر مواد البناء الجديدة على العديد من أسواق العالم هذه الأيام، ولعل أبرزها الجبس المقوى بالألياف الزجاجية.
يتم الآن تصنيع ألواح الجدران من ألواح الجبس المقواة بالألياف الزجاجية؛ من أجل توفير قوة إضافية وعزل أفضل، والتي تتميز بمرونتها أيضًا.
تساهم تلك الألواح في تخفيض تكاليف البناء بنسبة 20% في المتوسط، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون التخفيض أكبر، خاصةً عندما يتم دمج المواد الجديدة مع التصميمات الأحدث التي تستفيد بشكل كامل منه.
وهناك أيضًا من ضمن المواد الجديدة الألواح مسبقة الصب الأخف وزنًا والأكثر متانة، وكذلك الطوب المتين الذي يتشابك مع بعضه البعض بدون أسمنت.
أدوات تخطيط أفضل
التخطيط جزء كبير من أي مشروع إنشائي، وحاليًا، يمكن أن يساعد وحده في تقليل تكلفة بناء الهياكل الكبيرة بنسبة هائلة تصل إلى 10%، من خلال جدولة المواد بعناية، وإنشاء تصميمات ورسومات فعالة، وتوفير المزيد من الموارد لإدارة المشروع.
أصبحت أدوات “CAD” أكثر تقدمًا، لذا فإن تخطيط المشاريع بالرسومات الفنية التفصيلية أسهل كثيرًا.
لا يتوقف الأمر عند تصميم الهيكل نفسه، إذ يمكن لعمّال الكهرباء استخدام برنامج التقدير الكهربائي للتخطيط الدقيق للعمالة وتكلفة تركيب الأنظمة الكهربائية المشتركة للمباني الكبيرة.
ويمكن تخطيط كل شيء بدءًا من إمدادات الطاقة إلى البنية التحتية الداعمة والإضاءة.
عملية المسح وتحديد الموقع الجغرافي أصبحت أسهل
ظهرت تقنيات تجعل مسح المواقع أسهل وبأسعار معقولة، مثل الطائرات بدون طيار، والتي تساعد في كشف تفاصيل المناطق الصعبة، والجزء الخارجي من الهياكل الكبيرة أيضًا.
على سبيل المثال، يمكن للطائرات بدون طيار المزودة بأجهزة استشعار خاصة مثل السونار أن تساعد في مواجهة التحديات الجديدة مثل مسح مواقع البناء الكبيرة وجمع تفاصيل خصائص الأرض.
وغالبًا ما يتم استخدام تحديد الموقع الجغرافي جنبًا إلى جنب مع الطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات، بشكل أساسي لأغراض الاستطلاعات والتتبع.
هذا الأخير هو في الواقع مهم جدا، حيث مشاريع البناء الأكبر تستخدم أجهزة إنترنت الأشياء لتتبع عمليات تسليم المواد وثروة من الموارد الأخرى، مما يؤدي إلى إدارة مشاريع تعتمد على البيانات وزيادة كبيرة في كفاءة التكلفة.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
في الماضي، كانت الطباعة ثلاثية الأبعاد متاحة فقط على نطاق صغير وباختيار محدود من المواد، ولكن يمكن اليوم طباعة ألواح الجدران بالكامل، وهياكل الدعم المعدنية، وحتى المباني بأكملها.
توجد الطابعات ثلاثية الأبعاد الأكبر حجمًا بشكل أكثر شيوعًا في مواقع البناء، والتي يمكنها طباعة إطارات النوافذ المعدنية والزخارف الخشبية وأجزاء كبيرة من الهياكل الداعمة ثلاثية الأبعاد في غضون ساعات.
وفي حين أن الطابعات ثلاثية الأبعاد لا تزال باهظة الثمن نسبيًا، إلا أنها تتميز بالجودة العالية والحرفية الشديدة في تقديم منتج نهائي بمواصفات عالية.
كم توفّر تقنيات البناء الحديثة في تكلفة التشييد إجمالًا؟
أكد الخبير في قطاع البناء والتشييد، المهندس سعيد كدسة، أن التقنيات الحديثة بإمكانها خفض تكلفة تشييد العقارات.
وقال كدسة في مقابلة عبر الفيديو مع برنامج “الراصد” على قناة الإخبارية: “إن الخبراء يبحثون في تقنيات البناء الحديثة عن تقليل التكلفة وتوفير الوقت ورفع الجودة”.
وأضاف: “التكلفة عامل مهم جدًا، والتقنيات الحديثة توفّر في حدود من 30% إلى 40% من الأسعار المتعارف عليها في النظام الشائع”، مشيرًا أن “تلك التقنيات صديقة للبيئة، وتتحمل الأجواء، وتأخذ في الاعتبار الخصائص الجغرافية”.
فيديو | الخبير في قطاع البناء والتشييد م. سعيد كدسة: تقنيات البناء الحديث ستخفض أسعار الوحدات السكنية من 30 إلى 40 %#الراصد pic.twitter.com/IBoQXm3S2T
— الراصد (@alraasd) May 14, 2023
الماس المصنوع في المختبر.. هل هو فعلا غير حقيقي؟ وكيف ينتج؟
محطات من مسيرة الفنان الراحل فهد الحيان.. أحد رموز الكوميديا السعودية