السعودية

بالفيديو.. المدير العام لشركة “ترند” يرصد رحلة تطوّر الإعلام الرقمي في المملكة

 

حلّ الشريك المؤسس والمدير العام لشركة “ترند” للاتصال الرقمي، حسين الحازمي، ضيفًا على برنامج “بودكاست رسالة”، الذي يعرض على قناة “الرسالة”، وتناول خلال اللقاء مراحل تطوّر الإعلام الرقمي في المملكة، وحلّل سلوك السعوديين في استخدام الإنترنت.

البدايات وتأثير تطوّر الإنترنت على نمط حياتنا

عاد حسين الحازمي بالذاكرة إلى الوراء ليستعرض كيف بدأ اهتمامه بالإعلام الرقمي، قائلًا إنه استكشف هذا المجال مع بداية دخول الإنترنت للمملكة بين عامي 1999 و2000، وكان وقتها طالبًا بالمرحلة الثانوية.

وأضاف أن التطور التقني منذ ذلك الحين جعلنا ننسى نمط حياتنا في السابق؛ لأنه تغيّر بشكل كبير بسبب الإنترنت.

وأوضح “الحازمي” أن الإنترنت تطوّر على 3 مسارات، أولها الأجهزة نفسها “الهارد وير”، حيث كانت وسيلة التخزين المتاحة في البداية “Floppy disk” بسعة 40 كيلو بايت، ثم جاء بعدها “الهارد ديسك”، والذي كانت تصل مساحته عام 2002 إلى 40 غيغا بايت، لافتًا إلى تطور المعالجات فيما بعد، وظهور الأجهزة الذكية وما جاء بعدها من إطلاق المتاجر الإلكترونية، كلّها عوامل ساهمت في تطور الإعلام الرقمي.

وأشار المدير العام لشركة “ترند” أن البنية التحتية تمثّل عاملًا هامًا في هذا التطوّر، حيث كان الإنترنت في البداية يعمل بنظام “Dial up” عن طريق الهاتف، ثم جاء “DSL” وبعده الألياف، وأخيرا “4G” و”5G”، حتى أصبح متوسّط السرعة في الهواتف الجوّالة أعلى منه في الشبكات الأرضية.

وتابع الحازمي: “مع الهارد وير والبنية التحتيّة، تطوّر المحتوى وسلوكيات وذكاء المستخدم في استقبال الرسالة الإعلامية”.

رحلة تطوّر المحتوى الإعلامي عبر التاريخ

قال المدير العام لشركة “ترند” إن “البشرية من خمسينيّات القرن الماضي إلى الآن شيء، وما قبل تلك الفترة شيء آخر، فالإعلام كان في السابق هو الخطابة، فعندما تريد التأثير على الجماهير ترسل لهم خطيبًا للتأثير عليهم، وكان العرب أكثر من استخدموا هذا بالشعر، بالإضافة إلى اليونانيّين عن طريق فلاسفتهم”.

وأضاف: “كانت النقلة في اختراع الآلة الطابعة، في منتصف القرن الـ 15 الميلادي، في ألمانيا، ولم يكن هناك وجود للصحافة حينها، فاقتصر الأمر على طباعة المنشورات”.

وأشار حسين الحازمي أن أول ظهور للإعلام الذي ما زال مستمرًّا حتى اليوم كان في القرن الـ 17، حين بدأت الصحافة في إنجلترا، لتنتقل بعد ذلك لفرنسا، ثم ألمانيا، وبعدها عرفت طريقها للانتشار العالمي.

وواصل: “بعد ظهور الطباعة في عشرينيّات القرن الـ 15، استغرق الأمر حوالي 480 سنة حتى حدوث تطوّر جديد في الإعلام، حين ظهرت الإذاعة، وحينها تم إطلاق مصطلح الإعلام الجديد لأول مرة”.

وأوضح الحازمي: “ظهرت الإذاعة في 1908 ببريطانيا، واستُخدمت في الحربين العالميتين؛ لقيادة الرأي العام، خصوصًا من جانب التيّار النازي، حيث ساعدت جوبلز، وهو وزير الدعاية لهتلر، في تحويل ألمانيا من الدولة المهزومة إعلاميًا إلى الدولة القوية”.

وتابع: “تسارعت الوتيرة، فظهر التلفزيون بعد 30 سنة من ظهور الإذاعة، وبعد 15 سنة أخرى أصبح بالألوان، تلى ذلك اختراع الإنترنت، بدون الويب، فكان استخدامه مقصور على الشبكات الخاصة”.

ولفت أن “ظهور الويب كان عام 1989، ومعه ظهر الإعلام الرقمي، ولم يكن معترفًا به كإعلام حتى بداية الألفية بسبب انتشاره عالميًّا”.

ويرفض حسين الحازمي وصف الإعلام الرقمي بالإعلام الجديد، مشيرًا إلى أن أول إعلان مدفوع على الإنترنت كان في عام 1993، مشدّدًا على أن “مخرجات الجامعة لن تتحسن في الإعلام الرقمي إلى أن يتغيّر المسمى”.

ما دور مواقع التواصل الاجتماعي في تطوير محتوى الإعلام الرقمي؟

حكى حسين الحازمي أن مواقع التواصل الاجتماعي جاءت كتطوّر مرحليّ للتواصل الشبكي، والذي بدأ بالمنتديات ومواقع المحادثة مثل “ماسنجر”، ثم تحوّل الأمر بعد ذلك لظهور شبكات التواصل الاجتماعي، مبيّنًا أن هناك تطبيقات سبقت ظهور “فيسبوك”، والتي كان أولها “لينكد إن” ثم “ماي سبايس”.

وأوضح أنه وبرغم أن “فيسبوك” كان الرابع أو الخامس بين تلك التطبيقات، إلا أنه نال شهرة واسعة بسبب سهولة الاستخدام والتوفيق في اختيار اسمه، ودلّل على ذلك بصحيفة سبق كمثال، حيث “سبق ليست الصحيفة الإلكترونية الأولى في المملكة، وسبقتها إيلاف والوفاق، لكنّها تعتبر من صنعت الصحافة الإلكترونية داخل البلاد”.

وأضاف الحازمي: “كان المحتوي الإعلامي على الإنترنت هو المكتوب فقط، ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تظهر الصورة، والتي انبثقت منها الإنفوغرافيك، وأخيرًا ظهر عصر الفيديو، والتي لم تكن مدّته تتجاوز بضع دقائق، وبجودة ضعيفة، ثم أصبحت المدة مفتوحة والجودة أعلى بكثير، إلى أن وصلنا إلى البث” وساهم في ذلك تطوّر الهارد وير والبنية التحتيّة”.

وأكّد أن “ثورة الإعلام الرقمي وتطوره السريع، لم تكن لتظهر لولا اختراع الهواتف الذكيّة، وهي أساس هذا التحوّل”، موضّحًا أن “مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلّا وسائل، ولا وجود للسوشيال ميديا إلا بها”.

وأشار إلى تهديد شركة “آبل” بحجب “تويتر” من متجرها في الماضي القريب، الذي يمكن أن يقضي على الأخيرة إن تحقق، ويرى أن أقوى ثلاث شركات في العالم حاليًا هي “آبل” و”غوغل” و”مايكروسوفت”؛ لأنها يمكنها الإطاحة بكبرى تطبيقات التواصل الاجتماعي.

كم حجم استخدام السعوديين للإنترنت؟

قال المدير العام لشركة “ترند” إن السعودية هي الأولى عالميًّا بالشراكة مع ثلاث دول في نسبة استخدام الإنترنت بالنسبة لعدد السكّان، موضّحًا أن الأسباب تتمثل في تطوّر البنية التحتيّة، وارتفاع نسبة التعلّم مقارنة بنسبة الأمية المنخفضة جدًّا، والحاجة إلى هذه التقنية.

وأضاف أن نسبة استخدام السعوديين للإنترنت وصلت إلى 99% من إجمالي عدد السكان، مشيرًا إلى أن المملكة هي الأولى في تصنيف الحكومة الإلكترونية عالميًّا، بما يزيد عن 1900 خدمة إلكترونية للمواطن، موزّعة ما بين حوالي 380 جهة حكومية.

هكذا أثّر الزمن على سلوكيات مستخدمي الإنترنت

يرى حسين الحازمي أن الزمن هو العامل المؤثر في تغيّر سلوكيات مستخدمي الإنترنت، مشيرًا إلى أن من استخدموا “فيسبوك” و”تويتر” في بداية ظهورهما عندما كانت أعمارهم تقارب العشرين حينها، تجاوزوا الأربعين الآن.

وقال: “عندنا في الشركة إدارة خاصة بالتقارير والرصد والبيانات، فنسوّي تقارير دورية لعملائنا وأغلبهم جهات حكومية ووزارات، وعندما قدّمنا تقريرًا لإحدى هذه الجهات عن حجم النشر عنها خلال 6 شهور في 2016، وجدنا أنه تجاوز 5 ملايين، ولمّا كررنا الأمر في 2019 خلال سنة لم يختلف الرقم رغم مضاعفة المدّة”.

وأضاف الحازمي: كان من المتوقع أن يزيد الرقم بنسبة 50%، لكن الرقم كان متقاربًا، وهو ما يوضح أن حجم نشاطنا في السعودية على تويتر كجيل أول قلّ، وفضّلت الأجيال التالية تطبيقات أخرى، مثل سناب شات وتيك توك؛ لأن الجيل الجديد بصريّ أكثر”.

ما هي مهام شركة “ترند” للاتصال الرقميّ؟

قال حسين الحازمي: “مُسمّى ترند يشير إلى الاتجاه، ولحساب الاتجاه تبرز الحاجة إلى وجود بيانات، ويقوم عملنا عند التعامل مع أي جهة تحتاج إلى تقوية ظهورها والتأثير على جمهورها، نحتاج إلى أن نعرف أولًا عن موقفهم الحاليّ، من خلال بيانات توضّح من الجمهور وسلوكيّاته”.

وأوضح أن “البيانات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي متاحة، وبعضها مجانيّ، والبعض الآخر يقدم تفاصيل أكثر يتم الدفع مقابله، ونستخدم برامج التحليل لمعرفة حجم التفاعل”.

وأضاف: “نقوم بعد ذلك بتحليل الانطباع، والذي لخّصه الأغلبية على موضوع إيجابي وسلبي ومحايد، وهو أمر بسيط يمكن أتمتته، ولكن هناك تفصيلات أعمق تقيس الاتجاهات، مثل: هل هو هجومي؟ هو محبّ هجومي؟ هل هو معادِ ويدافع عنّي؟، ونبني على هذا قراراتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *