يعيش نحو ثلث الأشخاص على مستوى العالم بألم مزمن -الألم الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر- ويوصف لملايين الأشخاص مضادات الاكتئاب للتخفيف من الألم.
لكن وجدت مراجعة جديدة لبحث سابق، أن معظم مضادات الاكتئاب المستخدمة لتخفيف الألم المزمن يتم وصفها دون أدلة موثوقة كافية على فعاليتها.
دواء واحد فقط
وجدت دراسة استمرت عامين أجرتها مجموعة كوكرين غير الربحية أن مضادًا واحدًا فقط للاكتئاب، وهو دولوكستين، كان فعالًا لتخفيف الآلام على المدى القصير بناءً على الأدلة المتاحة.
قالت المؤلفة الرئيسية تامار بينكوس، الأستاذة والباحثة في مجال الآلام المزمنة في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة: “هذا مصدر قلق عالمي للصحة العامة. الألم المزمن يمثل مشكلة للملايين الذين يوصف لهم مضادات الاكتئاب دون دليل علمي كاف”.
اشتملت المراجعة على 176 دراسة مع ما مجموعه 28664 مشاركًا وبحثت 25 مضادًا مختلفًا للاكتئاب.
بحثت الدراسات بشكل أساسي في 3 أنواع من الألم المزمن: الألم العضلي الليفي وآلام الأعصاب وآلام العضلات والعظام، وكان متوسط مدة الدراسة 10 أسابيع.
وقالت الدراسة إن أكثر مضادات الاكتئاب الموصوفة شيوعًا للألم المزمن على مستوى العالم هي الأميتريبتيلين، والدواء له آثار جانبية كبيرة، لذلك فهو يوصف لعلاج الصداع النصفي والألم المزمن مثل اعتلال الأعصاب السكري.
وجد المؤلفون أن معظم الدراسات حول فعالية الأميتريبتيلين كانت صغيرة وأن الأدلة لم تكن موثوقة.
وشدد الباحثون على أن أي شخص يتناول مضادات الاكتئاب لتخفيف الآلام المزمنة يجب أن يتحدث إلى طبيبه قبل التوقف عن تناول الدواء.
الألم ليس واحدًا
يُعتقد أن مضادات الاكتئاب تساعد في تخفيف الألم لأن أجهزة الجسم التي تنظم الحالة المزاجية والألم تتداخل، كما أوضح ريان باتيل، زميل باحث يدرس الألم المزمن في مركز ولفسون للأمراض المرتبطة بالعمر في كينجز كوليدج لندن.
وقال إن السؤال الرئيسي الذي يجب على الباحثين الإجابة عليه ليس ما إذا كانت الأدوية المضادة للاكتئاب فعالة في علاج الألم ولكن لمن تعتبر مضادات الاكتئاب فعالة؟
وأضاف: “حتى عندما يكون سبب الألم المزمن واحدًا، فإن التغيرات البيولوجية التي تحدث في الجهاز العصبي متنوعة، ولذا فليس من المستغرب أن يظهر الألم بشكل مختلف من شخص لآخر، ولن يستجيب الجميع لنفس الأدوية”.
الاستخدام طويل المدى
ووجدت المراجعة أنه حتى بالنسبة لمضاد الاكتئاب دولوكستين، لم يكن هناك بحث يركز على الاستخدام طويل الأمد للدواء.
وذكر تقرير الدراسة أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تعالج أي آثار غير مرغوب فيها لاستخدام مضادات الاكتئاب للألم المزمن.
قالت الدكتورة كاثي ستانارد، الاستشاري البارز في المعهد الوطني البريطاني للتميز في الرعاية الصحية: “إنه من المهم التأكيد على الجوانب الاجتماعية و التأثيرات النفسية على كيفية شعور الناس بالألم وأهمية علاقة المريض بطبيبه”.
وأضافت أن التدخلات غير الصيدلانية، مثل دعم التنقل وإدارة الديون والصدمات النفسية والعزلة الاجتماعية، من المرجح أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من الألم.
لماذا تتسبب الوجبات الخفيفة المقلية في الإصابة بالاكتئاب؟
ما العلاقة بين الإفراط في الأكل والاكتئاب؟ وكيف يمكن السيطرة عليه؟
