ينتظر العالم أجمع مراسم تتويج ملك بريطانيا، لما تتميز به من عروض عريقة أبرزها موكب العربات التي تجرها الخيول والعرض العسكري لحراس الملك الذي يلتزمون بالزي التقليدي القديم حتى الآن، وتعد مراسم تتويج ملك بريطانيا واحدة من أكثر المراسم تقليدية وأهمية في العالم، حيث تجذب آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم.
يتم الاحتفال بعد التنصيب باستقبال رسمي في القصر الملكي، ويتم تقديم الحفلات الموسيقية والرقصات الفلكلورية التقليدية، ويتم تقديم وجبات طعام راقية للضيوف المدعوين.
مقتنيات تاريخية تستخدم في مراسم التتويج
البداية في عربة Diamond Jubilee State Coach”
ستبدأ الاحتفالات عندما ينتقل الملك تشارلز من قصر باكنغهام إلى دير وستمنستر في عربة “Diamond Jubilee State Coach”، التي تم تنجيد المقصورة الداخلية لها من الحرير الأصفر زهرة الربيع ومطعمة بمواد مرتبطة ببريطانيا وتاريخها فهي تضم أخشابًا من المساكن الملكية ومن الاستكشافات ومن البلدان والأمم الأخرى أيضًا.
العربة “Gold State Coach”
سيستخدم الملك تشارلز العربة “Gold State Coach” في طريق العودة إلى القصر، وهي العربة المستخدمة في كل تتويج منذ وليام الرابع في عام 1831، وتكون مسيرة طريق العودة أكبر بكثير من تلك التي تسبق التتويج، حيث تضم “القوات المسلحة من جميع أنحاء الكومنولث وأقاليم ما وراء البحار البريطانية، وجميع خدمات القوات المسلحة للمملكة المتحدة، جنبًا إلى جنب مع الحارس الشخصي السيادي ورجال الماء الملكي.
يلغ عمر العربة “Gold State Coach” 260 عامًا وطول سبعة أمتار، وارتفاع 3.6 أمتار، وتزن أربعة أطنان.
أمبولة وملعقة التتويج
تبدأ مراسم التتويج عند وقوف الملك على منصة خاصة أقيمت في الدير ويتم تقديمه للناس ليعترفوا به كملك للبلاد، ثم يحصل الملك على إنجيل التتويج ويأخذ قسم التتويج، الذي يديره رئيس الأساقفة ، ويتعهد بالحكم وفقًا للقانون وممارسة العدالة برحمة.
بعد الانتهاء من القسم يجلس الملك على كرسي التتويج ويقوم رئيس الأساقفة بصب “زيت الميرون” من الأمبول، وهو دورق ذهبي على شكل نسر، على ملعقة التتويج المذهبة قبل أن يدهن الملك على رأسه وصدره ويديه.
ويعود تاريخ الملعقة إلى القرن الثاني عشر فهي أقدم قطعة تستخدم في التتويج، بعد أن نجت من محو الرموز الملكية خلال الحرب الأهلية الإنجليزية، بينما يعود تاريخ الأمبول إلى مراسم تتويج الملك تشارلز الثاني في عام 1661.
سيف القربان
يرتدي الملك في المرحلة التالية ثيابًا ذهبية، ويتسلم شعارات التتويج من بينها سيف القرابين، وهو سيف مرصع بالجواهر صنع عام 1820 استخدم لأول مرة في تتويج الملك جورج الرابع، ويتكون من نصل فولاذي مركب من الذهب ومرصع بالزمرد والياقوت والماس مكونًا وردة وشوك ونفل وأوراق بلوط وجوز ورأس أسد، ويوضع السيف في غمد جلدي مغطى بالذهب، حيث يمثل سيف القرابين فضائل الفرسان.
الجرم السماوي
يستخدم الجرم السماوي في مراسم تتويج ملوك بريطانيا منذ عام 1661، وهو عبارة عن كرة ذهبية مجوفة مع شريط معقد من الجواهر، ينقسم الجرم السماوي إلى ثلاثة أقسام تمثل القارات الثلاث المعروفة خلال فترة العصور الوسطى.
يزين الجرم السماوي 365 ماسة، و 18 ياقوتة، وتسعة أحجار زمرد، و9 قطع ياقوت أزرق، ويعد أثمن حجر مستخدم في تزيينه هو الجمشت الأرجواني الغامق الذي يعلو الجرم السماوي.
صولجان السيادة مع صليب
يتسلم ملك بريطانيا صولجانان الأول يسمى صولجان السيادة ويزن 530 قيراطَا، وهو عبارة عن قضيب ذهبي يزينه بالأعلى ماسة ضخمة تزن 3.1 قيراط وهذه الماسة تعرف باسم “النجم العظيم لإفريقيا، تم استخراجها في جنوب إفريقيا عام 1905 وسلمتها السلطات الاستعمارية إلى العائلة المالكة البريطانية، لذلك يرى العديد من سكان جنوب إفريقيا اليوم أن استحواذ بريطانيا عليها غير شرعي وطالبوا بإعادتها.
أما الصولجان الثاني فتزينه حمامة من الأعلى ويعرف باسم “قضيب الإنصاف والرحمة” يرمز إلى السلطة الروحية وطائره المطلي بالمينا يمثل الروح القدس.
كرسي التتويج
يُعرف أيضًا باسم كرسي سانت إدوارد، وهو قطعة أثرية قديمة أخرى تستخدم في لحظة التتويج منذ عام 1300 ويبلغ ارتفاعه 6 أقدام و9 بوصات، وقد تم تصنيعه بناءً على طلب الملك إدوارد الأول، ليضع به حجر “Scone”، المعروف أيضًا باسم حجر القدر، وهو حجر تنصيب الملوك الاسكتلنديين، حيث استولى عليه إدوارد بعد أن استولى على التاج والصولجان الاسكتلندي في عام 1296.
صنع كرسي التتويج من خشب البلوط البلطيقي، ومزين بأنماط من الحيوانات وأوراق الشجر والطيور على خلفية مذهبة، ورسم على ظهره صورة ملك ترتكز قدماه على أسد، ويقدر الكرسي بأنه واحد من أثمن قطع الأثاث وأكثرها شهرة في العالم.
تاج سانت إدوارد
رغم أن هناك 13 تاجًا لملك بريطانيا لكن لا شيء أكثر تبجيلًا من تاج سانت إدوارد، إذ سيرتديه الملك تشارلز الثالث مرة واحدة فقط في بداية الاحتفالية، فهذا التاج يتم استخدامه في مراسم التتويج فقط.
صُنعت النسخة الحالية من تاج القديس إدوارد من أجل الملك تشارلز الثاني في عام 1661، وهو مصنوع من الذهب الخالص، ويبلغ طوله 30 سم ويبلغ وزنه 2.23 كغ وهو مزخرف بـ444 حجرًا كريمًا وشبه كريم.
لماذا يغيب رؤساء الولايات المتحدة عن حفلات تتويج ملوك بريطانيا؟