شهدت شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن تراجعًا كبيرًا مؤخرًا، إذ يُشير آخر استطلاعات الرأي الحديثة إلى أن 40% فقط من الشعب الأمريكي يوافق على سياسته.
ويأتي ذلك وسط الخطط المعلنة من قبل الرئيس البالغ من العمر 80 عامًا للترشح في الانتخابات، وهو ما يُثير الكثير من التساؤلات حول الفرص المتاحة أمام بايدن ليفوز بمقعد الرئاسة مجددًا ويبدأ ولاية ثانية.
ولم تختلف نتائج الاستطلاع حول أداء بايدن العام الذي أجرته مؤسسة غالوب العالمية نهاية الشهر الماضي، عن نظيرتها التي أسفر عنها استطلاع أُجري في مارس الماضي، إذ أظهرت أن نسبة الموافقة الإجمالية على بايدن لم تتجاوز 44% منذ أغسطس 2021، أي خلال عامه الأول في منصبه.
ووفق الأرقام، فإن المواطنين الأمريكيين غير راضيين عن تعامل بايدن مع عدة ملفات مثل البيئة والطاقة والشؤون الخارجية، وهو ما اتضح من نسبة الموافقة على سياسته الاقتصادية والتي لم تتعد الـ32%.
تأييد ديمقراطي
وفي حين أن نتائج الاستطلاع عكست دعم أقل من نصف الشعب للرئيس الأمريكي، جاء موقف الحزب الديمقراطي معاكسًا، إذ أبدى 87% من أعضائه موافقتهم على استمرار بايدن.
وبحسب ما أوضحته مروة مَزيَد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة ميريلاند الأمريكية، لـ “بي بي سي”، فإن الإقبال الديمقراطي على بايدن يعود إلى سببين: أولهما اقتناع أعضاء الحزب بأنه يسير إلى حد ما وفق أجندتهم التقدمية.
ويعود السبب الثاني إلى الفوز الذي وصفته بـ “المعقول” في الانتخابات النصفية، وهو ما يُعتبر دليلًا على أن وجود بايدن في الحكم لم يتسبب لهم في خسائر قد يرفضونه بسببها، بخلاف نظرتهم إليه على أنه واجهة مناسبة لكسب المعركة الانتخابية.
توقيت الإعلان
وحتى الآن لم يعلن بايدن بشكل صريح نيته خوض الانتخابات الرئاسية، بل أنه صرح من قبل بأنه ليس مستعدًا لإصدار إعلان رسمي، وتفسر بعض التقارير ذلك برغبته في الانتظار حتى يوليو المقبل، لمنح حملته المزيد من الوقت لجمع التبرعات، إذ يعكس الرقم مدى قوة حملته الانتخابية، وقد يعمل ذلك على تحسين شعبيته.
من ناحية أخرى، تتوقع السياسية، مروة مزيد، أن يؤجل الحزب الديمقراطي الإعلان لآخر لحظة، في انتظار أي تغيير سيطرأ على المشهد الانتخابي مثل انسحاب دونالد ترامب، الذي يُعتبر بايدن أقوى منافس له.
منافسة ديمقراطية ضعيفة
على الرغم من الشعبية المتراجعة لبايدن، إلا أن تقديرات المحللين السياسيين تذهب إلى أنه متفرد بالساحة كمرشح ديمقراطي محتمل، خصوصًا في ظل ضعف منافسيه والذي أعلنا بالفعل نيتهما للترشح وهما: خبيرة المساعدة الذاتية ماريان ويليامسون، والناشط المناهض للقاحات روبرت كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي.
لكن في نفس الوقت، يستبعد المحللون أن يتضح المشهد حاليًا وما إذا كان سيحظى بايدن بمنافسين آخرين من داخل حزبه.
القدرة الصحية
تتصاعد المخاوف حول قدرة بايدن الصحية، خصوصًا بعد كشفه عن إصابته بالسرطان في يوليو الماضي، بالإضافة إلى عمره الذي سيتجاوز الـ 86 عامًا في نهاية ولايته الثانية حال فوزه بالانتخابات.
وفي حين أن طبيب البيض الأبيض أكد استقرار حالة بايدن الصحية في مارس الماضي، بعد إجراء عملية إزالة أنسجة سرطانية جلدية كانت عبارة عن سرطان خلايا قاعدية، إلا أن المخاوف بشأن صحته لا زالت بنفس قوتها.
وفي نفس الوقت، يرى عدد من الديمقراطيين المعارضين لسياسة بايدن أهمية منح الفرصة للوجوه الشابة، ولكن وفق محللين فإن عامل السن ربما لن يكون مهمًا في ظل ظهور ترامب كمنافس جمهوري، وهو ما سيدفع الديمقراطيين لدعم بايدن مهما كانت الظروف.
بخلاف ذلك فإنه لا يوجد على الساحة من الوجوه الشابة سوى المرشحة الجمهورية السفيرة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، وتعتقد ليلى الحسيني، الصحفية المقيمة في الولايات المتحدة ومؤسسة راديو “صوت العرب من أمريكا” أن فرصتها ضئيلة في هذا السباق.
فيما يرى توم حرب، مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي للديموقراطية، أن بايدن يعاني صعوبات في قراءة ما هو مكتوب له والذي يترتب عليه العديد من الأخطاء، وهو الأمر الذي ينبغي عليه أن يُعيد التفكير في الترشح بسببه، إذ إنه سيكون محل شك للكثيرين في قدرته العقلية.
الاقتصاد الأمريكي في عهد “جو بايدن”