أدت المخاوف بشأن خسارة الأراضي الزراعية لصالح مزارع الطاقة الشمسية إلى ظهور معارضة ضد ما يُطلق عليه “الغزو الشمسي” في ولاية ميسوري بالولايات المتحدة.
من منزلها الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمان، راقبت “سوزان بيرنز”، غروب الشمس فوق حقل ابن عمها كل يوم لمدة 75 عامًا في مقاطعة كالاواي بولاية ميسوري، أما الآن فوافق وافق ابن عمها على تركيب الألواح الشمسية على الأرض وقررت “بيرنز” الوقوف ضد المشروع.
توسع الشركات في الألواح الشمسية سيقلض الأراضي الزراعية بشكل ملحوظ، لذلك قامت “بيرز” بجمع أفراد المجتمع الآخرين الذين لديهم مخاوف مماثلة، خاصة أن الشركات لم تحدد المخاطر الصحية التي تشكلها مزارع الطاقة الشمسية.
وتقول “بيرنز” زعيمة الحركة المناهضة للطاقة الشمسية: “هناك شركات ضخمة للطاقة الشمسية تدخل، وتستولي على أراضينا الزراعية، وتدمر مجتمعنا الزراعي، وتسلبنا جميع الأعمال التجارية الزراعية، إن خسارة 10,000 فدان [40.000 كم 2] من الأراضي في مقاطعة كالاواي، أمر خطبير سيؤدي إلى إفلاس العديد من الأعمال الزراعية المحيطة.”
هل المزارع الشمسية الكبيرة مصدر قلق حقيقي؟
تخطط شركة “رانجر باور”، للطاقة المتجددة، لإنشاء مشروع بقوة 250 ميغاواط من شأنه أن يوفر الطاقة لما يقرب من 35000 منزل، حيث دارت محادثة استمرت عدة أشهر بين مسؤولي المقاطعة والمقيمين حول الاستثمار البالغ 275 مليون يورو، وفي الوقت نفسه يشعر السكان المحليون بالقلق إزاء قرب المنشآت من منازلهم من ما يطلقون عليها “مزارع الطاقة الشمسية “مجمعات صناعية ذات جهد عالٍ”.
مصدر قلق آخر هو نقص عائدات الضرائب التي تذهب إلى المحافظة، ففي ولاية ميسوري، الألواح الشمسية معفاة حاليًا من الضرائب المحلية، كما يشعر السكان بالقلق من انخفاض قيمة ممتلكاتهم إذا ما أحاطوها بمزارع الطاقة الشمسية.
من جانبه قال “بيتر إندريس”، مدير التطوير في شركة “رانجر باور”، إن الألواح الشمسية ستكون على بعد 45 مترًا على الأقل من أي منزل، وأضاف أن الأرض يمكن أن تكون أكثر صحة في نهاية المشروع، حيث تنمو النباتات المحلية والملقحات في التربة وتعيد بناء العناصر الغذائية أيضًا، كما اكد أنه سيتم إزالة الألواح بدون أثر خلال 30-35 عامًا ، في نهاية المشروع، ولفت إلى أن الشركة مهتمة أيضًا بدفع الأموال للمقاطعة سنويًا طوال مدة المشروع.
في حين أن البعض لا يزال غير مقتنع، وافق البعض الآخر على العرض، بالرغم من أن هذه المشكلة حولت الأصدقاء إلى أعداء وحتى العائلات نفسها أصبحت منقسمة.
يقول المزارع مايكل جريفز: “الزراعة جيدة جدًا في الوقت الحالي، ولكن يمكنني تذكر الأوقات التي لم تكن فيها جيدة جدًا”، ويضيف: “سيكون شكلاً ثابتًا من الدخل، ربما في تقاعدي أو للأجيال القادمة أيضًا”.
أما المزارع “ويب”، فأكد أنه يفكر أيضًا في تقاعده وفي اليوم الذي سيتولى فيه بعض أبنائه الأربعة المزرعة قائلًا: “إنها أموال مجانية”.
تهديد الهوية
تولد شبكة الكهرباء الأمريكية 60% من طاقتها من الوقود الأحفوري، لكن الرئيس جو بايدن يحاول تحويل التيار نحو الطاقة المتجددة.
قال جونغوو تشون، المحاضر في المناخ والاستدامة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن الاحتجاجات الشعبية ضد مشاريع الطاقة الشمسية “ستؤخر بشكل كبير التزام أمريكا تجاه الوصول إلى صافي الصفر”.
أما “دوج بيسيت”، الأستاذ المساعد في جامعة ولاية ميتشيغان والمؤلف المشارك للعديد من الدراسات حول هذه المسألة، فقال: “للمزارعين هوية خاصة إنه عمل شاق، ولك تحويلها لمجرد مزارع لوضع الألواح الشمسية لمدة 20 عامًا ، فهذا يمثل اضطراب في الهوية.”
فيديو| هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء مستقبلًا؟.. مختصة تجيب
هل هناك خطأ في رؤية هلال شهر رمضان؟ “المسند” يحسم الخلاف
حتى لا تنخدع.. 6 طرق لاكتشاف الصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي