عندما يتخذ أحد ما قرار الاقتراض يجد نفسه أمام طريقين للحصول على المساعدة المالية، إما الأصدقاء والعائلة، أو المؤسسات المالية، مثل البنوك وبطاقات الائتمان.
وكما أن الجواب يختلف من شخص لآخر، فهو مختلف من بلد لآخر، نظرًا لعوامل مختلفة، منها مدى توافر الخدمات المالية، والنهج الثقافي لمفهوم الإقراض نفسه.
رصدت بيانات نشرها البنك الدولي في 2021 مصادر الاقتراض في دول العالم، أظهرت أن دخل الدولة يمثل عاملًا حاسمًا في تحديد طريقة الحصول على المساعدة المالية.
الاقتراض من المؤسسات المالية
في عام 2021، اقترض معظم الأفراد في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع الأموال من المؤسسات المالية الرسمية.
تتصدر كندا هذه القائمة، مع اقتراض 81% من المؤسسات المالية، وتصل النسبة إلى 73% في أيسلندا، و70% في هونغ كونغ، وكوريا الجنوبية 69%.
يرى الخبراء أن هذا ليس مفاجئًا للدول الغنية، حيث أن الخدمات المالية في هذه البلدان متاحة أكثر ويمكن الوصول إليها. هذا إلى جانب ارتفاع مستوى التثقيف المالي، بما في ذلك الفهم العام لأسعار الفائدة وفرص بناء الائتمان، مما يساهم في زيادة شعبية المؤسسات المالية.
يشار أن بعض البلدان لديها ممارسات ثقافية تٌأخذ في الاعتبار. على سبيل المثال، استخدم 61% من المشاركين في اليابان مؤسسات مالية رسمية، وهي خيار مقبول اجتماعيًا أكثر من طلب اقتراض المال من الأصدقاء والعائلة، وهو ما أقدم عليه 6% من الناس.
الاقتراض من الأصدقاء والعائلة
اعتمدت النسبة الأكبر من الأفراد في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض على العائلة والأصدقاء في اقتراض المال.
تتصدر أفغانستان هذه القائمة حيث يعتمد 60% على الأصدقاء والعائلة، مقارنة بـ 2% فقط يقترضون الأموال من المؤسسات المالية الرسمية.
يختار العديد من الأفراد في البلدان الأفريقية، بما في ذلك أوغندا (57%) وكينيا (54%) وناميبيا (50%) والمغرب (49%) اقتراض الأموال من الأصدقاء والعائلة بدلاً من المؤسسات المالية.
يمكن أن تُعزى هذه التفضيلات إلى عوامل مختلفة بما في ذلك عدم الثقة في المؤسسات المصرفية والمالية، أو الافتقار إلى الوصول إلى هذه الخدمات، أو نقص المعلومات حول هذه الخدمات.
وفي بعض المجتمعات ، يمكن اعتبار الاقتراض من الأصدقاء والعائلة معيارًا ثقافيًا، خاصة في الأماكن التي يلعب فيها الدعم المتبادل والتضامن دورًا قويًا.
التضخم .. معناه وأسبابه وكيفية قياسه وطرق الحد منه