قال الجيش السوداني اليوم السبت إنه وافق على المساعدة في إجلاء الرعايا الأجانب، جاء ذلك في الوقت الذي سمع في دوي إطلاق نار متقطع وضربات جوية في أنحاء الخرطوم رغم وعود الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، بمناسبة عيد الفطر، وذلك بعد أسبوع من الصراع الذي أسفر عن مقتل المئات.
وجاء البيان الذي أصدر قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان بعد وعود من زعيم قوات الدعم السريع المنافس محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي بفتح المطارات لإجلاء الأجانب.
وقالت “رويترز” إن مراسلها أفاد باستمرار القتال طوال الليل لكنها بدت أقل حدة صباح السبت مما كانت عليه في اليوم السابق.
حتى الآن لا توجد أي مؤشرات حتى الآن على قدرة أيًا من الطرفين – الجيش وقوات الدعم السريع- لتحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع والتحدث، فالجيش يمتلك قوة جوية لكن قوات الدعم السريع منتشرة على نطاق واسع في المناطق الحضرية بما في ذلك حول المنشآت الرئيسية في وسط الخرطوم.
أعداد القتلى والمصابين
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية أن 413 شخصا قتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال، وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من عمال الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.
وتركز الجهود الدولية حتى الآن على وقف إطلاق النار، حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى احترام الهدنة المعلنة.
إجلاء الرعايا الأجانب
من جانبها استعدت الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى لإجلاء مواطنيها، إذ قال الجيش إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسيين ورعايا آخرين من الخرطوم “في الساعات المقبلة”.
وأضاف الجيش أنه تم بالفعل إجلاء رعايا السعودية براً إلى بورتسودان ومنها جوًا إلى خارج السودان على أن يتبعها رعايا الأردن بطريقة مماثلة.
موقف “البرهان”
من جانبه قال قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إن الجيش يسيطر على جميع المطارات السودانية ما عدا مطار الخرطوم ما عدا مطاري الخرطوم ونيالا.
وشدد “البرهان” في تصريحات نقلتها عنه قناتي “العربي” و”الحدث” أنه متواجد في مركز القيادة وأنه لن يغادره إلا على نعش.
وأكد قائد الجيش السوداني أن بلاده تعاني حاليًا من تردي الأوضاع المعيشية، مشيرًا إلى أنه يشاطر المجتمع الدولي اقلق على الرعايا الأجانب.
“حمديتي” و”غوتيريش”
من جانبه قال “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع على فيسبوك اليوم السبت إنه تلقى مكالمة هاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ركزت على ضرورة الالتزام بوقف كامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني والطبي.
وقالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لفتح جميع المطارات جزئيًا للسماح بعمليات الإجلاء ومع ذلك، وقعت بعض الأعمال القتالية في مطار الخرطوم الدولي، ولم يتضح وضع المطارات الأخرى أو سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
ضرب المستشفيات
وفي أم درمان، المدينة المجاورة للعاصمة الخرطوم، سادت مخاوف بشأن مصير المعتقلين في سجن الهدى، وهو أكبر سجن في السودان، حيث اتهم الجيش أمس الجمعة قوات الدعم السريع بمداهمة السجن وهو ما نفته القوات شبه العسكرية.
وقال محامو سجين هناك في بيان إن جماعة مسلحة أخلت السجن بالقوة، مع العلم أن مكان وجود المعتقلين غير معروف.
أما نقابة الأطباء السودانية، فقالت اليوم السبت إن أكثر من ثلثي المستشفيات في مناطق النزاع خارج الخدمة، حيث تم إجلاء 32 مستشفى قسرًا، بينما كانت بعض المستشفيات المتبقية، التي تفتقر إلى المياه الكافية والموظفين والكهرباء، تقدم الإسعافات الأولية فقط.
لماذا يُعد الوضع في السودان خطرًا على الاستقرار العالمي؟
فيديو| السودان.. لماذا لم تنجح هدنة الـ24 ساعة بين طرفي النزاع؟
رسالة مؤثرة من أخ لشقيقيه اللذين يتقاتلان وجهًا لوجه في السودان!