غالبًا ما يصعب علاج الفيروسات كونها قابلة للتكيف مع مختلف الظروف، الأمر الذي يصعب عملية القضاء عليها، ويجعلها تمثل خطرًا على صحة الإنسان.
علماء الوراثة في جامعة هارفارد تمكنوا من جعل بكتيريا الإشريكية القولونية محصنة ضد جميع الفيروسات، ما يعني إيقاف مسار الفيروسات قبل أن تدخل إلى خلايانا.
نهج الحذف والخداع
قال أكوس نيرغيس، الباحث في علم الوراثة وأحد المشاركين في الدراسة: “لا يمكننا القول إنها مقاومة تمامًا للفيروسات، ولكن حتى الآن، استنادًا إلى التجارب المعملية المكثفة والتحليل الحسابي، يمكنها إيقاف مسار الفيروسات”.
قرر الباحثون اتباع نهج “الحذف والخداع” في تكوين البكتيريا، من خلال تجريدها من ثلاثة من شفراتها الجينية، ولم يكتفوا بالاختيار العشوائي، بل حذفوا بعناية الشفرات التي تلتصق بها الفيروسات لتكرار نفسها.
لكن هل المشكلة حُلت بالكامل؟ بالطبع لا. فقد اتضح أن الفيروسات يمكنها إحضار نسخها الخاصة من هذه الشفرات الجينية إلى الخلية وتجاوز عمليات الحذف تمامًا.
مهمة صعبة
في الخطوة الثانية، واجه العلماء بعض الصعوبة في التعامل مع الحمض النووي الريبوزي (RNA) فعندما يحاول الفيروس بدء عملية النسخ المتماثل، فإنه يقوم بتوصيل خيط من الحمض النووي الريبوزي في شفرة جينية، و”تطبع” الشفرة حمضًا أمينيًا، وهذه العملية تخلق البروتينات.
لكن إذا قامت الشفرات الجينية “بطباعة” الأحماض الأمينية الخاطئة، فلن يتمكن الفيروس من الانتشار، بل تحصل سلسلة من التعليمات الهزلية التي توقف عملية التكاثر الفيروسي في مساراتها.
لذلك، أدخل فريق الباحثين خيوطًا من الحمض الريبوزي النووي الناقل في الإشريكية القولونية التي من شأنها أن تخبر الشفرات الجينية التي جلبتها الفيروسات لإنتاج أحماض أمينية خاطئة.
من الناحية النظرية، يمكن للفيروس أن يجلب الحمض النووي الريبوزي الخاص به أيضًا، لكن يبدو أن الباحثين مقتنعون بأن سلاسل الحمض النووي الريبوزي الخاصة بهم تكسب تلك المعركة.
مع طباعة الشفرات الجينية لأحماض أمينية خاطئة وتحويل تعليمات تكرار الفيروس إلى شي هزلي، تم إيقاف العدوى قبل أن تبدأ.
بهذا النجاح الذي حققه الفريق، يريد الباحثون في النهاية استخدام تقنية الجينات الجديدة الخاصة بهم لإنشاء سلاسل من البكتيريا المقاومة للفيروسات التي يمكن استخدامها لإنتاج أشياء مثل الأنسولين.
اكتشاف غريب في منجم ذهب.. العثور على حيوان مُحنّط طبيعيًّا منذ 30 ألف سنة
دواء جديد لـ “ألزهايمر” بفعالية غير مسبوقة.. هل ينتهي المرض قريبًا؟